إيلاف من تل أبيب: في عشية مهرجان "سوبرنوفا" الموسيقي الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وهو المهرجان الذي هاجمته عناصر حماس في يوم "الزلزال الكبير"، طلب خبراء أمن هذا المهرجان مرارا وتكرارا معلومات عن تهديد إرهابي محتمل من غزة، وقوبلوا بالرفض من كبار قادة جيش الدفاع الإسرائيلي، وفقا لتقرير تلفزيوني إسرائيلي.

وبحسب تقرير القناة 12، سأل نائب قائد شرطة أوفاكيم، نيفي أوهانا، الذي أشرف على الأمن في المهرجان الموسيقي، الجيش صراحة عن وجود تسلل إرهابي محتمل، ولكنه لم يتلق ردا.

وتضمن التقرير التلفزيوني الذي استغرق 24 دقيقة تفاصيل من وثائق في الأيام التي سبقت الحدث تظهر تعبيرات القلق من جانب فريق الأمن في المهرجان، والاتصالات بين الشرطة والجيش أثناء المذبحة، ولقطات تم إصدارها مؤخرا عن القتال مع عناصر حماس في موقع المهرجان الموسيقي.

فقد قُتل ما لا يقل عن 364 من المشاركين في الحفل، وتم اختطاف أكثر من 40 رهينة من المهرجان إلى غزة. ولا يزال العديد منهم محتجزين، وفقاً لتقرير "تايمز أوف إسرائيل".

ورغم أن المهرجان كان من المقرر في الأصل أن يستمر من الخميس 5 تشرين الأول (أكتوبر) حتى السبت 7 تشرين الأول (أكتوبر)، إلا أنه تمت الموافقة مبدئيا على اليومين الأولين فقط، حسبما كشف التقرير.

"أرى أن الجيش لا يوافق على السابع من أكتوبر، وأتوجه إلى الضابط الكبير في القيادة الجنوبية، وأسأله سؤالاً محددًا للغاية: هل هناك أي اعتبار أمني يجب أن أكون على دراية به؟" يتذكر إيال أزولاي، القائد المسؤول عن المهرجان، في التقرير التلفزيوني.

"كانت الإجابة التي تلقيتها هي أن الاعتبار لم يكن يتعلق بالأمن."

نشاط حماس على السياج الحدودي قبل 7 أكتوبر
وفي الواقع، كانت القيادة الجنوبية تناقش ما إذا كانت ستوافق على الخطط ليوم السبت بسبب المخاوف بشأن نشاط حماس على طول السياج الحدودي.

وفي يوم الخميس، ومع بدء المهرجان، وافق الجيش على الخطط الأصلية، لتشمل يوم السبت. ولكن في الوقت نفسه، كان كبار الضباط يراقبون التطورات في غزة بقلق، ويناقشون إمكانية حدوث محاولة تسلل إلى إسرائيل في الأيام المقبلة.

"لقد سألنا عما إذا كان من الممكن استقبال بعض الوجود العسكري، وبعض المركبات المدرعة هنا. وأبلغنا الجيش أن قراره كان ترتيب ما يسمى "الأمن المكاني"، وليس الأمن من قبل الجنود"، كما قال أزولاي للقناة الإسرائيلية.

وفي السادس من تشرين الأول (أكتوبر)، عقد كبار ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي عدة اجتماعات في وقت متأخر من الليل حول الوضع - كما ورد في السابق - ولكن في أي من المناقشات لم يذكر أحد حفل "سوبرنوفا"، وفقًا للقناة 12.

"قال أزولاي إن "شرطة إسرائيل لم تتلق أي إشارة إلى حدوث أي شيء. ربما لو كنا جزءًا من المناقشات، لكان بإمكاننا على الأقل اتخاذ قرار بإغلاق الحفلة".

بداية هجوم حماس صباح السبت
في صباح اليوم التالي، وفي ظل إطلاق الصواريخ المفاجئ من غزة، تم إغلاق المهرجان على الفور، وتم توجيه المشاركين باللجوء إلى الملاجئ، ثم الإخلاء في أسرع وقت ممكن.

وفي الساعة 6:32 صباحا، اتصل قائد المنطقة الجنوبية في الشرطة، أمير كوهين، بالجنرال يارون فينكلمان، من القيادة الجنوبية في جيش الدفاع الإسرائيلي، ليسأله عما إذا كان قد حدث أي شيء خلال الليل في غزة لتفسير القصف، وبمعنى أدق لماذا حدث هذا القصف من جانب حماس إذا كانوا لم يتعرضوا لأي عمليات من جانب الجيش الأسرائيلي... وأجاب فينكلمان، بحسب التقرير، "لا نعرف أي شيء".

حوالي الساعة السابعة صباحًا، عندما بدأت عناصر حماس في اقتحام سياج حدود غزة، أقامت قوات الأمن الخاصة والشرطة الإسرائيلية نقطة تفتيش، وتمركزوا عند بوابة موقع سوبر نوفا.

