تجددت الغارات الإسرائيلية، الخميس، على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد إنذار إسرائيلي للسكان بالإخلاء.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بأن "الطيران الحربي المعادي شنّ غارة" على منطقة حارة حريك، التي استُهدفت فجر الخميس بثلاث غارات اسرائيلية "تسببت بتدمير عدد من المباني"، وفق الوكالة.
وقال الجيش الإسرائيلي ان الغارات استهدفت فجراً "مقرات قيادة... وبنى عسكرية، استخدمها حزب الله لتخطيط وتنفيذ مخططات ارهابية ضد مواطني إسرائيل" بحسبه.
كما قالت الوكالة الوطنية إن الغارة الثانية التي استهدفت منطقة الكفاءات في الضاحية الجنوبية لبيروت دمرت مبنى بالقرب من مدرسة لذوي الإعاقة، مما تسبب بتضرر عدد من المباني المحيطة.
وتوقفت الغارات الإسرائيلية على بيروت وضاحيتها الجنوبية يومي الثلاثاء والأربعاء، بالتزامن مع زيارة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، آموس هوكستين، للعاصمة اللبنانية. وغادر هوكشتاين بيروت، مساء الأربعاء، متوجهاً إلى إسرائيل.
كذلك، استهدفت ضربات إسرائيلية أخرى عدة قطاعات في جنوب لبنان ليلاً، أبرزها بلدة الخيام الواقعة على بعد 6 كيلومترات تقريباً من الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث اندلعت اشتباكات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في اليوم السابق، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، صباح الخميس، إنذارات إخلاء للسكان في ثلاث مناطق قرب مدينة صور الجنوبية.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن 13 شخصاً قتلوا وأصيب 44 آخرون، أمس الأربعاء، في غارات إسرائيلية على بلدة معركة في قضاء صور.
#عاجل إلى جميع السكان المتواجدين في صور وتحديدًا في المبنى المحدد في الخريطة المرفقة والمباني المجاورة له
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 21, 2024
⭕️أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع بقوة على المدى الزمني القريب
⭕️من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم اخلاء هذا المبنى… pic.twitter.com/MMl9Z5ljh7
في المقابل، أعلنت أجهزة الطوارئ الاسرائيلية، الخميس، مقتل شخص في مدينة نهاريا شمالي إسرائيل بشظايا صاروخ أُطلق من لبنان.
وقال الإسعاف الإسرائيلي في بيان "وصلنا إلى منطقة مفتوحة بالقرب من ملعب ورأينا رجلاً في الثلاثينات من عمره ملقى فاقداً للوعي مصاباً بجروح ناجمة عن شظايا. تبين أنه لا توجد عليه أي علامات على الحياة وأعلنا وفاته".
ودوت صافرات الإنذار في عدة مناطق شمالي إسرائيل بعد إطلاق صواريخ من جنوبي لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان باتجاه الجليل الأعلى واعترض عددا منها.
وأعلن حزب الله في بيانين منفصلين عبر منصة تلغرام، الخميس، أنه شنّ هجومين جويين بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة حيفا البحرية العسكرية، وتجمع لقوات الجيش الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، وقال الحزب في البيانين إن "المسيرات أصابت أهدافها بدقّة".
كما قال الحزب إنه قصف برشقة صاروخية قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا، وتجمعات للقوات الإسرائيلية شرقي مدينة الخيام جنوبي لبنان.
ومنذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل أكثر من 3550 شخصاً في لبنان وعلى الجانب الإسرائيلي، قُتل 79 جندياً و46 مدنياً، بحسب حصيلة رسمية نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية.
ميقاتي: الجيش يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، إن الجيش اللبناني "يستعد لتعزيز حضوره" في الجنوب، وذلك في بيان أصدره بمناسبة عيد الاستقلال في البلاد الذي يحل غداً الجمعة.
وتضمن البيان قول ميقاتي إن "الجيش، الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب، يقدم التضحيات من أرواح ضباطه وعناصره زوداً عن أرض الوطن"، بحسب تعبيره.
وأضاف بالقول إن اللبنانيين "مصرّون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحرية والسيادة والوحدة الوطنية، وبما تَبعَثُ في نفوسهم من رجاء بغد أفضل".
وفي وقت سابق اليوم، قال قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، إن قوات الجيش لا تزال منتشرة في جنوب البلاد وتقدم التضحيات، مؤكدا أن الجيش لن يترك الجنوب لأنه جزء من السيادة الوطنية اللبنانية.
"الأمر متروك للأطراف المتحاربة لتقرر"
وعلى الصعيد الدبلوماسي، يلتقي المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي آموس هوكستين، اليوم الخميس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لبحث سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن هوكستين وصل إلى إسرائيل مساء الأربعاء، قادماً من لبنان.
وتحدّث هوكستين، الأربعاء، في بيروت عن إحراز "تقدم إضافي" في مقترح أمريكي ينص على وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان على أساس قرار الأمم المتحدة 1701 الذي أدى إلى إنهاء الحرب السابقة بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.
وأعلن هوكستين من لبنان أن الحل "في متناول اليد" لكن الأمر متروك للأطراف المتحاربة "لتقرر".
وقال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الأربعاء، إن الحزب "لن يقبل باتفاق لا يحفظ سيادة لبنان"، بعدما كرر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، موقف رئيس الوزراء نتنياهو بأن "أي اتفاق يجب أن يضمن لإسرائيل حرية التحرك ضد حزب الله".
وقال نعيم قاسم في خطاب مسجل: "لا يمكن أن تهزمنا اسرائيل وتفرض شروطها علينا"، مضيفا أن الحزب يفاوض من أجل "وقف العدوان بشكل كامل وشامل" في لبنان.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال، الاثنين، إن بلاده "ستنفذ عمليات عسكرية" ضد حزب الله حتى في حال التوصل إلى هدنة.
التعليقات