حذر عمار بن جامع، مندوب الجزائر في مجلس الأمن، التابع للامم المتحدة، من أن إسرائيل "تدفع المنطقة نحو الحرب"، وأن هجماتها اليوم الجمعة، في بيروت تؤكد أنها "غير معنية بالسلام".
وقال بن جامع، إن "العدوان الإسرائيلي الأخير باستهدافه أجهزة الاتصالات في لبنان يرقى لأن يكون جريمة حرب".
موضحا أن عشرات اللبنانيين قتلوا في عملية استهداف عن بُعد لأجهزة الاتصالات "والمرتكب معروف تماما".
وأضاف أن إسرائيل هددت بشن "حرب شاملة" على لبنان، والغارات الإسرائيلية على لبنان تعكس "عدم التزام الاحتلال" بالقوانين الدولية.
وحمّل مندوب الجزائر مجلس الأمن المسؤولية عن "إعلاء مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة" وعليه أن ينفذ قراراته.
وطالب المجلس التابع للأمم المتحدة بضرورة "إنهاء الاحتلال" لأنه سيمهد الطريق للسلم الدائم والاستقرار في المنطقة.
مندوب الجزائر أمام مجلس الأمن: ندين بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان ونتضامن مع لبنان حكومة وشعبا.
ومن جانبه قال فولكر تورك، المفوض الأممي لحقوق الإنسان، إن الحرب الشاملة في المنطقة "لن تفيد" أحدا، والخطاب التصعيدي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار.
وأضاف أن قواعد الاشتباك في القانون الدولي ملزمة وتمنع استهداف المدنيين حتى لو كان بينهم مسلحين.
وقال تورك" نحث إسرائيل وحزب الله على وقف الأعمال العدائية".
أما ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن ليندا جيفرسون، فدافعت عن حق إسرائيل في "الدفاع" عن نفسها.
وقالت إن هجمات حزب الله "تدعم" حملة إيران وحماس لمهاجمة إسرائيل ويحق لإسرائيل "الدفاع عن نفسها".
وأضافت ليندا أن الحل الدبلوماسي هو السبيل لعودة المشردين اللبنانيين والإسرائيليين لمنازلهم وسنظل نعمل على هذا الهدف.
وأوضحت أن "هجمات حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، هي التي "نسفت" الاستقرار على طول الخط الأزرق.
وشددت على أن النزاع الموسع في الشرق الأوسط "يمكن تلافيه".
- إسرائيل تُحقق في فيديوهات تظهر جنودها وهم يلقون جثثا من فوق أحد الأسطح
- تفجيرات أجهزة حزب الله: الأسئلة التي لم يتم الإجابة عليها
- إبراهيم عقيل: من هو القيادي الذي تقول إسرائيل إنها استهدفته في لبنان؟
ودعت رئاسة مجلس الأمن الدولي الإربعاء إلى جلسة طارئة الجمعة لمناقشة الهجمات في لبنان والوضع الخطير في الشرق الأوسط، موضحة أن الجلسة جاءت بناءاً على طلب من الجزائر.
أظهرت تحقيقات أولية أجرتها السلطات اللبنانية أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هذا الأسبوع "تم تفخيخها قبل وصولها إلى لبنان"، حسبما ذكرت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن اطلعت عليها فرانس برس الخميس.
وقتل 37 شخصا وأصيب قرابة ثلاثة آلاف آخرين بجروح جراء تفجير أجهزة "بيجرز" الثلاثاء ثم أجهزة اتصال لاسلكي الأربعاء يستخدمها عناصر في الحزب، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الانفجارات حتى الآن، غير أن حزب الله والحكومة اللبنانية اتهما إسرائيل بـ"المسؤولية الكاملة" عن الانفجارات.
ووصفت بعثة لبنان التفجيرات بأنها "غير مسبوقة في وحشيتها" وتقوض الجهود الدبلوماسية لوقف القتال في غزة وجنوب لبنان.
ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، كان تركيز العمليات العسكرية الإسرائيلية منصباً على غزة.
لكنّ المنطقة الحدودية مع لبنان تشهد تبادلا يوميا للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ما أدى إلى مقتل المئات في لبنان، والعشرات في إسرائيل، وإلى نزوح عشرات آلاف المدنيين في كلا الجانبين.
ويؤكد حزب الله أن عمليات القصف عبر الحدود هي بمثابة "جبهة إسناد" لغزة في ظل الحرب في القطاع.
التعليقات