الخميس: 2006.09.21



أبوظبيـ حسين الصمادي

توقع مؤسس ومدير عام مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري في دبي رياض قهوجي ألا يلقي حزب الله سلاحه قبل إحلال سلام شامل في المنطقة، وكذلك قبول إيران كقوة إقليمية.

وأكد أن حزب الله سيتفادى قدر المستطاع الوقوع في حرب أخرى مع ldquo;إسرائيلrdquo;، وأن الاستخبارات الغربية لا تدرك حجم ترسانة حزب الله ومواقع وجودها.

وفي محاضرة حول نشأة حزب الله ودوره المحتمل في الشرق الأوسط الجديد ولبنان، ألقاها أول أمس في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، قال قهوجي ldquo;إن حزب الله الذي نشأ في 1982 بدعم إيراني لم يكن الاحتلال ldquo;الإسرائيليrdquo; لجنوب لبنان السبب الوحيد لنشأته، وأضاف انه في ،1992 وبعد انتخاب السيد حسن نصر الله أميناً عاماً للحزب، اتفق بين القيادات الشيعية في لبنان على أن يقوم حزب الله بمواجهة الاحتلال ldquo;الإسرائيليrdquo; في حين تقوم حركة أمل بالمواجهة السياسية، وأن توفر الحكومة اللبنانية وسوريا الحماية السياسية للحزب. وتطور حزب الله طوال السنوات الأربع والعشرين الماضية، من ميليشيا شيعية لبنانية صغيرة إلى حزب لبناني قوي، له دور إقليمي رئيسي، وبنى لذاته تراثا داخل لبنان وخارجه، وذلك إلى حد كبير على أساس إنجازاته المشهودة في القتال ضد القوات ldquo;الإسرائيليةrdquo;، واثبت مقاتلو حرب العصابات التابعون له أنهم أساتذة في التكتيك في حرب العصابات الحديثة.

وقال قهوجي إن قيادة حزب الله أظهرت الدهاء والفهم المتعمق للشؤون الإقليمية والدولية، واستطاعت الاستفادة من علاقاتها الخاصة مع إيران وسوريا لكي تعزز مكانتها في لبنان والمنطقة.

ورأى المحاضر أن هدف الحزب من أسر الجنديين ldquo;الإسرائيليينrdquo; في 12 يوليو/تموز الماضي كان تسجيل نقاط في الحوار الوطني واثبات نظريته بدور المقاومة في حماية لبنان وردع ldquo;إسرائيلrdquo; وأضاف ان هزيمة ldquo;إسرائيلrdquo; في حربها العدوانية على لبنان تعود إلى الفشل الاستخباراتي في إدراك حجم شبكة الأنفاق لمقاتلي الحزب في البساتين والقرى في جنوب لبنان، واستخدامه تكتيكات فعالة في القتال. وقد استخدم الصواريخ بكثافة ليس ضد الآليات فقط، وإنما أيضاً ضد المشاة، بالاضافة إلى القراءة الجيدة المسبقة لخطط الهجوم ldquo;الإسرائيليrdquo;.

وقال قهوجي إن النصر على الرغم من الدمار الذي لحق بالبنية التحتية اللبنانية أعاد للحزب الدور الذي بدأ يفقده في السجالات السياسية، وأصبح له دور لبناني وعربي وإسلامي.

ورأى قهوجي أن التغيرات التي نجمت عن الحرب ldquo;الإسرائيليةrdquo; على لبنان أوجدت وقائع جيوسياسية ستؤثر في مستقبل حزب الله ودوره الحالي، وخصوصاً في ضوء التوترات المتنامية بين المجتمع الدولي أولا وإيران وسوريا ثانياً، وأضاف أن نتيجة المواجهة المتوقعة مع إيران وسوريا سوف تحدد مستقبل حزب الله داخل لبنان وخارجه، بالاضافة إلى مستقبل لبنان نفسه.