في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، قام رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بزيارة إلى محافظة واسط الحدودية، حيث استغل الزيارة لتهدئة القلق العام وضمان أن قرار الحرب والسلم بيد الدولة العراقية فقط
إيلاف من بغداد: لم تقتصر زيارة رئيس الوزراء العراقي على الجانب الخدمي فقط وإنما استغلها أيضا ليطمئن أهلها والشعب العراقي بأن الدولة العراقية هي من بيدها قرار الحرب والسلام.
ففي سياق اهتمامه بواقع الخدمات في المحافظات وتفقده بنفسه سرعة إنجاز المشروعات فيها، شد السوداني الرحال إلى المحافظة العراقية الحدودية مع ايران والتي اعلن لدى وصوله إليها عن عزمه تنفيذ 8 مشاريع خدمية جديدة في أنحائها بتكلفة تصل نحو ١٨٠ مليون دولار.
وأشار السوداني إلى المشاريع الخدمية التي تقوم بها الحكومة في واسط بمختلف القطاعات، مؤكداً أن الحكومة انتهجت، منذ بداية تشكيلها، العمل وبشكل متواز في بغداد والمحافظات.
واجتمع السوداني مع شيوخ العشائر والوجهاء في المحافظة للاستماع إليهم والوقوف على حال المحافظة ومعرفة ما يتطلع اليه أبنائها من فم شيوخهم دون وساطة بل وايضاً إبلاغهم بما عليهم من عمل في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة والتي بكل تأكيد تدفع رئيس الوزراء العراقي إلى السعي لرفع مستوى الوعي المجتمعي والدفع نحو تكاتف كل أطيافه لضمان العبور بالعراق نحو بر الأمان.
وقد اكد السوداني أن هذه الزيارة تندرج ضمن سلسلة زياراته الميدانية إلى المحافظات، للاطلاع على الواقع الخدمي، ومتابعة سير العمل في المشاريع التي يجري تنفيذها، وإزالة العقبات التي تواجهها، وكذلك لقاء المسؤولين والأهالي والوقوف على احتياجاتهم، مشيراً إلى دور العشائر في إسناد الدولة للقيام بواجباتها، لاسيما في هذه المرحلة الحساسة التي تمرّ بها المنطقة، والتي تستدعي التكاتف بين أبناء البلد لمواجهة التحديات.
وجدد رئيس الوزراء العراقي التأكيد على موقف العراق الرافض للعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، والذي تم التعبير عنه في كل المحافل الدولية، وشدد على أن قرار الحرب والسلم تقرره الدولة بمؤسساتها الدستورية، وكل من يخرج عن ذلك سيكون بمواجهة الدولة التي تستند إلى قوة الدستور والقانون في تنفيذ واجباتها ومهامّها، مؤكداً أن مصلحة العراق والعراقيين فوق أي اعتبار.
وعلى مدى الشهور الماضية، سعى السوداني إلى النأي بالعراق بعيدا عن نيران الحرب التي تشتعل في المنطقة بداية من الدعوة لخروج القوات الأجنبية من العراق وتغيير شكل العلاقة مع التحالف الدولي لمحاربة الأرهاب، وهي جهود أتت بثمارها مع الإعلان عن تحديد جدول زمني لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، ليكون خلال 12 شهرا اعتبارا من اليوم، وفي موعد أقصاه نهاية أيلول (سبتمبر) 2025.
كما ان عقد السوداني محادثات مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية للتأكيد على ان العراق لن يكون ساحة للحرب ولن يسمح بأن يتم جره إلى بؤرة الصراع طالما ان مصلحة العراقيين لا تقتضي ذلك وان وقف الحرب في غزة ولبنان هو السبيل الوحيد لإنقاذ الشرق الأوسط من شفير حرب شاملة لن يخرج منها رابح وإنما الكل سيخسرون.
التعليقات