إيلاف من لندن: في رد حاد وغير مسبوق، نفى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الادعاءات التي وردت في سيرة ذاتية جديدة عن الملكة إليزابيث الثانية، والتي تشير إلى أنها وجدته "وقحاً جداً" خلال زياراته الرسمية إلى المملكة المتحدة.
ترامب، الذي لا يتردد في مواجهة النقد بشكل مباشر، وصف هذه الادعاءات بأنها "أكاذيب" تهدف إلى تعزيز مبيعات كتاب لكاتب وصفه بـ"الدنيء".

الملكة أحبّتني وأحببتها
وفي حديث خاص لـ "دايلي مايل"، أكد ترامب أن العلاقة التي جمعته بالملكة الراحلة كانت مميزة، مشيراً إلى أنهما قضيا ساعات طويلة معاً خلال اللقاءات الرسمية، وأنه شعر بالإعجاب المتبادل بينهما. وقال ترامب: "سمعت أنها كانت تعتبرني رئيسها المفضل". وأضاف: "لقد كانت علاقة رائعة. أحبّتني وأحببتها، وأي حديث عن غير ذلك هو مجرد هراء".

براون: نظرات ترامب أزعجت الملكة
تأتي هذه التصريحات في ظل إطلاق سيرة ذاتية جديدة للملكة إليزابيث الثانية، كتبها المؤلف البريطاني كريغ براون، تحت عنوان "رحلة حول الملكة". في الكتاب الذي ينشر على حلقات، يزعم براون أن الملكة أسرّت لأحد ضيوفها بعد إحدى الزيارات الرسمية، أنها لم تكن مرتاحة للطريقة التي كان ينظر بها ترامب من فوق كتفها، كما لو كان يبحث عن شخص آخر أكثر إثارة للاهتمام.
ويضيف الكتاب أن الملكة كانت تتساءل كيف يمكن لزوجة ترامب، ميلانيا، أن تتحمل البقاء متزوجة منه، مشيرة إلى أنها قد تكون مضطرة لذلك "بنوع من الترتيب".

ترامب: الهدف هو الترويج لكتاب زائف
من جانبه، لم يترك ترامب هذه الاتهامات تمر دون رد. ففي حديثه بعد تجمع انتخابي في ولاية نورث كارولينا، قال إن "هذه الادعاءات كاذبة تماماً. لا أعرف من هو هذا الكاتب، ولكن الأمر كان عكس ذلك تماماً". وأكد ترامب أن الكاتب يسعى فقط للترويج لكتاب "من المحتمل أن يكون زائفاً"، مشيراً إلى أن علاقته بالملكة كانت بعيدة كل البعد عن الصورة السلبية التي يحاول الكاتب رسمها.

ترامب مشيداً بالملكة: امرأة عظيمة
تجدر الإشارة إلى أن الملكة الراحلة التقت بترامب في مناسبتين رسميتين، الأولى كانت في عام 2018، بعد أول عام كامل من رئاسته، لكن لم تكن زيارة دولة بسبب المعارضة واسعة النطاق. ولتجنب المزيد من الاحتجاجات في لندن، اقتصرت الزيارة على لقاء غير رسمي بين الملكة وترامب لتناول الشاي.
وفي العام التالي، مُنح ترامب زيارة دولة كاملة، شملت مأدبة دُعي إليها هو وزوجته ميلانيا وأطفاله الأربعة مع زوجاتهم وأزواجهم. وأشاد ترامب بالملكة واصفاً إياها بأنها "امرأة عظيمة".

خرق للبروتوكول
ورغم تجنب ترامب لأي هفوات كبيرة خلال هذه الزيارة، إلا أنه خرق البروتوكول الملكي بوضع يده على ظهر الملكة أثناء تقديم نخبها، ما أثار موجة من الجدل في وسائل الإعلام.

القصر الملكي.. لا تعليق!
من جانبه، فضل قصر باكنغهام عدم التعليق على الجدل الدائر، متمسكاً بتقليده بعدم التعليق على الكتب أو السير الذاتية التي تتناول العائلة الملكية.
ورغم ذلك، أصرّ ترامب على أن لقاءاته مع الملكة كانت ناجحة للغاية، قائلاً: "لقد قالت لأصدقائي إن 'الرئيس ترامب هو الرئيس المفضل لديّ'. ومن ثم يظهر هذا الكاتب محاولاً جني بعض الدعاية لكتابه الذي يبدو زائفاً في العديد من النواحي".

ترامب: حب من الطفولة للملكية البريطانية
أوضح ترامب في تصريحاته أنه ورث ولعه بالعائلة الملكية البريطانية من والدته الاسكتلندية، مشيراً إلى أن إحدى ذكرياته الأولى هي مشاهدة حفل تتويج الملكة إليزابيث بجانبها. هذا العشق للعائلة الملكية استمر معه حتى أصبح رئيساً للولايات المتحدة، وجاءت لقاءاته مع الملكة كجزء من هذه العلاقة الفريدة.

وتحدث ترامب في وقت سابق عن إعجابه بالملكة الراحلة وشعورها بالواجب. وقالت المستشارة السابقة للبيت الأبيض فيونا هيل في كتابها إن ترامب يعتقد أن "الاجتماع مع ملكة إنكلترا كان العلامة النهائية على أنه قد نجح في الحياة".

وفي أعقاب وفاة الملكة الراحلة في عام 2022، قال ترامب في تكريم له إنه وزوجته "لن ينسوا أبداً صداقتها السخية وحكمتها العظيمة وحس الفكاهة الرائع". وأضاف: "يا لها من سيدة عظيمة وجميلة - لم يكن هناك أحد مثلها! ستظل أفكارنا وصلواتنا مع شعب المملكة المتحدة العظيم".