إيلاف من لندن: فجر الشاعر والكاتب والمثقف العماني المعروف سيف الرحبي، قنبلة غير مسبوقة من عيار ثقيل، كان مفترض أن تصدر عن سياسي باتع أو مراقب مخضرم خبير جزيل المعرفة في شؤون العلاقات الدولية وخصوصا علاقات الجوار والمصالح والأمن وتشابكاتهما والتداعيات المنتظرة.

القنبلة، حملتها منصة X (تويتر سابقا) وهي برسم صانعي القرار السياسي والاقتصادي والخبراء في دول الخليج العربية، وهي متعلقة بعلاقات هذه الدول بالهند "صديقتهم الكبرى" وبرميل تصدير البشر من مختلف الكفاءات الصنوف والمستويات، بلا عد أو حساب أو ضبط عبر العقود، وفي الأخير بلا رقابة من أي طرف، أو اهتمام ومابعة وتقييم لمخاطر.

اليمين الهندي
في التغريد، يقول سيف الرحبي: في ضوء صعود اليمين الشعوبي المتطرف مُجَسَّدًا في الحزب الهندوسي وزعيمه (مودي) الذي شرعَ ويستمر في نهجهِ العدواني في تحويل الهند على الصعيد الداخلي من دولةٍ متعددة الأديان والأعراق والاتجاهات السياسية والأفكار، إلى دولةٍ ذات طبيعةٍ هندوسية دينية مما يهدد السلم والتماسك الداخليَين وتتصاعد التهديدات والأخطار والتي يواجهها المسلمون خاصةً داعين إياهم إلى الذهاب (ثلاثمائة مليون مسلم) إلى باكستان أو أي دولة أخرى، وكذلك بقية الأديان، ووصل التهديد إلى نجوم السينما والمجتمع الأثرياء ممن يدعونهم ب(السوبر ستارز) الذين ينتمون إلى الإسلام، ويدعونهم أيضًا إلى تطليق زوجاتهم المنتميات سوسيولوجيًا إلى الهندوسية الغالبة. أي سلخُ الهند من علمانيتها وتعدديتها المعروفة التي قامت عليها الدولة والدستور والقوانين لهذه البلاد الشاسعة.

ويتابع: أخبرني أحد مثقفي الهند البارزين أن (مودي) وحزبه يقودان الهند بهذا النهج العدائي إلى أُتون حربٍ أهليةٍ بدأتْ مؤشراتها إبّان زحفِ وباء كورونا ونسبته إلى المسلمين أي أنهم هم سبب انتشاره في الهند. مما تسبب في اقتتال بين المسلمين والهندوس وزحفَ الهندوس على مساجد ومنازل المسلمين في أكثر من مدينة ومكان. وعلى طريقة الصهيونية المتطرفة التي تحكم كونَ إسرائيل دولة لليهود فقط والباقي لا مكان لهم في الأرض الموعودة لبني إسرائيل العائدين من تِيهِ الجغرافيا والتاريخ.

ويقول الرحبي: بناءً على ما تقدم، ألا ينبغي النظر بجدية وعمق إلى ما يجري في الهند من تحولاتٍ خطيرة وانعكاساتها المباشرة على أوضاع الخليج حيث الوجود الهندي القوي والكاسح اقتصاديًّا وديموغرافيًّا حيث يساوي عدد السكان الأصليين وربما يفوق.

لافتة تحذير
وفي لافتة تحذيرية يدعو الشاعر والكاتب المعروف الذي ترجمت مقالات وأشعاره في ثمانية دواوين إلى لغات عالمية، إلى تَبَنِّي رؤيةٍ يَقِظةٍ تمليها الوقائع والأحداث والتحولات الجارية في الواقع والمعيش، بعيدًا عن رؤيةِ لاهوت الثبات التاريخي والسياسي الساذجة ؟. وبعيدًا عن سلوك النعامة في دفن الرأس حين يدهم الخطر في بحر الرمال الهائج من حولنا ومن جهات مختلفة.

