إيلاف من مراكش: عمل أعضاء بارزون في إدارة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب على دراسة لوائح إدارة الرئيس جو بايدن، وأجروا مقابلات مع مئات المسؤولين السابقين، وذلك تمهيداً لفوز ترامب بولاية جديدة، وإنشاء "إدارة محترفة" يمكنها التراجع عن الإرث الديمقراطي السابق، وتجنب "الفوضى التي أعاقت انتقال ترامب للسلطة" بعد فوزه بانتخابات 2016.

ووفقاً لتحقيق أجرته مجلة "بوليتيكو"، فإن هذه المبادرة خُطط لها إلى حد كبير خارج حملة ترامب الرسمية، التي تأخرت لأشهر عن جدول محاولته الأولى للبيت الأبيض، لكن ترامب وكبار مساعديه يدركون الجهد الخارجي، ويرى العديد من الجمهوريين أنه "مكمل رئيسي لجهود انتقال ترامب الرسمية".

كما إن المبادرة ليست جزءاً من "مشروع 2025"، والذي أثار إدانة، وأصبح بمثابة شبح لليسار، بل هي من معهد "سياسة أميركا أولاً"، المؤسسة الفكرية المحافظة القريبة من الرئيس السابق.

ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن المعهد موالٍ لسياسات ترامب، إذ كانت الرئيسة التنفيذية للمعهد، بروك رولينز، على علاقة وثيقة مع ترمب لسنوات، وناقشت خطط انتقال المؤسسة الفكرية معه، لكن الرئيس السابق عيّن في وقت سابق من الشهر الجاري رئيسة مجلس إدارة المجموعة، ليندا ماكماهون، للمشاركة في قيادة فريق الانتقال الرسمي.

وفي هذا الصدد، قالت كيليان كونواي، المستشارة السابقة لترامب، والتي ترأس المعهد: "لمدة ثلاث سنوات ونصف، ركز المعهد على الموظفين والسياسة، إذ يزخر بكبار الموظفين من إدارة ترمب الأولى التي كان هدفها أن تكون جاهزة في اليوم الأول. لقد خططت ليندا ماكماهون وبروك رولينز والفريق بدقة، ونفذوا".

وأضافت كونواي: "لا يمكن للمعهد، باعتباره منظمة غير ربحية، دعم مرشح لمنصب الرئاسة. تحرص المجموعة على ملاحظة أنها غير تابعة لأي حملة أو مرشح محدد، وحتى الآن، تجنبت التأكيد علناً على قربها من ترامب وسعت إلى تجنب التعليق على الإدانات التي طالت مشروع 2025".

وتابعت: "ركز موظفو المعهد على مساعدة القادة الحاليين والمستقبليين على المستوى المحلي والولائي والوطني في سن سياسات لعكس الضرر الذي تسبب فيه اليسار المتطرف ووضع مصالح الشعب الأميركي في المقام الأول"، لكن بعض الجمهوريين يرون أنه لاعب رئيسي في الاستعدادات المحتملة لعام 2025، خاصة أن الحملة نفسها لم تبني خطة انتقالية قوية.

مذكرة مُبكرة ومقابلات
ووفقاً للمجلة، فقد أجرى موظفو المعهد، بحثاً مكثفاً بهدف التعمق في وضع مذكرة مبكرة باستراتيجيات الإدارة والموظفين والسياسة والمالية والإدارية لإدارة الحكومة الفيدرالية.

وأجرى المعهد أكثر من ألف مقابلة مع مسؤولين سابقين في الإدارة، وحلل كل أمر تنفيذي لإدارة بايدن، كما يقوم بصياغة أكثر من 100 إجراء تنفيذي مقترح.

وفي الإطار، قال بريان لانزا، والذي يمثل إحدى جماعات الضغط، وخدم في فريق "انتقال ترامب"، إن المعهد والمسؤولين السابقين جمعوا عناوين الوظائف الرئيسية لإعطاء الأولوية لشغل منصب الإدارة القادمة.

وأضاف أن جماعات الضغط اغتنمت الفرصة للتأثير على الأجندة، إذ دفعوا مؤسسة الفكر للتركيز على التراجع عن سياسة العمل لبايدن، وهي قضية ذات أهمية خاصة لعملائهم.

وقال المتحدث باسم حملة ترامب، براين هيوز، في بيان "كل من فريق الانتقال والحملة يستعدان للعمل الشاق المتمثل في التراجع عن فشل وفوضى إدارة بايدن-هاريس".

وأضاف: "جهود الانتقال، كما هو الحال مع الحملة، تنفذ أجندة ترامب، وبعد الفوز في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، سيكون ترمب هو من يقود العمل لبناء الفريق لفترة ولاية تاريخية قادمة يقود أمتنا".

ولا يزال جهد الانتقال الرسمي الحالي، قيد الإنشاء، إذ أن فحص المناصب الوزارية المحتملة أو حتى العصف الذهني الأولي لتلك الأسماء لم يبدأ على محمل الجد، رغم أن ترمب طرح بالفعل أسماء مختلفة لمناصب معينة".

فريق ترامب
وفي منتصف أغسطس الجاري، قال ترمب إن فريقه الانتقالي سيقوده ماكماهون وهوارد لوتنيك، الرئيس التنفيذي لشركة كانتور فيتزجيرالد وصديق ترامب القديم والمانح له.

كما تم تعيين نجليْ ترامب البالغين، إريك ودونالد الابن، إلى جانب المرشح لمنصب نائب الرئيس السيناتور جيه دي فانس، كرؤساء مشاركين فخريين لعملية الانتقال.

وأضاف ترامب هذا الأسبوع، إن روبرت كينيدي وتولسي جابارد سيشاركان كرؤساء فخريين، رغم أنه من غير الواضح بالضبط مدى تأثيرهما على الموظفين أو السياسة القادمة.

وقد تعرضت مؤسسة الفكر لانتقادات من اليسار؛ بسبب ارتباطها بإنكار انتخابات 2020، بما في ذلك مشاركتها في دعوى قضائية في ولاية جورجيا بشأن سلطة المسؤولين المحليين في الطعن في شهادة نتائج الانتخابات.