إيلاف من لندن: في آخر خطاب له في مجلس اللوردات كعضو فيه، اعتذر ئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي "يعتذر" عن الألم الذي تسبب فيه في ضوء فضيحة الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها جون سميث والتي أدت إلى استقالة السيد ويلبي.
وفي تعليقاته في مجلس اللوردات، يوم الخميس، أثار جاستن ويلبي ضحك بعض النبلاء - أعضاء المجلس- عندما ذكر قطع رأس في القرن الرابع عشر، لكن كلماته ونبرة خطابه انتقدها أحد الأساقفة وكذلك الناجون من الاعتداءات.
وقال اسقف كانتبري المستقيل، في بيان أصدره قصر لامبيث يوم الجمعة: "لقد ألقيت أمس خطاب الوداع في مجلس اللوردات، كجزء من مناقشة حول الإسكان والتشرد وأود أن أعتذر بكل إخلاص عن الأذى الذي تسبب فيه خطابي".

واضاف: "أتفهم أن كلماتي - الأشياء التي قلتها، وتلك التي أغفلت قولها - تسببت في مزيد من الضيق لأولئك الذين أصيبوا بالصدمة، وما زالوا يتعرضون للأذى، بسبب الإساءة الشنيعة التي ارتكبها جون سميث، والآثار البعيدة المدى التي خلفها مرتكبو الإساءة الآخرون.
وقال: "لم يكن القصد من ذلك تجاهل تجربة الناجين أو الاستخفاف بالموقف - وأنا آسف جدًا لقيامي بذلك."

الاستقالة
واستقال رئيس الأساقفة بعد أن وجدت مراجعة ماكين المستقلة أن جون سميث - أكثر المعتدين المتسلسلين انتشارًا المرتبطين بالكنيسة - كان من الممكن تقديمه للعدالة لو أبلغ عنه السيد ويلبي رسميًا للشرطة في عام 2013.
وقال الأسقف: "لم يكن القصد من ذلك تجاهل تجربة الناجين أو الاستخفاف بالموقف - وأنا آسف جدًا لقيامي بذلك."
وفي وقت استقالته، قال السيد ويلبي، الذي سيكون آخر يوم له في وظيفته في السادس من يناير/كانون الثاني، إنه يستقيل "في حزن مع كل الضحايا والناجين من الإساءة".

واليوم الجمعة، في إشارة واضحة إلى إساءة سميث، قال السيد ويلبي إنه يتحمل "المسؤولية الشخصية والمؤسسية عن الفترة الطويلة والمؤلمة بعد عام 2013، والأذى الذي تسبب فيه ذلك للناجين".
واضاف: "ما زلت أشعر بإحساس عميق بالخزي إزاء إخفاقات كنيسة إنجلترا التاريخية في حماية الأطفال". وفي خطابه، قال السيد ويلبي إن تداعيات المراجعة تتطلب "تدحرج الرأس".
وقال أحد ضحايا إساءة سميث، الذي رغب في عدم الكشف عن هويته، إنه "مذهول"، واتهم السيد ويلبي بأنه "أصم".

اسقف نيوكاسل
ومن جهتها، قالت أسقف نيوكاسل، الدكتورة هيلين آن هارتلي، وهي الأسقف الوحيد الذي دعا علنًا إلى استقالة السيد ويلبي الشهر الماضي، إن الناس أرسلوا لها رسائل "يعبرون فيها عن انزعاجهم من خطاب رئيس الأساقفة" وأنها نفسها "منزعجة بشدة" من أجزاء منه.
وإذ ذاك، أعرب الوزير المحافظ السابق اللورد روباثان عن أسفه للطريقة التي طُرد بها السيد ويلبي من منصبه في نوع من مطاردة الساحرات، مضيفًا أن هناك "عددًا كبيرًا من الأشخاص الآخرين" الذين فشلوا في اتخاذ إجراء بشأن إساءة سميث.

الاعتداءات
وعلى مدار خمسة عقود في ثلاث دول مختلفة، شملت الاعتداءات الجنسية ما يصل إلى 130 فتى وشابًا في المملكة المتحدة وأفريقيا، يُقال إن سميث أخضع ضحاياه لهجمات جسدية وجنسية ونفسية وروحية مؤلمة، مما ترك علامة دائمة على حياتهم.وتوفي سميث عن عمر يناهز 75 عامًا في كيب تاون بجنوب إفريقيا عام 2018 بينما كان لا يزال قيد التحقيق من قبل شرطة هامبشاير.