وسط تصاعد العنف في غزة ولبنان، اجتمع قادة الدول العربية والإسلامية في قمة غير عادية في الرياض، مؤكدين ضرورة التحرك الفوري لوقف "الجرائم الإسرائيلية" ورفع القيود عن المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.


إيلاف من الرياض: عقدت القمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض، أمس الاثنين، وسط إدانات واسعة لما وصفته بـ"الإبادة الجماعية" في غزة والهجمات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان.
القادة المجتمعون شددوا على أهمية الضغط الدولي لوقف التصعيد الإسرائيلي، مع دعوات لحظر تصدير الأسلحة إلى تل أبيب.

استمرار الانتهاكات يقوّض جهود السلام
خلال افتتاح القمة، أكد ولي العهد السعودي أن جرائم إسرائيل في غزة وانتهاكاتها في القدس الشرقية تهدد مساعي السلام الإقليمي. وقال إن السعودية ستواصل دعم الشعب الفلسطيني، محذراً من أن الممارسات الإسرائيلية "تقوّض أي جهود لإحلال سلام عادل ودائم". كما شدد على أهمية توحيد الجهود العربية والإسلامية وتكثيف التعاون الدولي لحل الأزمة.
"نعمل على تعزيز مركزية القضية الفلسطينية في السياسة الإقليمية، ودفعنا نحو تأسيس تحالف دولي لتنفيذ حل الدولتين بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين"، أضاف ولي العهد، مشيراً إلى المبادرات الدبلوماسية السعودية الرامية لإيجاد حل شامل.


خطوات ملموسة لخفض التصعيد
في مؤتمر صحفي عقب القمة، أوضح وزير الخارجية السعودي أن الاجتماع يعكس الرغبة الصادقة للدول العربية والإسلامية في تهدئة الأوضاع. وناقشت القمة ضرورة تنسيق الجهود مع المجتمع الدولي للحد من توسع نطاق الصراع ومنع تهديد الأمن الإقليمي والدولي. كما حث على إنهاء القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ووقف احتجاز إسرائيل لأموال الضرائب الفلسطينية.

دعم فلسطين إلى العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
وشدد البيان الختامي على أهمية تحقيق عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، واعتبر ذلك خطوة أساسية لدعم الحقوق الفلسطينية. ودعا الدول إلى حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، في محاولة لتخفيف حدة الصراع المتفاقم.

إدانة الجرائم الإسرائيلية في غزة ولبنان
القمة وصفت الهجمات الإسرائيلية على غزة بأنها جرائم إبادة جماعية، مشيرة إلى أدلة على "مقابر جماعية، وتعذيب، وإعدام ميداني، ونهب، وتطهير عرقي". كما نددت بالاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، ومعتبرة أن الوضع الحالي يشكل تهديداً كبيراً للاستقرار في المنطقة.


تحذيرات من امتداد النزاع الإقليمي
نائب رئيس الوزراء العراقي، فؤاد حسين، حذر من مخاطر توسع رقعة النزاع، مشيراً إلى أن التصعيد في غزة ولبنان قد يتسبب في أزمات أخرى في المنطقة. وأكد أهمية الجهود السعودية في تنظيم القمة والعمل على تهدئة الأوضاع. كما ذكر أن إيران تعهدت لبلاده بعدم استخدام أراضيها كمنصة للهجمات ضد إسرائيل.

توحيد الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية
القادة المشاركون جددوا التأكيد على أن المسجد الأقصى "خط أحمر"، وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف محاولات تغيير هوية مدينة القدس. كما دعا البيان إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية وتوحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، لضمان قدرة السلطة الفلسطينية على حماية مصالح شعبها.

وفي ختام القمة، دعا المجتمعون إلى استمرار التحركات الدبلوماسية والسياسية لوقف العدوان الإسرائيلي وضمان تحقيق الاستقرار. وأكدوا أهمية الالتزام بالجهود الدولية لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، مع القدس الشرقية عاصمة لها، محذرين من التحديات التي تواجه المنطقة في ظل استمرار النزاعات.