إيلاف من القدس: ماذا ستفعل اسرائيل بجثمان زعيم حماس يحيى السنوار؟ سؤال قد لا تكون اجابته واضحة في مخيلة الملايين حول العالم ممن تابعوا اغتياله بواسطة جيش الدفاع الاسرائيلي صباح الخميس، وهو حدث حظي باهتمام عالمي كبير في ظل الصراع الدامي بين اسرائيل وحماس، وهو الصراع الذي بلغ مراحل غير مسبوقة منذ أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.

وبالعودة إلى السؤال المتعلق بمصير جثمان السنوار، فإن الحكومة الاسرائيلية تقوم في بادئ الأمر بالتحاليل والفحوصات اللازمة للتأكد من أن الجثة تعود للسنوار، وذلك عن طريق مطابقة الحمض النووي للتوصل إلى مطابقته مع الجثة التي حصلت عليها خلال القتال في مدينة رفح.

الحمض النووي للسنوار
وحصلت إسرائيل على الحمض النووي ليحيى السنوار خلال فترة سجنه في السجون الإسرائيلية حيث تم إطلاق سراحه، وفقا لصفقة تبادل الأسرى في عام 2011 مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والتي تم على إثرها خروج عدد كبير من قيادات حماس من السجون الإسرائيلية على رأسهم يحيى السنوار.

تسليم الجثمان للصليب الأحمر الدولي
القوانين الدولية تقول إنه يتوجب تسليم جثمان السنوار إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر باعتبارها جهة محايدة، وبالنظر إلى أن اسرائيل في حالة حرب مع حماس في الوقت الراهن، ومن ثم يصبح للجهات الدولية المحايدة دورها في مثل هذه الأمور.

وتعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اسرائيل وقطاع غزة منذ عام 1967، ومن المرجح أن تقوم نجمة داوود الحمراء في تل أبيب "الصليب الأحمر في اسرائيل" بتسليم الجثمان إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، وفقاً للقوانين الدولية التي تنظم مثل هذه الأمور، وقد يتم تسليمه إلى أهل السنوار، ولكن بالنظر إلى أنه تم تصنيفه "إرهابياً" في اسرائيل فإنه من المستبعد أن يتم التعامل مع أهله.

اسرائيل تنظر إلى السنوار باعتباره قائد ميليشيا، وليس فرداً يتبع جيشاً نظامياً أو دولة معترف بها من وجهة النظر الإسرائيلية، وهو ما يجعل التصرف مع جثمان السنوار يتوقف على ما سوف تقرره الحكومة الاسرائيلية، ولن يتضح هذا الأمر في المرحلة الحالية.

وقد يكون لبعض الوسطاء مثل قطر أو مصر دور في هذه القضية.

وبصفة عامة، وعلى الرغم من الانتهاكات المستمرة التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي بذريعة أن العناصر "الارهابية" تختبئ في التجمعات السكنية المدنية، إلا أنه يحرص في مواقف بعينها على إظهار احترامه للقوانين الدولية، وهو ما يجعل القرار الأرجح تسليم جثمان السنوار للصليب الأحمر الدولي من أجل دفنه في غزة.

ماذا يقول القانون الدولي؟
بموجب القانون الدولي، يجب أن يكون لدى جميع الجيوش خدمة تسجيل القبور، ويتم جمع الجثث في أسرع وقت ممكن، وفي الحروب منخفضة الكثافة، أي التي تشهد عدداً قليلاً من القتلى يتم إرسال الجثث إلى بلدانها.

وفي الحروب عالية الكثافة، حينما تتعرض أعداد كبيرة للموت يتم دفن وتسجيل الجثث ، أي وضع علامات التعريف في أماكن دفنها.

ويتم دفنها في أسرع وقت ممكن لأسباب صحية (مع وضع إحدى علامات التعريف الخاصة بها للرجوع إليها في المستقبل، ويتم تسجيل إحداثيات موقع القبر.

عندما يكون لديك جثث للعدو، يُطلب منك إرسال قائمة بأسماء وأرقام تسلسل الجثث، مع الموقع الدقيق، إلى الصليب الأحمر، ويتم إدراج الجثث غير القابلة للتحديد على أنها مجهول، ويرسل الصليب الأحمر التفاصيل إلى حكومة العدو.

وبالنظر إلى اللائحة السابقة من القوانين الدولية، فإن الكثير منها لا ينطبق على حالة السنوار، مما يرجح أن الأمر يعود للقرار الاسرائيلي في نهاية المطاف.