في واحدة من أبرز القضايا التي شغلت الرأي العام المصري مؤخرًا، يتصدر مشهد التحرش الجنسي واستغلال الدين عناوين الأخبار، بعدما اتهمت سيدة مصريّة أحد الشيوخ المنتمين سابقًا للطريقة التيجانية الصوفية بالتحرش بها، وإرسال صور خادشة للحياء خلال محادثاتهما على مواقع التواصل الاجتماعي.


إيلاف من القاهرة: ألقت السلطات المصرية القبض على الداعية الشهير صلاح التيجاني، المتهم بالتحرش بفتاة وإرسال صور خادشة للحياء لها. هذه القضية التي تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت ضجة كبيرة في الأوساط المصرية، مما دفع إلى تدخل الأجهزة الأمنية.

ويعرف صلاح التيجاني في الأوساط المصرية بأنه "شيخ المشاهير"، لما ناله من شهرة وإطراءات من المشاهير والأثرياء.

بيان وزارة الداخلية
وأوضحت وزارة الداخلية المصرية في بيان رسمي أن الواقعة بدأت بتداول منشورات على إحدى الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهمت إحدى الفتيات الداعية الشهير بالتحرش بها وإرسال صور إباحية لها. وعلى الرغم من عدم تقدم الفتاة ببلاغ رسمي، إلا أن التيجاني بادر بتقديم شكوى ضدها ووالدها بتهمة التشهير والإساءة لسمعته.

وأضاف البيان أن التحقيقات كشفت أن صلاح التيجاني قد تم فصله من الطريقة التيجانية الصوفية منذ فترة، وأنه ليس له أي علاقة رسمية بالطريقة حاليًا. كما أكدت الوزارة أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وعرض التيجاني على النيابة العامة للتحقيق في التهم الموجهة إليه.

وقالت الوزارة في بيانها: "تم التعامل مع ما أُثير عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن اتهام أحد الأشخاص بالتحرش وإرسال صور خادشة، وتبيّن أن المتهم كان قد تقدم ببلاغ يتهم السيدة ووالدها بالتشهير به."

تفاصيل الواقعة
تفاصيل القضية أثارت استنكارًا واسعًا، خاصة بعد تداول صور ومقاطع صوتية متعلقة بالحادثة. وتقدمت مؤسسة قضايا المرأة المصرية ببلاغ رسمي للنائب العام ضد الداعية، مشيرة إلى تلقيها شكاوى من عدة فتيات اتهمن التيجاني بالتحرش بهن إلكترونيًا.

ينفي الشيخ صلاح التيجاني تلك المزاعم ويقول إنه حرر محضرا ضد الفتاة ووالدهاشيخ طريقة صوفية في مصر متهم بالتحرش
بين الاتهامات الصادمة والنفي القاطع، تتصاعد الأزمة حول شخصية شيخ صوفي بارز متهم بالتحرش. هل هي مجرد اتهامات عابرة أم حقيقة قد تُحدث زلزالاً في الأوساط الدينية والاجتماعية؟

المجلس القومي للمرأة يتدخل
بناءً على تصاعد الضجة حول القضية، أعلن المجلس القومي للمرأة عن تدخله الفوري، حيث تقدم ببلاغ رسمي إلى النائب العام المصري، مطالبًا باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم. وأكد المجلس في بيان له أنه تلقى عدة شكاوى من نساء أخريات يدّعين تعرضهن لانتهاكات مماثلة من نفس الشخص، ما دفعه للتحرك السريع لحماية حقوق النساء والتصدي لأي استغلال ديني في هذا السياق.
وقال المجلس: "لن نتسامح مع أي شكل من أشكال العنف أو التحرش ضد النساء، وسنواصل العمل مع الجهات المختصة لضمان محاسبة كل من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم." وأكد البيان أن المجلس يقدم الدعم القانوني والنفسي للضحايا من خلال مكتب شكاوى المرأة، داعيًا النساء للتواصل مع المكتب في حال تعرضهن لأي شكل من أشكال العنف أو التمييز.

تحقيق عاجل
من جهتها، فتحت النيابة العامة المصرية تحقيقًا عاجلًا في القضية، وبدأت في استجواب الشهود والمشتبه بهم. وأفادت مصادر قانونية أن التحقيقات تسير بوتيرة سريعة، وأن النيابة لن تتهاون في اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتهمين، كما أكدت أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الضحايا وضمان عدم تعرضهن لأي تهديدات أو ضغوط.

من هو صلاح التيجاني
الداعية صلاح التيجاني كان يحظى بشعبية واسعة في الأوساط الصوفية، وله مريدون من مختلف المجالات، بما في ذلك بعض الفنانين والشخصيات العامة.
وللتعريف بنفسه كتب الداعية في موقعه الإلكتروني: سماحة الإمام صلاح الدين محمود أبو طالب التيجاني، محدّث العصر، علاّمة مصر، عالم الأشراف وشريف العلماء، الإمام المجدد صلاح الدين التجاني الحسني، نادرة عصره في مصره، بهجة المحدثين وزينة المسندين، العالم العامل العارف، حامل لواء أهل الرواية والأثر، فما روى حديثاً ولا أثراً ولا خبراً إلاَّ وله عنده سند، حسيب نسيب ينتهي نسبه الشريف إلى مولانا الحسن بن علي، ولا نظير له في علم الحديث على اختلاف فنونه، عالماً بصحيحه من سقيمه ومعلوله، طأطأ له علماء عصره الرؤوس لعلو سنده ومضاء هممه، فهو خاتم الحفاظ وفارس المعـاني والألفاظ، يروي بأعلى سند عن أساطين المحدثين في عصره.

قال محامٍ مصري: الداعية أنشأ جماعة أطلق عليها "الطريقة الصلاحية التيجانية الجديدة" وهذا مخالف للأحكام والقوانين في مصر حيث بدأ ببث وإذاعة الدروس والخطب والندوات العامة المرئية والصوتية، كما قام بنشر المئات من التدوينات التي تحتوي على أفكاره المتطرفة والمغلوطة بقصد إثارة الفتنة بين أطياف المجتمع، وزعزعة العقيدة الوسطية للنيل من الدين الإسلامي وإهدار ثوابته.

بيان رسمي صادر عن الطريقة التيجانية تؤكد فيه أن الشخص المتهم لا يمثل الطريقة بأي شكل من الأشكال، وقد تم فصله منذ فترة طويل
موقف الطريقة التيجانية
في سياق متصل، أصدرت الطريقة التيجانية بيانًا رسميًا أكدت فيه أن الشخص المتهم لا يمثل الطريقة بأي شكل من الأشكال، وقد تم فصله منذ فترة طويلة، مستنكرة استغلال اسم الطريقة في قضية مشينة كهذه. وقال مسؤول في الطريقة: "نرفض بشدة أي محاولة لربط اسم الطريقة بهذه الفضيحة، ونؤكد أن الشخص المتهم لا يمثلنا."