المفاجأة.. حماس لم تكن تعلم أن هناك حفلاً موسيقياً!
لم تكن حماس على علم بالحفل، بحسب التقرير، واستغرق الأمر من قواتها الغازية حوالي ساعة وأربعين دقيقة لفهم الوضع، وعند هذه النقطة قام العديد من قوات النخبة التابعة للجماعة الإرهابية، التي كانت في طريقها إلى مدينة نتيفوت، بعكس مسارها والعودة إلى موقع المهرجان.

لمدة ساعات، عملت قوات الأمن الخاصة ورجال الشرطة، المسلحين بالمسدسات، على صد حماس، الذين كانوا مسلحين ببنادق هجومية وقنابل يدوية وأسلحة ثقيلة أخرى.

تم إطلاق النار على الرقيب أول في الشرطة آرون آرثر ماركوفيتش، لكنه استمر في القتال حتى نفدت ذخيرته، وعند هذه النقطة قُتل.

11:45 صباحاً.. لا وجود للجيش الإسرائيلي
بحلول الساعة 11:45 صباحا، لم تكن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي قد وصلت بعد إلى موقع المهرجان، حيث نجح الإرهابيون أخيرا في اختراق الدفاعات البدائية.

وذكرت التقارير أن الرقيب أول في الشرطة الإسرائيلية يوليا فاكسر، التي كانت متواجدة في المهرجان، اتصلت بالقيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، وأبلغتهم بأن بقية المشاركين على وشك أن يُقتلوا جميعًا. وقال قائد العمليات على الجانب الآخر إن هناك العديد من مناطق القتال النشطة. وقُتلت فاكسر بعد نصف ساعة.

اتصل مفوض الشرطة آنذاك كوبي شبتاي برئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي هرتسي هاليفي في الساعة 11:45 صباحًا، وأبلغه أن القوات لم تتمكن من الوصول إلى موقع المهرجان.

"نحن نعلم ذلك. لقد قمنا بزيادة قواتنا بالقرب من رعيم"، أجاب هاليفي، في إشارة إلى الكيبوتس القريب، على الرغم من أنهم لن يصلوا إلى موقع المهرجان حتى وقت متأخر من اليوم.

وبدون أن يتمكن أحد من إيقافهم، أنشأ عناصر حماس مركز قيادة على الأرض، حيث بدأوا في جمع جثث القتلى والرهائن لنقلهم إلى قطاع غزة.

وبحلول منتصف النهار، كانوا يمارسون النهب والقتل بحرية في الموقع، وفقا للتقرير.

ولم تصل قوة صغيرة من الجنود إلا في الساعة 12:30 ظهراً، وفي الساعة الثالثة ظهراً تم نشر قوة أكبر.

تفاصيل عمليات القتل
أظهر التقرير، الذي وزع أماكن تواجد القتلى، أن المشاركين في الحفل قُتلوا في مختلف أنحاء منطقة حدود غزة.

وتمكن أحدهم من الفرار إلى سديروت قبل أن يُقتل، وقتل آخر عند نصب "السهم الأسود"، وقتل 63 في كيبوتس مفلاسيم، و14 في كيبوتس ألوميم، و8 في كيبوتس بئيري، و1 في كيبوتس ريئيم، و13 في مناطق مفتوحة شرقي الحفل.

كما لقي 7 في اتجاه مدينة نتيفوت حتفهم، و26 جنوب ريئيم، و17 في ملجأ عند مفترق جاما، و12 على طول طريق 232، و15 في ملجأ خارج بئيري، و27 في ملجأ شرقي ريئيم، و15 في ملجأ غربي بئيري، و10 عند حاجز الشرطة عند مدخل الحفل، و153 في أرض المهرجان.

نتانياهو يراوغ في تشكيل لجنة تحقيق
مع تأجيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا إنشاء لجنة تحقيق حكومية للتحقيق في إخفاقات الحكومة التي مكنت من وقوع هجمات السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، قامت عدة مجموعات تمثل الناجين من مجازر حماس وعائلات القتلى بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تهدف إلى "الوصول إلى الحقيقة ومنع الكارثة القادمة"، على حد قول الإعلام الإسرائيلي.

من جانبه قال نتانياهو إن التحقيقات الحكومية يجب أن تنتظر حتى انتهاء القتال وتجنب مرارا وتكرارا الالتزام بتشكيل لجنة حكومية، وهي هيئة التحقيق التي تتمتع بأوسع الصلاحيات بموجب القانون الإسرائيلي. ومع دخول الحرب الآن شهرها الثاني عشر، تزايدت الضغوط، بما في ذلك من وزير دفاعه ، لبدء التحقيق في الأحداث.

أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي تحقيقاته الداخلية الخاصة. ففي شهر تموز (يوليو) أصدر الجيش نتائج تحقيقه في المذبحة التي وقعت في كيبوتس بئيري، حيث وجد فشلاً ذريعاً في قدرته على الرد على الغزو الجماعي لحماس.

حصيلة 7 أكتوبر
بالمجمل، قُتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، في إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وتم احتجاز 251 رهينة؛ ولا يزال 97 محتجزين، إلى جانب مدنيين إسرائيليين اثنين دخلا قطاع غزة في عامي 2014 و2015، وجثث جنديين من جيش الدفاع الإسرائيلي قُتلا في عام 2014.