نتناول في عرض الصحف هذا اليوم، مدى فاعلية الردع الإسرائيلي ضد طهران، والجولة القادمة من المحادثات بين إسرائيل وحماس في القاهرة، ومدى استعداد كل من إسرائيل وحماس لإنهاء القتال.
ونبدأ جولة الصحف بصحيفة الغارديان وتحليل لجيسون بيرك بعنوان "قادة إسرائيل وحماس يعتقدون أن هناك مزيداً من المكاسب يمكن جنيها من القتال".
ويقول الكاتب إنه مع عقد المزيد من المناقشات هذا الأسبوع، إلاّ أنها تبدو أقرب إلى محاولة يائسة لإبقاء العملية حية أكثر من كونها تقدم فرصة حقيقية للسلام.
والسبب وراء ذلك واضح بحسب الكاتب، إذ لا يمكن للاتفاق أن يكتمل، إلا عندما يُقرّ صناع القرار الأكثر نفوذاً على كل جانب، بأن الوقت مناسب لإنهاء القتال، وهو ما يرى الكاتب أنه غير موجود في الوقت الحالي.
ويقول الكاتب إنه "على الرغم من الضرر الهائل الذي لحق بسمعة إسرائيل الدولية وعلاقاتها مع واشنطن، والتكلفة الاقتصادية، وأكثر من 300 قتيل عسكري، والغضب الشديد في الضفة الغربية المحتلة"، يبدو أن بنيامين نتنياهو لا يزال مقتنعاً بأن "هناك المزيد من المكاسب التي يمكن جنيها من مواصلة الهجوم الذي شنته إسرائيل على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدلاً من وقفه".
ويضيف الكاتب أنه "على الرغم من قتل إسرائيل للعديد من قادة حماس والآلاف من مقاتليها، إلاّ أن نتنياهو ليس في عجلة من أمره لإبرام صفقة كما يبدو، وقد يكون أحد العوامل هو احتمال انهيار ائتلافه الحاكم مع تفكك اليمينيين المعارضين بشدة للتنازلات، وهذا من شأنه أن يجعله يواجه السجن إذا انتهت محاكمات الفساد بإدانته."
ويرى الكاتب إنه لا يبدو أن يحيى السنوار، الذي اختير لخلافة هنية، يريد التوصل إلى اتفاق أيضاً، إذ أن مسيرته التي استمرت 40 عاماً اتسمت بـ "التفاني في تدمير إسرائيل".
ويختتم الكاتب بأن مفتاح أي صفقة سيكون "إيجاد صيغة تسمح لكل من السنوار ونتنياهو بالإعلان عن النصر، وهذا صعب للغاية، ولكن ليس مستحيلاً تماماً".
"الردع الإسرائيلي ضد التهديدات الإيرانية"
إلى مقال لدانييل بوميرانتز في صحيفة جيروزاليم بوست بعنوان "الردع الإسرائيلي ضد التهديدات الإيرانية".
ويقول الكاتب إنه كان يُنظر إلى إسرائيل على أنها لا يمكن المساس بها عسكرياً، وذلك بفضل قدراتها "الغامضة" التي تتمتع بها أجهزة الاستخبارات، وقوة الجيش الإسرائيلي، والقدرة التي تتمتع بها إسرائيل للعيش في هدوء نسبي، في منطقة ليست كذلك على الإطلاق، لكن "عندما حطمت حماس هذا الواقع بهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يبدو أن إسرائيل فقدت قوتها الرادعة"، أصبح السؤال الذي يدور في أذهان الجميع: هل يمكن استعادتها؟
يرى الكاتب أن الإجابة ربما تكون: نعم، ويُشير إلى الضربات الأخيرة التي وجهتها إسرائيل لإيران وحلفائها في المنطقة، والتي اعتبر أنها رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل تستطيع ضرب إيران ولبنان وأي مكان آخر، ويقول إنه بعد الضربة الأخيرة في طهران، تعهدت إيران بأداء "واجبها" المتمثل في "الانتقام لدم هنية"، إلاّ أن تقريراً لقناة إيران إنترناشونال، تحدث عن أن الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، طلب من المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، الامتناع عن مهاجمة إسرائيل.
