إيلاف من برلين: قال مصدر ألماني مطلع لموقع "بوليتيكو" إن كبار القادة الألمان منعوا بيع الأسلحة لإسرائيل على الرغم من إصرار برلين على أنه لا يوجد ما يسمى بالحظر الرسمي على مبيعات الأسحلة لإسرائيل، ولكن الهدف هو الحصول على ضمانات بعدم استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين.

ويؤكد ذلك تقرير سابق نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية الشعبية.

قرارات تصدير الأسلحة في ألمانيا تتم الموافقة عليها من قبل مجلس الأمن الاتحادي الذي يتألف من كبار الوزراء.

وذكرت صحيفة بيلد أن نائب المستشار روبرت هابيك ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك ـ ​​وهما سياسيان من حزب الخضر في الائتلاف الحاكم مع الديمقراطيين الاجتماعيين بزعامة المستشار أولاف شولتز ـ امتنعا عن الموافقة على صادرات الأسلحة في المجلس في انتظار تأكيدات من إسرائيل بأنها لن تستخدم الأسلحة الألمانية في الإبادة الجماعية.

وقال الشخص المطلع على الأمر: "إن تسليم الأسلحة إلى إسرائيل يتعلق بالامتثال لقواعد القانون الإنساني الدولي. والسبب وراء طلب مثل هذا الالتزام هو أن المحكمة الإدارية الألمانية قد توقفه لولا ذلك".

وبموجب قانون مراقبة الأسلحة الحربية الألماني ، يتعين على الحكومة ضمان عدم استخدام الأسلحة المسلمة لضرب أهداف مدنية، وقد تم بالفعل رفع عدد من الدعاوى القضائية ضد ألمانيا لوقف صادرات الأسلحة.

وأضاف هذا الشخص أن "هذا الخطر مبرر ويجب معالجته".

وعلى الرغم من كل ما حدث تصر الحكومة الألمانية على عدم وقوع إبادة جماعية في غزة، ومع الدمار الذي لحق بالقطاع، أعلنت وزارة الصحة في غزة الخاضعة لسيطرة حماس يوم الاثنين أن عدد القتلى بلغ 42.289

تراجع كبير في المبيعات
وعلى الرغم من تأكيد الحكومة الألمانية أنه لا يوجد حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل، فإن الموافقات على مبيعات الأسلحة تراجعت بشكل كبير هذا العام.

في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى 21 آب (أغسطس)، وافقت ألمانيا على صادرات أسلحة بقيمة 14.5 مليون يورو فقط، وكان 2% فقط من تلك الصادرات "أسلحة حربية"، بينما كان 98% منها "معدات عسكرية أخرى" مثل الخوذات والسترات الواقية ومعدات الاتصالات.

ولم توافق برلين على أي تصدير للأسلحة الحربية إلى إسرائيل منذ شهر آذار (مارس) الماضي.

في عام 2023، بلغت الموافقات الألمانية على تصدير الأسلحة 326.5 مليون يورو، أي عشرة أضعاف ما كانت عليه في العام السابق. وقد تمت الموافقة على جزء كبير من هذا المبلغ بعد الهجوم الذي شنته حماس على المستوطنات الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).

التصدير لأوكرانيا يؤثر على اسرائيل
وقال شولتز للمشرعين في البوندستاغ، الخميس، إن عمليات التسليم ستستأنف قريبا.

وقال "لقد قمنا بتزويد الأسلحة... واتخذنا قرارات داخل الحكومة من شأنها ضمان تسليم المزيد من الأسلحة في المستقبل القريب".

قبل تعليقات شولتز، قدم مسؤول كبير في الحكومة الألمانية سببا مختلفا لانخفاض المبيعات إلى إسرائيل، حيث ألقى باللوم على الاختناقات الناجمة عن إعادة تجهيز الجيش الألماني وحقيقة أن ألمانيا ترسل أسلحة إلى أوكرانيا. وأصر المسؤول على عدم وجود حظر رسمي على الأسلحة.

ويأتي تحذير برلين بعدما واجهت عدد من الحكومات الأوروبية تحديات قانونية بشأن تسليم الأسلحة لإسرائيل، أو اتخذت قرارات بتقييد الشحنات.

موقف ماكرون والقوى الغربية
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي إلى وقف تسليم الأسلحة التي سيتم استخدامها في غزة.

وكرر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز نفس الدعوة يوم الجمعة .

علقت المملكة المتحدة بعض مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، في حين أوقفت الولايات المتحدة تسليم نوع واحد من القنابل الثقيلة. ومع ذلك، ساعدت الدولتان إسرائيل في إسقاط الصواريخ الباليستية الإيرانية في وقت سابق من هذا الشهر.

وقالت الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع إنها تنشر نظام دفاع صاروخي متقدم في إسرائيل، إلى جانب عشرات الجنود لتشغيله.

وفي وقت سابق من هذا العام، منعت محكمة هولندية تصدير مكونات طائرات إف-35 المقاتلة إلى إسرائيل وسط مخاوف من استخدام هذه الطائرات في ضرب أهداف مدنية.