ويختم الرحبي بالقول: لننظر إلى البلدان العربية المركزية ودولها التي تشكل العَصَب الرئيس للذاكرة والثقافة العربيتين والمآلات التراجيدية التي آلت إليها تلك الشعوب برفعتها وقامتها العالية في الماضي الحضاري والتي لا تنقصها الإمكانات والآفاق لتعيد ذلك الماضي إلى دورة الراهن والمستقبل.

ويقول مراقب متابع للشأن الخليجي: في التغريدة كأن الرحبي يوجه الإنذار الأخير من "جهنم هندية لاهبة لا تبقي ولا تذر، وقودها الناس والحجارة وتبتلع إن لم تحرق الأخضر واليابس وكل شيء في الجوار الخليجي الهادىء على صفيح ساخن دائم".

متابعو X
ما تفجر في التغريدة، تلاقفه متابعو منصة X، وهم اتفقوا في مجمل آرائهم مع ما جاء سيف الرحبي، ويقول 🐎 foooz🇴🇲🇵🇸

@umyazen99: وجودهم بهذه الأعداد في أوطاننا حالهم كحال السرطان الخبيث يفتك بمريضه... ياليت قومي يعلمون.

ويقول Monzer Masri @Moonsunson: ما اعتبره قرعا لناقوس الخطر!

أما عبدالله المقبالي @abdosh3110 فيقول: فات الفوت من زمان.

ومن جهته، Abuasaad @Omanimu كتب: لا اري خطرا من الجنسية الهندية بمختلف مكوناته الدينيه بالعكس اراهم أكثر أمانا وسلاما عن بقية الجنسيات الأخري الاسيويه المسلمه التي بعضها جلبت المخدرات والجرائم معها. يخبرني احدي الجاليه الهندية المسلمه في كيرلا يقول نحن نعيش بسلام مع جيراننا الهندوس.

ويتفق Mohammed @MohammedAb814 مع الرحبي، ويقول: تحيط بنا أخطار متعددة ولكن الخطر الداهم قد يأتي من الهند حيث يردد مودي أنه يرى هند صغيرة في دولنا التي أشبه ماتكون بممالك الطوائف التي تثير شهية أي طامع أوحتى من يمتلك القوة الكافية لتهديدها والله المستعان.

رأي حصيف
ورأى عبدالملك ع. الهِنائي @abdulmalikalhin في تغريدة الشاعر الرحبي رأيا حصيفة ونظرة واعية وكيف هي صادرة من مثقف كبير هو الاستاذ سيف الرحبي. ويقول: الهند بلد متعدد القوميات والأديان،واتخذت جمهورية الهند منذ استقلالها عن بريطانيا العلمانية مبدأ ترسخ في دستورها وسار على ذلك قادتها من غاندي إلى نهرو إلى ابنته أنديرا، إلا أن صعود التيار الهندوسي جعل الهند مصدر تهديد لجيرانها.

ويقول Nazih Hatim @nazih1978: افضل حل ان تتدفق العمالة الإسلامية الى بلدان الخليج .... من مصر و باكستان وتركيا الخ .... ربنا يحفظكم من شر الهندوس.

وتقول foooz🇴🇲🇵🇸 @umyazen99: وجودهم بهذه الأعداد في أوطاننا حالهم كحال السرطان الخبيث يفتك بمريضه... ياليت قومي يعلمون ‼

ويشير NalOman @NalOman2 إلى مضمون مثل شعبي: اذا تشبك ثوبك

حرره بالتي.

ويختم سمير الهنائي @samiralhinai بتغريدة قائلا: التعصب الهندوكي خامن وبطيءوالعتب على حزب جاناتا الذي أوقض الصراع مؤخرا ، وما فعله المغول جعل المتشددين يدرسون ويخططون لإبادة المسلمين من وطنهم وهم يعيشون مثلنا صراعات إيدلوجية ولكن مازال هناك مجتمع هندوسي محافظ مسالم يرفض العنف والعنصرية.