إيلاف من القدس: في سيناريو مكرر أطلق حزب الله مساء السبت وصباح الأحد أكثر من 100 صاروخ في اتجاه عمق الشمال الإسرائيلي، والمحصلة إصابات طفيفة، وكذلك قتل شاب بسبب حادث تصادم أثناء سماعه صافرات الإنذار، مما يعني أنه لم يكن "الهجوم الكبير" كما توقع البعض.

ولكن على الجانب الآخر تتسبب غارات إسرائيل على لبنان في مقتل وإصابة العشرات، مثل عملية تصفية قيادات "الرضوان" الأخيرة، أو إصابة أهداف عسكرية محددة، مثل قصف منصات إطلاق صواريخ لحزب الله.

حزب الله قال إنه استهدفت منشأة لشركة دفاعية في إسرائيل، وتُظهر لقطات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي مواقع متأثرة في كريات بياليك وحيفا ومواقع أخرى في شمال إسرائيل، في أعقاب هجوم صاروخي شنته جماعة حزب الله ومقرها لبنان (مساء السبت - فجر الأحد) .

الحزب اللبناني أطلق نحو 85 صاروخا من لبنان على منطقة حيفا في شمال إسرائيل صباح الأحد، في أعقاب عمليات إطلاق ليلية على وادي يزرعيل، في أعمق إطلاق صاروخي للحزب على إسرائيل منذ بداية الحرب في تشرين الأول (أكتوبر)

والمحصلة قُتل شاب عندما اصطدمت سيارته أثناء انطلاق صفارات الإنذار في ساعات الصباح الأولى، كما أصيب 3 أشخاص على الأقل نتيجة إطلاق الصواريخ، وفقاً لما نشره موقع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

اعتراض جميع الصورايخ
وقال الجيش الإسرائيلي إن بعض الصواريخ التي أطلقت على حيفا تم اعتراضها، فيما سقط بعضها الآخر في كريات بياليك، إحدى ضواحي المدينة الساحلية الشمالية، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص.

وأصيب رجل في السبعينات من عمره بجروح متوسطة، ورجل آخر في السبعينات من عمره وفتاة تبلغ من العمر 16 عاما بجروح طفيفة، وتم نقل المصابين الثلاثة إلى مستشفى رامبام في حيفا لتلقي العلاج، وسقط صاروخ على منزل في مستوطنة موريشيت في الجليل الأسفل، ما أدى إلى أضرار جسيمة دون وقوع إصابات، كما دوت صفارات الإنذار في محيط بحيرة طبريا، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات هناك.

وقال حزب الله في بيان له إن إطلاق الصواريخ استهدف منشأة تابعة لشركة رافائيل الدفاعية في منطقة حيفا، وأن الصواريخ جاءت ردا على انفجارات أجهزة النداء واللاسلكي في لبنان الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 عضوا من حزب الله، وإصابة الآلاف الآخرين. ونسب الهجوم إلى إسرائيل، التي لم تعلق.

صواريخ الصباح
وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، أطلق حزب الله 24 صاروخاً على وادي يزرعيل، وهو أعمق إطلاق للصواريخ على شمال إسرائيل منذ تشرين الأول (أكتوبر) ووفقاً لقوات الدفاع الإسرائيلية، فقد اعترضت الدفاعات الجوية جميع الصواريخ.

لكن شابا يبلغ من العمر 17 عاما لقي حتفه في حادث سير بالقرب من رامات يشاي عندما دوت صفارات الإنذار خلال إحدى الاشتباكات في الصباح الباكر.

وقالت الشرطة إن أربعة أشخاص آخرين كانوا في السيارة أصيبوا، بينهم شاب يبلغ من العمر 20 عاما، وكان في حالة خطيرة.

وذكرت الشرطة أن السائق أصيب بالذعر عندما انطلقت صفارات الإنذار، وفقد السيطرة على السيارة.

وسقطت شظايا كبيرة في سهل يزرعيل عقب عمليات الاعتراض، ما أدى إلى إلحاق أضرار بحظيرة في منطقة، وإصابة رجل بجروح طفيفة في منطقة أخرى.

وأعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، قائلا إنه استهدف قاعدة رامات دافيد الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، والتي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا من الحدود اللبنانية، بعشرات الصواريخ.

إسرائيل ترد والدفاعات الجوية في حالة تأهب
وذكرت قناة الميادين التابعة لحزب الله أن الصواريخ أطلقت من قاعدة "عماد" الصاروخية تحت الأرض، وفي أعقاب إطلاق الصواريخ، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ موجة جديدة من الغارات على أهداف لحزب الله في لبنان بينما ظلت الدفاعات الجوية في حالة تأهب قصوى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "ضربات جيش الدفاع الإسرائيلي ستستمر وتتزايد ضد حزب الله"

نفذ جيش الدفاع الإسرائيلي، السبت، موجة من الغارات الجوية ضد مئات الأهداف التابعة لحزب الله في لبنان، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ، حيث قال الجيش إنه حدد استعدادات من جانب الجماعة لشن هجمات صاروخية كبيرة ضد إسرائيل، وقال الجيش إن الغارات الجوية أحبطت على الأرجح غالبية خطط حزب الله لإطلاق الصواريخ.

وفي خضم القتال، أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت مشاورات أمنية مع الوزراء وكبار المسؤولين الدفاعيين مساء السبت، وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار إن سلاح الجو الإسرائيلي في أعلى مستوى من التأهب.

مقتل عقيل ووهبي
ويأتي تصعيد القتال بعد أن اغتالت إسرائيل، الجمعة، اثنين من كبار قادة حزب الله، وهما إبراهيم عقيل وأحمد وهبي، إلى جانب أعضاء آخرين كبار في المجموعة، في غارة جوية على مبنى سكني في بيروت، حيث كان قادة الجماعة يجتمعون في غرفة تحت الأرض.

وكان عقيل رئيس العمليات العسكرية لحزب الله، والقائد الفعلي لقوة الرضوان النخبوية، ورئيس خطة طويلة الأمد لغزو الجليل، في حين كان وهبي، القائد السابق لقوة الرضوان، رئيس وحدة التدريب.

حصيلة المناوشات
وحتى الآن، أسفرت المناوشات عن مقتل 26 مدنياً على الجانب الإسرائيلي، فضلاً عن مقتل 22 جندياً واحتياطياً من جيش الدفاع الإسرائيلي. كما وقعت عدة هجمات من سوريا، دون وقوع إصابات.

وأعلن حزب الله عن مقتل 502 من عناصره على يد إسرائيل خلال المناوشات الجارية، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا، كما قُتل 79 عنصرًا آخرين من مجموعات أخرى، وجندي لبناني، وعشرات المدنيين.