إيلاف من واشنطن: ضرب المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب سقفاً جديداً في إثارة الجدل، ولكنه ليس بالجدل المطلوب في ذاته، بل إنه يهدف من خلاله إلى الاقتراب من العودة إلى البيت الأبيض وحسم المعركة الانتخابية أمام كامالا هاريس.

ترامب ظهر في أحد مطاعم ماكدونالدز بأميركا، وهو يبيع البطاطس، فلماذا فعل ذلك، وما الهدف من ظهوره بهذا الشكل؟ الاجابة يقدمها الاعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، والذي كتب:"حيلة ترامب نجحت، وفي حال حسم السباق الرئاسي لمصلحته فسوف تكون حيلته في ماك أحد أهم الأسباب في عودته للرئاسة الأميركية".

وبالطبع فقد كان الهدف الرئيسي والمعلن والذي يفهمه الجميع من وقوف وعمل ترامب في ماكدونالدز هو السخرية من كامالا هاريس التي قالت إنها عملت في "ماك" من قبل، لكن لا يوجد من يصدق على ما قالته حتى الدوائر القريبة منها، مما يجعل احتمالات الكذب فيما قالته أقوى من الحقيقة.

وتابع مورغان:" نجاح حيلة ترامب مؤكد، لأن ماكدونالدز هو التجسيد الأكثر واقعية الذي يمكن تصوره لحلم السوق الأميركية الحرة، وهو مكان حيث يستطيع الجميع تحمل تكاليف الطعام، وحيث يتمتع الجميع بفرصة إدارة فرع لماكدونالدز في يوم من الأيام".

وواصل مورغان :"هناك 13.562 مطعم ماكدونالدز في أمريكا، وهو ما يمثل ثلث جميع مطاعم ماكدونالدز في العالم أجمع، إنهم موجودون في جميع الولايات الخمسين، وينتشرون في أكثر من 5000 مدينة، ويخدمون 25 مليون شخص يوميا، أي ما يقرب من 7.5% من سكان الولايات المتحدة، ومن المذهل أن ما يقرب من 9 من كل 10 أسر أميركية قامت بزيارة ماكدونالدز مرة واحدة على الأقل في العام الماضي".

وأكمل مورغان :"العنصر الأكثر مبيعاً في القائمة هو البطاطس المقلية الأصلية الأساسية، لذا عندما قال ترامب لقد أردت دائما العمل في ماكدونالدز، فإنه رمزياً كان يلتحق مباشرة بوظيفة يمكن للعديد من مواطنيه أن يرتبطوا بها على الفور".

واختتم مورغان :"عمل مؤسس أمازون الملياردير جيف بيزوس في ماكدونالدز، مثلما فعل جاي لينو، وبينك، وجيمس فرانكو، وفاريل ويليامز، والبطل الأولمبي العظيم كارل لويس، وهذا ما فعله أيضا ملايين الأميركيين العاديين غير المشاهير، ماكدونالدز هو الموحد العظيم، الذي يتجاوز كل الانقسامات العرقية والعمرية والعقائدية".