إيلاف من لندن: فتحت وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية (سكوتلاند يارد) تحقيقًا في ثلاث حوادث يُشتبه بأنها هجمات متعمدة بالحرق، استهدفت ممتلكات مرتبطة برئيس الوزراء كير ستارمر في العاصمة لندن، وسط فرضيات أمنية تتضمن احتمال تورط جهة أجنبية "معادية"، أو دوافع متطرفة.
ووفق تقرير نشرته صحيفة "The Telegraph" البريطانية، فإن المشتبه به الرئيسي، شاب يبلغ من العمر 21 عامًا، اعتُقل صباح الثلاثاء في منطقة سيدنهام جنوب شرق لندن، وذلك في إطار عملية للشرطة. ولم تُفصح السلطات عن جنسيته حتى الآن، فيما يخضع لتحقيقات يجريها محققون مختصون من وحدة SO15 لمكافحة الإرهاب.
وتُشير تفاصيل الحوادث الثلاثة، التي وقعت في شمال لندن، إلى استهداف ممتلكات ذات صلة مباشرة أو سابقة برئيس الوزراء. فقد اندلع الحريق الأول فجر الخميس، وأتلف سيارة من طراز "تويوتا راف 4" كانت مملوكة سابقًا لعائلة ستارمر، وتقع قرب منزله العائلي في منطقة توفنيل بارك. وتشير المعلومات إلى أن السيارة بيعت إلى جار بعد فوزه بالانتخابات، لكنها بقيت معروفة بعلاقتها به، خاصة وأنها ظهرت في تقارير إعلامية عام 2020 إثر اصطدام بسيط مع دراجة توصيل.
أما الحادث الثاني، فقد استهدف باب شقة كان ستارمر قد اشتراها عام 1991 بالمشاركة مع شريكة سابقة له، قبل أن يبيعها في عام 1997. ويظهر اسمه حتى الآن في سجلات Companies House الرسمية المتعلقة بملكية العقار أو جزء منه.
الهجوم الثالث طال منزل العائلة الذي كانت تقطنه الأسرة قبل انتقالها إلى مقر الحكومة في "داونينغ ستريت"، وقد تأجّر مؤخرًا لشقيقة زوجته. وبحسب الشرطة، فقد اندلع الحريق في مدخل المنزل فجر الإثنين، ما أسفر عن أضرار واضحة في الباب والمنطقة الأمامية، دون وقوع إصابات بشرية.
وأشار تقرير The Telegraph إلى أن قرب توقيت الحوادث وتنوع الممتلكات المستهدفة – من مركبة، إلى شقة قديمة، إلى منزل عائلي – يُعزز من احتمالات وجود تخطيط مسبق ودقة في اختيار الأهداف. وأفاد مصدر بأن التحقيقات تشير إلى "درجة من التعقيد" في التنفيذ.
القائد دومينيك مورفي، من قيادة مكافحة الإرهاب، أصدر بيانًا علنيًا نادرًا دعا فيه أعضاء البرلمان إلى التواصل مع ضباط "عملية بريجر" في حال وجود أي مخاوف تتعلق بالسلامة، مؤكدًا أن "حماية النواب أولوية قصوى لدى أجهزة الأمن".
وأضاف مورفي أن أحد محاور التحقيق يتمثل في "تحديد ما إذا كانت الحرائق الثلاث مترابطة، كونها استهدفت أماكن لها صلة مباشرة بشخصية عامة رفيعة المستوى".
وأفادت The Telegraph أن مقر رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت" لم يستبعد احتمال تورط دولة معادية في الحوادث، إلا أنه امتنع عن التعليق على التفاصيل طالما أن التحقيقات مستمرة.
وجاءت هذه التطورات الأمنية في وقت شهدت فيه بريطانيا أحكامًا بالسجن ضد ستة مواطنين بلغاريين أُدينوا بالتجسس لصالح روسيا، كما أُعلن مؤخرًا عن اعتقال أربعة رجال إيرانيين للاشتباه بتخطيطهم لهجوم على السفارة الإسرائيلية في لندن، وفق ما أفادت به الصحيفة.
من جهتها، تواصل الشرطة دراسة مختلف السيناريوهات، بما في ذلك أن يكون الفاعل تصرّف بمفرده، أو بدافع شخصي، أو يحمل خلفية أيديولوجية متطرفة سواء يمينية، يسارية، أو دينية. في غضون ذلك، يتابع رئيس الوزراء مجريات التحقيق، فيما يواصل أداء مهامه، بحسب ما ورد في التقرير ذاته.
* أعدت إيلاف التقرير عن "تلغراف": المصدر
التعليقات