قال متحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن طبيبا واحدا فقط تبقي في مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، في ظل غارات إسرائيلية استمرت عدة أيام.
وفي بيان مصور، حث الدكتور خليل دقران المنظمات الدولية على إرسال طاقم طبي إلى المستشفى في شمال القطاع، قائلاً إن المرضى هناك "ينزفون حتى الموت بسبب نقص الرعاية المناسبة".
وكانت إسرائيل قد قالت، في وقت سابق الاثنين، إن قواتها اعتقلت حوالي 100 "إرهابي" في المستشفى قبل الانسحاب منه.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عناصر حركة حماس كانوا يستخدمون المستشفى، الذي يقع داخل مخيم جباليا للاجئين، وهو ما ينفيه مسؤولون صحيون في غزة.
وقال الدكتور خليل إنه "قبل يومين اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، وأحدث دمارا واسع النطاق، وأضرم النيران في أجزاء كبيرة في المبنى، ودمر مداخل المستشفى، وهدم الجدران المحيطة به".
وأضاف دقران أن الجيش الإسرائيلي "اعتدى على المرضى والطاقم الطبي، واعتقل العديد من المرضى ومرافقيهم، ومعظم الطاقم الطبي".
وأضح المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن "مصير 30 شخصاً من الكوادر الطبية لا يزال مجهولاً".
وقال الدكتور خليل إن الجيش الإسرائيلي "أخرج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل، ودمر كل محتوياته، ولا توجد الآن أي أدوية أو إمدادات طبية أو حتى طعام داخله".
من جهتها أكدت قوات الجيش الإسرائيلي أنها أكملت "عملية دقيقة ضد معقل إرهابي لحماس" في المستشفى.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه اتخذت خطوات لتقليل الخسائر بين المدنيين وتسهيل إخلاء المستشفى، مضيفاً أن قواته عثرت على أسلحة ونقود ووثائق تابعة لحماس أثناء مهاجمة المستشفى على حد تعبيره.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن "بعض مسلحي حماس، بما في ذلك بعض المرتبطين بهجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تنكروا في هيئة طاقم طبي".
وقال مسؤولون صحيّون إن غارة إسرائيلية أصابت مسعفين وقتلت بعض المرضى في المستشفى.
ونشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يزعم أنه يُظهر استجواب سائق سيارة إسعاف كان يعمل في مستشفى كمال عدوان.
وفي الفيديو، الذي لم تتمكن بي بي سي من التحقق من صحته، تم إخفاء وجه السائق المزعوم، الذي ادّعى أن مسلحي حماس كانوا يعملون في المستشفى.
وأضاف السائق بحسب الفيديو أن "حماس استخدمت سيارات الإسعاف لنقل المسلحين لأداء مهامهم"، وقال: "لقد سئمنا، حماس تتمركز في المستشفيات والمدارس".
ويواجه الجزء الشمالي من قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يعيش مئات الآلاف من المدنيين في ظروف بائسة على نحو متزايد.
وقال الدكتور خليل إن "الظروف في شمال غزة كارثية، ولا يوجد ماء أو طعام أو حليب أطفال، لقد دُمرت البنية الأساسية، وتراكمت مياه الصرف الصحي والنفايات بين السكان، ما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة".
وقال مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الجمعة الماضي إن "الجيش الإسرائيلي يعرض سكان الشمال بالكامل للقصف والحصار وخطر المجاعة".
وأوضح المسؤول الأممي أن سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين، مضيفاً: "إننا نواجه ما قد يرقى إلى جرائم وحشية، بما في ذلك إمكانية امتدادها إلى جرائم ضد الإنسانية".
وقال أيضاً إنه "من غير المقبول أن تعمل الجماعات المسلحة الفلسطينية بين المدنيين، بما في ذلك داخل ملاجئ النازحين، وتعريضهم للخطر" على حد تعبيره.
ويعتقد العديد من الفلسطينيين أن الجيش الإسرائيلي ينفذ ما يُسمى بـ"خطة الجنرالات" في الشمال، وبهدف إجبار جميع المدنيين المقدر عددهم بنحو 400 ألف شخص على النزوح القسري إلى الجنوب، يليه حصار لأي مقاتلين متبقين من حماس.
ونفى الجيش الإسرائيلي وجود مثل هذه الخطة، ويقول إنه يتأكد من إبعاد المدنيين عن الأذى.
وبدأت إسرائيل حرباً في قطاع غزة رداً على الهجوم غير المسبوق الذي نفذه عناصر من حماس على بلدات جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل فيه حوالي 1200 إسرائيلي وتم احتجاز 251 آخرين كرهائن بحسب السلطات الإسرائيلية.
في المقابل قتل أكثر من 42 ألف فلسطيني في غزة منذ بداية الحرب، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
التعليقات