إيلاف من تل أبيب: كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عن فضيحة مدوّية داخل الجيش الإسرائيلي، تتعلق بارتكاب جرائم اغتصاب وتهديدات جنسية داخل إحدى وحداته القتالية. القضية التي وصفت بأنها من أخطر الانتهاكات الداخلية في تاريخ الجيش، طالت وحدة "حيتس" للدفاع الجوي، وأسفرت عن توقيف سبعة جنود نظاميين.
وبحسب الصحيفة، مددت المحكمة العسكرية في قاعدة بيت ليد، اليوم الأربعاء، حبس المتهمين حتى يوم الثلاثاء المقبل، حيث يواجهون اتهامات ثقيلة تشمل اعتداءات جسدية ونفسية وجرائم اغتصاب، طالت ما لا يقل عن عشرة جنود صغار السن خلال ما يسمى بـ"مراسم التنشئة"، وهو تقليد داخلي وصفته جهات حقوقية وعسكرية بـ"التعذيب المنظم".
ووصفت القاضية المكلفة بالقضية الملف بأنه "معقد ويمتلك كما هائلًا من الأدلة"، مؤكدة أن التحقيق لا يزال في بدايته، وأن تمديد الحبس جاء خشية تعطيل مجريات التحقيق أو التأثير على الضحايا والشهود. وخلال الجلسة، أثار والد أحد المتهمين توتراً في القاعة حين صرخ قائلاً: "إنهم أبطال إسرائيل، لا داعي لهذا المأزق. أنتم تدمرون مستقبلهم". وقد تم طرده لاحقاً من المحكمة.
من جهته، أشار محامي أحد الجنود المتهمين، إيدان دفير، إلى أن موكله لم يكن حاضراً في معظم الحوادث المركزية، قائلاً: "من السابق لأوانه تحديد المسؤولية الفردية، ونتوقع أن تنكشف الحقيقة مع تقدم التحقيق".
وأشارت الصحيفة إلى أن فتح التحقيق جاء بعد تقديم شكوى رسمية الشهر الماضي من قبل أحد الجنود المجني عليهم، فُضح من خلالها حجم الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الجنود الجدد. وتجري الشرطة العسكرية تحقيقاً إضافياً حول احتمال وقوع بعض هذه الانتهاكات خلال فترة الحرب مع إيران، في وقت كانت فيه وحدة "حيتس" تنفذ مهاماً جوية عالية الحساسية.
ونظراً لحساسية القضية، يتابعها قائد سلاح الجو اللواء تومر بار شخصياً، في حين أكد الجيش أن وحدات الدعم النفسي تعمل على مرافقة الضحايا وتقديم العلاج اللازم لهم.
وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:
"يجري حالياً التحقيق في شبهات تتعلق بأعمال عنف خطيرة في إطار مراسم تنشئة داخل إحدى وحدات سلاح الجو. نتعامل مع المسألة بأقصى درجات الجدية ونتّبع سياسة عدم التسامح المطلق مع هذه الانتهاكات".
وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على ظاهرة "مراسم التنشئة القسرية" داخل وحدات الجيش، والتي كانت موضع انتقادات متكررة في السنوات الماضية، وسط دعوات متجددة لحماية الجنود الجدد وفرض إصلاحات جذرية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.





















التعليقات