إيلاف من دمشق: في قرية المشرفة بريف مصياف بسوريا استيقظ السكان، مؤخرا على فاجعة مروعة هزّت المنطقة بأكملها، حيث عُثر على جثث ثلاثة أفراد من عائلة واحدة (ينتمون إلى إحدى الأقليات الدينية) مقتولين بطريقة وحشية، مما أثار عاصفة من الشائعات بشأن هوية الجهة الفاعلة، والدوافع الكامنة وراء تلك الواقعة.

ومع انتشار خبر الجريمة، عجّت وسائل التواصل الاجتماعي بتفسيرات متباينة، وذهب البعض إلى اتهام "هيئة تحرير الشام"، وهي الفصيل المسلح الأساسي الذي ساهم بسقوط نظام بشار الأسد، بارتكاب الجريمة، زاعمين أن الحادثة تأتي ضمن "حملة استهداف الأقليات"، مما أشعل الجدل وزاد من حالة التوتر.

وحسب تصريح رسمي لمحافظة حماة، تمكنت الشرطة وجهاز الأمن العام من حل لغز الجريمة، وكشفت التحقيقات أن القاتل لم يكن مجموعة مسلحة أو فصيلًا متطرفًا، بل كان الفاعل ابن العائلة نفسه، الذي نفّذ الجريمة بمساعدة صديقه.

وتم العثور على الضحايا—الأب أحمد جمول، والأم ريم سليمان، وابنهما فاطر- في أحد السهول سهل المشرفة، وقد قُتلوا ذبحًا بالسلاح الأبيض، في حادثة صدمت الجميع بسبب وحشيتها وملابساتها غير المتوقعة.

ونقلت منصة "تأكد" المختصة بالتحقق من الأخبار الزائفة، نفي أحد أقرباء الضحايا أي علاقة لهيئة تحرير الشام أو أي فصيل مسلح بالجريمة، مؤكدًا أن ما نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي كان مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة.

وأضاف المصدر أن الشرطة استجابت بسرعة بعد اكتشاف الجثث، وبدأت تحقيقًا مكثفًا أدى إلى الكشف عن الجناة خلال وقت قياسي، مما ساهم في تهدئة الأوضاع بعد موجة من الذعر والتخمينات الخاطئة.

من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، أن مناطق عدة في سوريا قد شهدت موجة متصاعدة من جرائم التصفية والانتقام الفردي.

وقال إن عمليات قتل مباشرة تُنفَّذ بأساليب مختلفة، من الإعدام الميداني إلى الاغتيالات المباغتة برصاص مسلحين مجهولين

وأوضح أن تلك العمليات "تستهدف شخصيات عسكرية وأمنية سابقة، إلى جانب مدنيين، في سياق انتقامات تحمل أبعاداً مختلفة، بعضها يتخذ منحى طائفي واضح".

وحسب المرصد فقد: "بلغ عدد السلوكيات الانتقامية والتصفية منذ مطلع عام 2025 في محافظات سورية متفرقة 163عملية، راح ضحيتها 298 شخصاً، هم: 290 رجلاً، و7 سيدات، و طفل واحد"