إيلاف من لندن: قوبلت تعليقات لوزير بريطاني سابق ومرشح لزعامة حزب المحافظين على عبارة "الله أكبر" بانتقادات عنيفة من مختلف الطيف السياسي البريطاني حتى من من حزبه.
وكان الوزير المحافظ السابق وعضو البرلمان روبرت جينريك، قال إن أولئك الذين يصرخون بالله أكبر يجب "اعتقالهم على الفور".
غير حكيم
واتهم ميل سترايد وهو أحد المرشحين لزعامة حزب المحافظين منافسه بأنه "غير حكيم وغير حساس" حول العبارة العربية، والتي تعني "الله أكبر".
كما اتهمت نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر وزير الهجرة السابق "بإثارة" أعمال شغب بعد تعليقاته، والتي قوبلت بردود فعل عنيفة على نطاق واسع.
وقالت راينر: "لا يمكن التلميح إلى أي تهديد في استخدام هذه الكلمات إلا في أندر الظروف. من الواضح أن السياق مهم للغاية هنا."
وجاءت الانتقادات في الوقت الذي اتهمت فيه أنجيلا راينر وهي من أركان حزب العمال الحاكم، السيد جينريك "بإثارة" أعمال الشغب التي اجتاحت المملكة المتحدة على مدى الأسبوع الماضي، حيث استهدفت أعمال العنف المساجد والفنادق التي تؤوي طالبي اللجوء.
وشملت أعمال العنف فندق هوليداي إن إكسبريس في مانفرز، بالقرب من روثرهام، والذي اقتحمه مثيرو الشغب يوم الأحد فيما وصفته الشرطة بأنه "عرض مقزز للبلطجة".
وقالت نائبة رئيس الوزراء متحدثة من ذلك الفندق: "إن أشخاصا مثل روبرت جينريك [كانوا] يثيرون بعض المشاكل التي رأيناها في مجتمعاتنا".
وتابعت: "في الواقع، ما نريد أن نراه هو أن تتحد المجتمعات، والغالبية العظمى من الجمهور تريد أن ترى ذلك."
وكان السيد جينريك يتحدث عن مزاعم، نفتها الشرطة، بأن أعمال الشغب اليمينية المتطرفة خلال الأسبوع الماضي تم التعامل معها بقسوة أكثر من الاضطرابات الأخيرة الأخرى، مثل الاحتجاجات ضد الحرب في غزة.
وقال لقناة (سكاي نيوز): "كما تعلمون، اعتقدت أنه من الخطأ تماما أن يصرخ شخص ما بالله أكبر في شوارع لندن ولا يتم القبض عليه على الفور، أو أن يلقي هتافات إبادة جماعية على ساعة بيغ بن ولا يتم القبض عليه على الفور".
الساسة المسلمون
وانتقد الساسة المسلمون الوزير المحافظ السابق، وهو واحد من ستة مرشحين لمنصب زعيم الحزب القادم، واتهموه بكراهية الإسلام.
وقال النائب العمالي أفضل خان إن "الله أكبر" هو "المعادل الإسلامي للهاليلويا" بينما قالت زميلته ناز شاه إن العبارة يستخدمها "كل مسلم في العالم" أثناء الصلاة ويجب على السيد جينريك "الاعتذار والتحدث إلى المجتمعات الإسلامية ومعرفة المزيد عن إيماننا".
وبعد ردود الفعل العنيفة، ضاعف وزير الهجرة السابق جهوده بنشر مقطع فيديو على X لمسيرة عبر بولتون مع هتافات "الله أكبر".
وقال: "إن ملايين المسلمين البريطانيين يرددون عبارة "الله أكبر" بسلام وروحانية في حياتهم اليومية. ولكن الهتافات العدوانية أدناه مخيفة وتهديدية. وهذه جريمة بموجب المادة 4 و5 من قانون النظام العام".
لكنه اتهم بمحاولة تبرير ما قاله بدلاً من الاعتذار من قبل كبار المحافظين الآخرين.
البارونة وارسي
وخاطبت البارونة وارسي، الوزيرة السابقة في حكومة حزب المحافظين، السيد جينريك مباشرة على X، قائلة: "لا يا روبرت، لا يحق لك الذهاب إلى محطات البث الوطنية وتقول شيئًا وتحاول التظاهر بأنك قلت شيئًا آخر بعد ذلك!".
واضافت: "إذا كنت تشعر حقًا أن تعليقاتك على سكاي نيوز كانت غير مناسبة ومسيئة ومثيرة للفتنة ومعادية للمسلمين (وهذا صحيح) فابدأ بالاعتذار. "ثم يمكنك العودة إلى التظاهر بأنك مرشح مسؤول لقيادة حزبنا."
قال وزير الخارجية السابق في حزب المحافظين اللورد أحمد إن التعليقات تغذي كراهية الإسلام "في وقت حيث التوترات الطائفية عالية". وقال: "لا تحاول "تتبرير" تعليقاتك - فقط اعتذر!".
المنظمات الإسلامية
كما واجه السيد جينريك انتقادات من المنظمات الإسلامية، حيث قال المجلس الإسلامي في بريطانيا إن تعليقه "يظهر فقط أن كراهية الإسلام المؤسسية حية وبصحة جيدة في حزب المحافظين".
وردًا على تعليقات السيدة راينر، قال المتحدث باسم السيد جينريك: "لقد ندد روبرت بكل أنواع الفوضى بأشد العبارات الممكنة، سواء من اليمين المتطرف أو العنف الانتقامي من الغوغاء الطائفيين".
وقال: "لم نر بعد سياسيًا واحدًا من حزب العمال يفعل الشيء نفسه. تحتاج البلاد إلى قيادة قوية، وليس خجلاً".
التعليقات