تمكن الجيش السوري من استعادة بعض المناطق من قوات المعارضة السورية، في محيط مدينة حماة إثر هجوم معاكس بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء.

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، تمكن الجيش من "توسيع نطاق أمان المدينة (حماة) بنحو 20 كلم" وذلك بعد القضاء على مسلحين وتدمير آلياتهم.

وتحدثت (سانا) عن مواصلة الجيش عملياته ضد مواقع ومحاور تحركات قوات المعارضة السورية في ريف حماة الشمالي.

أما المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، ذكر أن هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة الأخرى فشلت في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة.

وتحدث المرصد عن "معارك طاحنة" مع الجيش السوري الذي شن هجوماً معاكساً بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، بدعم جوي من الطائرات الحربية.

واستعاد الجيش قرية كفراع ومعرشحور، وأُبعدت هيئة تحرير الشام عن مدينة حماة بقرابة 10 كلم، وفق رواية المرصد.

وتشنّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل معارضة متحالفة معها منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني هجوماً مباغتاً في شمال غرب سوريا أطلقت عليه اسم "ردع العدوان".

وسيطرت هذه القوات على عشرات البلدات وعلى قسم كبير من حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، وتواصل تقدّمها جنوباً.

قبل الهجوم المعاكس، قال المرصد إنّ "قوات ردع العدوان باتت على أبواب مدينة حماة... التي شهدت موجة نزوح كبيرة نتيجة لاحتدام المعارك في محيط المدينة".

وتعرضت المدينة إلى "قصف صاروخي من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل العاملة معها"، وفق المرصد.

ونقلت وكالة (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن "تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مدينة حماة لتعزيز القوات الموجودة على الخطوط الأمامية والتصدي لأي محاولة هجوم قد تشنها التنظيمات الإرهابية المسلحة".

ضربة أمريكية

مبنى البنتاغون في الولايات المتحدة، في 3 مارس/آذار 2022
Reuters
مبنى البنتاغون في الولايات المتحدة، في 3 مارس/آذار 2022

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الثلاثاء، تنفيذ ضربة استهدفت أنظمة أسلحة في شرق سوريا.

وقالت الوزارة الأمريكية إن الضربة لا علاقة لها بالتقدم الحالي الذي تحرزه المعارضة في البلاد.

وذكر المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال بات رايدر أن الجيش الأمريكي ضرب الثلاثاء أنظمة أسلحة وتشمل ثلاث منصات إطلاق صواريخ متحركة ودبابة من طراز تي-64 بعد إطلاق قذائف باتجاه القوات الأمريكية في موقع الفرات للدعم العسكري.

ويوجد نحو 900 جندي أمريكي في سوريا، يركزون على مواجهة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

اشتباك روسي- أمريكي في الأمم المتحدة

نائب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة أناتولي أنتونوف يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، في 3 ديسمبر/كانون الأول 2024
Reuters
نائب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة أناتولي أنتونوف يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، في 3 ديسمبر/كانون الأول 2024

اشتبكت روسيا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة، واتهمت كل منهما الأخرى بدعم "الإرهاب" خلال اجتماع لمجلس الأمن انعقد بسبب التصعيد المفاجئ للقتال في سوريا.

ودعا روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إلى خفض التصعيد في القتال في سوريا وحماية المدنيين. كما عبّرعن قلقه من أن الهجوم تقوده هيئة تحرير الشام.

واتهم وود الجيش السوري وروسيا بالتسبب في سقوط ضحايا مدنيين في الهجمات على المدارس والمستشفيات، قائلاً إن "حقيقة إدراج الولايات المتحدة والأمم المتحدة هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية لا تبرر المزيد من الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد وداعموه الروس".

وفي تصريحات موجهة إلى وود، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا "ليس لديك الشجاعة للتنديد بهجوم إرهابي واضح على المدنيين المسالمين في المدن السورية المسالمة".

ورد وود متهماً نيبينزيا بأنه "ليس في وضع يسمح له بإلقاء محاضرات علينا بشأن هذه القضية" لأن موسكو "تدعم الأنظمة التي ترعى الإرهاب في جميع أنحاء العالم".

وأضاف "الولايات المتحدة حاربت آفة الإرهاب على مدى عقود وستواصل فعل ذلك".