إيلاف من أنقرة: مع الزيارة المرتقبة، اليوم الثلاثاء، للرئيس السوري أحمد الشرع الذي يقود المرحلة الانتقالية في بلاده منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، كثرت الأسئلة عن الملفات التي سيناقشها مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في أنقرة التي ستكون محطته الثانية بعد المملكة العربية السعودية.
تأتي هذه الزيارة في وقتٍ تشهد فيه سوريا تطوراتٍ كبيرة تتعلق بتشكيل الجيش الجديد وترتيب المرحلة الانتقالية، التي تطالب عواصم عربية وغربية وهيئات أممية بضرورة مشاركة جميع السوريين فيها مهما تعددت خلفياتهم الدينية والعرقية والطائفية.
والظاهر أن هذه الزيارة تعكس الأهمية التي توليها تركيا لتعميق علاقتها بالشرع، فالتحول السوري يقدم فرصة لتشكيل علاقات تحالف استراتيجية بين أنقرة ودمشق".
ملف قسد
كما أن هذه الزيارة تضفي مشروعية على الوجود العسكري التركي في سوريا وتعزز الانسجام بين أنقرة ودمشق بخصوص الموقف من الوحدات الكردية، فأنقرة تسعى إلى تعزيز عناصر الضغط على القوات الكردية من خلال جعل دمشق جزءا رئيسيا من استراتيجيتها ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
كما أنها ستؤكد على انسجام المقاربتين السورية التركية لملف قسد وستنقل مشروع العلاقة الجديدة بين البلدين إلى مستوى جديد. وقد نلحظ آثار هذا التطور قريبا من خلال طبيعة الدعم التركي للإدارة الجديدة على مستويات مختلفة.
من جهة أخرى، زيارة الشرع إلى تركيا ستكون مختلفة عن زيارته لدولٍ أخرى مقبلة.
اللاجئون والإعمار
إن القوات التركية موجودة في سوريا أولا، وثانياً تقع بعض الأراضي السورية تحت سيطرة قوات مسلحة تدعمها. وثالثاً وجود قوات مسلحة كردية في الأراضي السورية يزعج تركيا. ورابعاً هناك ملايين اللاجئين السوريين في تركيا، لذلك، هناك الكثير للحديث عنه، بما في ذلك الحاجة إلى إعادة الإعمار والمساعدات الفنية والاجتماعية والاقتصادية التي تحتاجها البلاد.
وكانت تركيا قد دعمت المعارضة السورية المسلحة على مدى أكثر من عقدٍ من الزمن. كما شنت 3 عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية استهدفت اثنتان منها المقاتلين الأكراد وإثر ذلك سيطرت على 3 مدن تقع شمال غربي البلاد وشرقها.
فيما تعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمرداً ضد الدولة التركية منذ عام 1984 وتصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.
وبعد سيطرة الفصائل على دمشق مطلع شهر ديسمبر الماضي، اندلعت معارك بين القوات المدعومة من تركيا والقوات التي يقودها الأكراد في الشمال الشرقي.
فيما زار رئيس المخابرات التركي، إبراهيم كالين، دمشق بعد أيام من الإطاحة بالأسد، وكان وزير خارجيتها هاكان فيدان أول وزير خارجية يزورها.
كما كانت تركيا أيضاً أول دولة تعيد فتح سفارتها في دمشق.
هذا وتعهدت السلطات التركية بدعم إعادة الإعمار في سوريا وعرضت المساعدة في إعادة بناء البنية التحتية وصياغة دستور جديد وتزويد الكهرباء واستئناف الرحلات الجوية.
التعليقات