إيلاف من لندن: بين الصواريخ والتهديدات المتبادلة، تصاعدت التوترات بين إسرائيل وحزب الله، ما يضع المنطقة في مواجهة تحديات خطيرة. فالطرفان لم يدخلا بعد في حرب شاملة، لكن سيناريوهات الكارثة تقترب مع كل تحرك عسكري جديد. ونشرت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية مقالاً بعنوان: "إسرائيل وحزب الله يقتربان من الحرب الشاملة". وترى الصحيفة أنه "وعلى الرغم من التصعيد، فإن هذه ليست حربا شاملة بعد، فلم يستخدم أي من الجانبين قوته النارية الكاملة أو اقترب لذلك حتى".
إسرائيل، من جانبها، تشير إلى احتمال توسيع عملياتها لتشمل ضربات أعمق وأكثر تدميرًا للبنية التحتية لحزب الله، بينما يحتفظ الحزب بجعبة من الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تهدد مناطق واسعة في العمق الإسرائيلي. ورغم أن كليهما لم يطلق كامل قوته حتى الآن، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن الحذر قد لا يستمر طويلًا.
"القوة النارية الكاملة"
"القوة النارية الكاملة" هي العبارة التي ترددها صحيفة "إيكونوميست". وأشارت الصحيفة إلى أن القوة النارية الكاملة قد تشمل إطلاق حزب الله وابلًا من الصواريخ بعيدة المدى على مواقع حيوية في إسرائيل، بما في ذلك العاصمة تل أبيب: "يقوم حزب الله بإطلاق وابل من الصواريخ بشكل أكبر بكثير، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى نحو مواقع مدنية وعسكرية رئيسية في وسط إسرائيل، وشن غارات برية متعددة داخل الأراضي الإسرائيلية."
وتحدثت "إيكونوميست" عن استعدادات إسرائيل لشن هجوم بري واسع في الجنوب اللبناني، بما قد يؤدي إلى اندلاع صراع لا يمكن التنبؤ بمساره.
وكشفت الصحيفة أن "إسرائيل تخطط أيضا لشن هجوم بري يشمل الاستيلاء على منطقة تمتد على مسافة بضعة أميال إلى الشمال من الحدود، وفق مصادر عسكرية، في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن نشره فرقة في الشمال استعدادا لذلك، وقال أحد ضباط الاحتياط المشاركين: إن الخطط الخاصة بالهجوم البري جاهزة ولكننا ما زلنا بعيدين عن امتلاك القوات الكافية هنا لتنفيذها".
حسابات عسكرية وخلافات سياسية
توقيت التصعيد الإسرائيلي ليس وليد الصدفة، إذ يعتقد بعض المراقبين أن الانقسامات الداخلية داخل القيادة الإسرائيلية هي ما يحدد إيقاع التصعيد. واعتبرت "توقيت الخطوات الإسرائيلية الأخيرة يدعو البعض إلى تصعيد أسرع كثيرا، ويرون أن إسرائيل لابد وأن تستغل الفوضى داخل صفوف حزب الله لتدمير نسبة أكبر كثيرا من قدراته والاستيلاء على الأراضي".
بعض الأصوات في إسرائيل تدعو إلى تسريع الضربات واستغلال الفوضى داخل حزب الله لتحقيق مكاسب عسكرية حاسمة، بينما يحذر آخرون من تداعيات الهجوم الشامل وما قد يجره من كوارث على المنطقة بأكملها.
مستقبل غامض
وفي وقت وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم سالمين، خلصت الصحيفة إلى أنه "في الوقت الحاضر ليس من المؤكد أن يتمكن نتانياهو من استعادة الهدوء أو تمكين المواطنين الإسرائيليين من العودة إلى ديارهم في الشمال، ومهما كان ما يقوله رئيس الوزراء، فإن أهدافه واستراتيجيته ليست واضحة".
ومع تزايد التوتر، تعود الأسئلة الكبرى: هل يستطيع نتانياهو تنفيذ وعوده بتهدئة الأوضاع في الشمال وإعادة سكان المناطق الحدودية إلى منازلهم؟ وفي ظل غياب استراتيجية واضحة، يبدو أن الطريق نحو حل النزاع ما زال بعيدًا.
*أعدت إيلاف التقرير عن صحيفة الإيكونوميست البريطانية. يمكن تصفح المقال الأصل على الرابط التالي:
Israel and Hizbullah creep closer to all-out war
التعليقات