إيلاف من لندن: أوقفت ألمانيا صادرات جديدة من الأسلحة الحربية إلى إسرائيل في الوقت الذي تتعامل فيه مع تحديات قانونية، بحسب تحليل لوكالة رويترز ومصدر مقرب من وزارة الاقتصاد.

وفي العام الماضي، وافقت ألمانيا على صادرات أسلحة إلى إسرائيل بقيمة 326.5 مليون يورو (363.5 مليون دولار)، بما في ذلك المعدات العسكرية وأسلحة الحرب، وهو ما يمثل زيادة قدرها 10 أضعاف عن عام 2022، وفقا لبيانات وزارة الاقتصاد، التي توافق على تراخيص التصدير.

ومع ذلك، انخفضت الموافقات هذا العام، حيث تم منح 14.5 مليون يورو فقط في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى 21 آب (أغسطس)، وفقا للبيانات التي قدمتها وزارة الاقتصاد ردا على سؤال برلماني.

ومن بين هذا المبلغ، بلغت حصة فئة "أسلحة الحرب" 32449 يورو فقط.

مخاوف من انتهاك القانون الإنساني
ونقلت مصادر مقربة من الوزارة عن مسؤول حكومي كبير قوله إن الوزارة أوقفت العمل على الموافقة على تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، في انتظار حل القضايا القانونية التي تزعم أن مثل هذه الصادرات من ألمانيا تنتهك القانون الإنساني.

وفي دفاعها عن قضيتين، واحدة أمام محكمة العدل الدولية وأخرى في برلين رفعها المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، قالت الحكومة إنه لم يتم تصدير أي أسلحة حربية بموجب أي ترخيص صدر منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) على إسرائيل، باستثناء قطع الغيار لعقود طويلة الأجل، بحسب المصدر.

هاريس تدعم قرار بايدن بحجب شحنة القنابل
من ناحيتها قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الثلاثاء إنها تدعم قرار الرئيس جو بايدن في أيار (مايو) بحجب شحنة قنابل تزن 2000 رطل عن إسرائيل بسبب مخاوف من أن يستخدمها الجيش الإسرائيلي في مناطق ذات كثافة سكانية عالية في غزة.

وقالت هاريس في مقابلة على خشبة المسرح في فعالية للجمعية الوطنية للصحافيين السود، حيث سُئلت مراراً وتكراراً عن سبب عدم استخدام الولايات المتحدة لمزيد من النفوذ ضد إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة: "أحد الأشياء التي قمنا بها والتي أؤيدها بالكامل هو التوقف الذي وضعناه على القنابل التي تزن 2000 رطل".

كما تم حجب تسليم 1700 قنبلة زنة 500 رطل - وهي جزء من شحنة القنابل التي تزن 2000 رطل - حتى تموز (يوليو) ، حيث هدد بايدن بتجميد الأسلحة الهجومية الإضافية إذا شنت إسرائيل هجوما عسكريا كبيرا على مدينة رفح في أقصى جنوب غزة، حيث كان أكثر من مليون فلسطيني يحتمون في ذلك الوقت.

وفي وقت لاحق، قامت إسرائيل بتعديل عملياتها لتأخذ في الاعتبار مخاوف الإدارة بشأن وقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين.

والسيناتور ساندرز يعد قرارات لوقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل
من ناحيته يعد السيناتور بيرني ساندرز مجموعة من القرارات التي تهدف إلى عرقلة مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل، والتي تزيد قيمتها عن 20 مليار دولار، رغم أن موافقة الأغلبية تبدو غير مرجحة.

وتعتبر هذه الجهود محاولة قوية من الكونغرس لوقف الدمار في غزة قبل الذكرى السنوية الأولى للحرب بين إسرائيل و"حماس"، رغم أن فرص النجاح تبدو بعيدة.

وأوضح ساندرز في رسالة أرسلها إلى زملائه في مجلس الشيوخ يوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تكون "متواطئة في هذه الكارثة الإنسانية".
ويهدف هذا الإجراء إلى التصويت في أقرب فرصة الأسبوع المقبل لمنع مبيعات الأسلحة لإسرائيل، على الرغم من أن الموافقة من قبل الأغلبية تبدو غير مرجحة.

وكتب ساندرز، "لقد تم تنفيذ الكثير من هذه المذبحة في غزة بمعدات عسكرية قدمتها الولايات المتحدة"، ومع اقتراب الحرب من عامها الثاني، وعدم اليقين حول نتيجة جهود الرئيس جو بايدن للتوسط في اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، تسعى قرارات ساندرز إلى كبح هجوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على غزة.

وتسببت الحرب في مقتل نحو 41 ألف شخص في غزة بعد الهجوم المفاجئ الذي قادته حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل وخطف 250 آخرين، مع استمرار احتجاز المسلحين لحوالي 100 رهينة.

وعلى الرغم من أن مجلس الشيوخ المنقسم سياسيا من غير المرجح أن يمرر هذا الإجراء، إلا أن هدف التصويت هو إرسال رسالة إلى نظام نتانياهو مفادها أن جهوده الحربية تؤدي إلى تآكل الدعم الحزبي الطويل الأمد لإسرائيل.

ويضغط الديمقراطيون في مجلس الشيوخ على إدارة بايدن لدفعها الى إنهاء الحرب بين إسرائيل و"حماس" وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تتعرض المنازل والمستشفيات والمدارس للقصف، مما يؤدي إلى القضاء على أسر فلسطينية بأكملها.

وفي حال تنفيذ قرارات ساندرز، سيتم وقف مبيعات أنظمة الصواريخ وقذائف الدبابات والأسلحة الأخرى، التي تم تحديد بعضها على أنها تسببت في دمار كبير في غزة، بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة الجديدة,

وكان الكونغرس قد أوقف مؤقتا بعض مبيعات الأسلحة لإسرائيل في وقت سابق من العام، حيث حذر المشرعون من ارتفاع عدد القتلى.

وتمت دعوة نتنياهو في وقت سابق من العام لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأمريكي، مما زاد من الانقسام المتزايد في الولايات المتحدة بشأن جهوده الحربية.