يوسف حريف
صرح جيمي كارتر، الرئيس الأميركي السابق، الذي وصل إلى هنا كمراقب للمعركة الانتخابية الفلسطينية، أنه ينوي التحدث مع رئيس السلطة أبو مازن، واقناعه بأن عليه العمل لاقتلاع الارهاب، في حال كان يطمح لاجراء مفاوضات مع اسرائيل بشأن تسوية سلمية واقامة دولة فلسطينية.
ثمة أهمية كبيرة في هذا التطور. فكارتر معروف بأنه مال لإبداء التفهم تجاه الفلسطينيين. وتصريحه حول مسألة الطلب باقتلاع الارهاب كشرط لمفاوضات السلام، من شأنه تعزيز موقع اسرائيل على الساحة الدولية مقابل السلطة الفلسطينية التي تتهرب اصلا من التزاماتها وفق quot;خارطة الطريقquot;.
تتابع الولايات المتحدة وإسرائيل الانتخابات في السلطة مع أمل بتعزيز موقع الرئيس، بيد ان حماس اثبتت خلال معركة الانتخابات انها قادرة على تشويش خطوات ابو مازن، ويتزايد الشك حول ما اذا كان في وسع الرئيس الصمود في المواجهة مقابل المنظمات المتطرفة وفرض رأيه عليها.
ابو مازن معني باشراك حماس في حكومته على أمل ان يتمكن بهذه الطريقة من دفع هذه المنظمة الى التخفيف من تطرف مواقفها تجاه اسرائيل وتجاه فتح على حد سواء. بيد ان تطلعه هذا يبدو عديم الامل من بدايته. فاسرائيل، وبتأييد من الولايات المتحدة، ستعارض اشراك هذه المنظمة الارهابية التي تكرر تصريحاتها انه ما لم تنسحب اسرائيل من كل quot;الأراضي المحتلةquot;، بما في ذلك القدس، وما لم توافق اسرائيل على عودة اللاجئين، فلن تلقي سلاحها. ثمة من يسأل: ماذا سيحصل لو تبنت حماس عقيدة منظمة التحرير واعترفت باسرائيل؟ من حيث المبدأ، يجب ان يكون جواب اسرائيل ايجابياً، ذلك ان حماس ستكف عن كونها حماس في هذه الحال. لكن هذا وضع خيالي، أعلن ابو مازن هذا الاسبوع انه سيكون ممكناً التحدث عن السلام مع المرشحين لرئاسة الحكومة، ايهود اولمرت وعمير بيرتس. ويمكن تفسير كلامه كما لو انه يظن بأن هؤلاء الاشخاص من شأنهم ابداء موقف اكثر مرونة من ذاك الذي ابداه شارون. هل هذا تصريح احمق؟ فشارون كان الرجل الذي بادر ونفذ الانسحاب من غوش قطيف ومن شمال الضفة من دون اي مقابل من الجانب الفلسطيني. ونحن شهدنا بعد الاخلاء مباشرة سيطرة عصابات الارهابيين على المناطق التي اخليت، واطلاق صواريخ القسام على المستوطنات بشكل شبه يومي، بينما وقف ابو مازن وقواته عاجزين. ويبدو انه ثمة هدف واحد من وراء هذا الاعلان وهو الظهور كرجل سلام.
بحسب استطلاعات الرأي سيخرج ابو مازن منتصرا من الانتخابات التي ستجري اليوم. وفي ضوء سلوكه حتى الان، لا يمكن معرفة ما اذا كان هذا الانتصار سيكون كافيا لتحويله الى شريك مفوض وصادق لمفاوضات السلام.
التعليقات