إيلاف من لندن: رجح خبير في الأسلحة العسكرية أن تكون سرعة الانفجارات الناجمة عن اجهزة النداء (البيجر) التي هزت لبنان واوقعت آلاف الجرحى و9 قتلى ربما تم العبث بها في مرحلة ما أثناء التجميع أو في سلسلة توريد الإنتاج.

وقال جيه أندريس غانون، الأستاذ المساعد في جامعة فاندربيلت والمتخصص في الأسلحة العسكرية، لشبكة (سكاي نيوز) البريطانية، إن الاحتمال الآخر هو أن إسرائيل كانت قادرة على الوصول إلى الأجهزة عن بعد، مما تسبب في ارتفاع درجة حرارتها واشتعالها - لكنه يقول "من غير المرجح أن تكون بطارية جهاز النداء قادرة على ارتفاع درجة حرارتها بسرعة كافية للتسبب في هذا النوع من الضرر".

ومع تزايد وضوح توقيت الانفجارات، سيعطي ذلك مزيدًا من التبصر فيما حدث.

ويقول: "إذا حدثت جميع هذه الهجمات في وقت واحد تقريباً، فإن احتمال حدوث انفجار عن بعد لجهاز متفجر مزروع يبدو أكبر. إذا كانت الهجمات متباعدة زمنياً، فقد يشير ذلك إلى شكل مختلف من الهجوم الإلكتروني عن بعد".

استهداف العسكريين

ويشير البروفيسور غانون إلى أن أجهزة النداء كانت "أجهزة خاصة بحزب الله"، ويقول إن هذا يعكس كيف أن رد إسرائيل في لبنان كان أكثر استهدافاً للأفراد العسكريين مقارنة بغزة.

ويضيف: "الرسالة التي يتم إرسالها هي، إذا كانت لديك علاقات بحزب الله، فلدينا طرق لإيذائك، حتى لو لم نكن نعرفك شخصياً".

ويقول إن هذا الهجوم ربما كان من الممكن أن يستغرق شهوراً أو سنوات في التحضير أيضاً. ومن المهم أيضاً أن نلاحظ أنه هجوم "بخدعة واحدة" ــ فهو سيمنع حزب الله من استخدام أجهزة النداء، ولكن من غير المرجح أن يستخدم هذا التكتيك مرة أخرى.

وقال: "أعتقد أن هناك إما أمراً وشيكاً جعلهم يعتقدون أننا يجب أن نستخدم خدعتنا الوحيدة الآن، أو أن الهدف كان تعطيل الاتصالات وإجبار حزب الله على إعادة التخطيط".

سنودون

على صلة، قال إدوارد سنودن، المشهور بتسريب مواد سرية من وكالة الأمن القومي الأميركية، قال إنه يعتقد أن الحادث لم يكن «اختراقاً»، وأضاف عبر منصة إكس: "مع ورود معلومات حول انفجار أجهزة التنبيه في لبنان، يبدو الآن أنه من المرجح أن تكون قد زرعت بالمتفجرات وليس اختراقاً".

وبرر ذلك بسبب وقوع عدد كبير جداً من الإصابات الخطِرة، لكن لو كان ناجماً عن انفجار البطاريات شديدة السخونة، فستتوقع المزيد من الحرائق الصغيرة والإخفاقات.

وقال محللون أمنيون رجحوا أحد السيناريوهات المزدوجة، والتي جمعت بين قيام أجهزة المخابرات الإسرائيلية بوضع مادة شديدة الانفجار داخل الأجهزة قبل إرسال الشحنة، ثم فجرتها عن طريق فيروس يقوم بتسخين البطارية لدرجة الانفجار.