يقول الكاتب إن ما يثير الانتباه أكثر، هو السبب وراء دعوة بزشكيان لإيران للتراجع، إذ أنه لم يشر إلى الضغوط الدولية، ولا إلى محاولات الرئيس الأميركي جو بايدن استعادة "الاستقرار"، ولا حتى إلى طلب روسيا تجنب استهداف المدنيين، بل بدلاً من ذلك، استشهد الرئيس الإيراني بمخاوف الانتقام الإسرائيلي، إذ حذر بزشكيان من أن الهجوم الانتقامي الإسرائيلي قد يشل اقتصاد إيران وبنيتها التحتية، بل ويؤدي حتى إلى انهيار البلاد بحسب الكاتب.
واعتبر الكاتب أن ما نقلته القناة الإيرانية جدير بالاهتمام في ضوء اعتراضات البيت الأبيض الأخيرة على الضربات الانتقامية الإسرائيلية، واتهام إسرائيل بأنها الطرف الذي "يصعد"، واختتم مقاله قائلاً: "يبدو الآن أن الانتقام الإسرائيلي الذي ندد به البيت الأبيض مؤخراً هو القوة المركزية للحد من التصعيد العسكري، وما تخشاه طهران هو الردع الإسرائيلي".
"جولة حاسمة" في القاهرة
وفيما تتوجه الأنظار نحو القاهرة التي تحتضن الجولة القادمة من مفاوضات اتفاق الهدنة في غزة، نشرت صحيفة العرب مقالاً للكاتب محمد أبو الفضل بعنوان "جولة القاهرة حاسمة للاقتراب من الصفقة أم التصعيد؟"
يقول الكاتب إن جولة القاهرة التي تنطلق هذا الأسبوع، تحظى بزخم سياسي أكبر من المعتاد، إذ يتم التعويل عليها أكثر من ذي قبل، لأن "الصفقة المنتظرة تتجاوز أهميتها التمهيد لوقف الحرب في قطاع غزة، وتمتد إلى وقف التصعيد الإقليمي في المنطقة"، حيث ألمحت إيران إلى أن التهدئة بين إسرائيل وحماس لها انعكاسات على طبيعة ردها على إسرائيل.
ويرى الكاتب أن جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذه الأيام في المنطقة، مختلفة عن جولاته المتعددة السابقة التي "أكد فيها انحيازه لإسرائيل"، ويكمن هذا الاختلاف في وجود ارتباط بين الجولة وما يدور في كواليس الحوارات مع إيران، وفي "الليونة المتوقعة" التي قد تبديها كل من إسرائيل وحماس.
ويوضح الكاتب أنه بالنسبة لحماس، التي قالت إنها قاطعت جولة الدوحة، فإن معلومات قطرية أكدت وجود ممثلين للحركة بالقرب من المفاوضات، أي أنها حضرت بصورة غير مباشرة، ما يعني أن المحادثات التي جرت في الدوحة، كانت حماس على علم بكافة تفاصيلها عن طريق الوسيط القطري.
ويشير الكاتب إلى أن القاهرة تحاول استثمار هذه الجولة لتضييق المسافات، ووجهت جزءً من دبلوماسيتها نحو إيران "التي يتعامل معها الكثيرون على أنها الجهة التي أضحت تلعب دوراً مركزياً في اتمام الصفقة أو إفشالها، بحكم علاقتها الوطيدة بكل من حماس وحزب الله اللبناني".
ويعتبر الكاتب أن التحركات الحالية تشير إلى أن طهران، وليست حماس، هي المستهدفة من المحادثات التي جرت في الدوحة أو تلك التي ستجرى في القاهرة، وهو ما يقول إنه "اعتراف بأنها تتحكم تدريجياً في قرار الحركة الفلسطينية، والأهم أن النتيجة التي سيتم التوصل إليها، بحسم أمر الصفقة بصورة إيجابية أم سلبية، سوف يؤثر على الموقف الإيراني من المضي قدماً في مجال التصعيد ضد إسرائيل".
وبحسب وجهة نظر الكاتب فإن التحركات التي نراها في المنطقة "لم يكن غرضها وقف الحرب بسبب ما أفضت إليه من معاناة إنسانية، لكن لأن الحرب قد تفجر الأوضاع في المنطقة".
واختتم الكاتب بأن "وقف الحرب في قطاع غزة تحول إلى وسيلة وليس غاية"، والخطورة في ربطه مباشرة بإيران من جانب بعض القوى الدولية، معتبراً أن ذلك قد يكون "أداة جديدة للقفز من خلالها على مكونات القضية الفلسطينية المحورية".
التعليقات