تركي السديري

ليس سبب تفوق قناة العربية وانتشارها بين المشاهدين مخلفة وراءها كل القنوات السياسية أنها تفوقت في شراسة المنافسة.. هذا لم يحدث.. قناة الجزيرة اعتمدت ذلك.. العربية تباعدت عن ذلك..
الصفة الاخبارية وآراء المحاورين لا نستطيع أن نقول عنها إنها مستقصدة سوريا بالذات أو مصر أو المغرب أو قطر، ولكن تواصل الشد والجذب في تداول وجهات النظر.. لم تختص بدولة أو دولتين أو ثلاث.. تعاملت مع الانتخابات اليمنية ولم تكن مع الحكومة فقط أو المعارضة فقط فكسبت المشاهد اليمني من الفئتين.. الشيء نفسه تباين وجهات النظر بين الحكومة المصرية والإخوان، فتح وحماس.. عندما انفردت بلقاء عبدالحليم خدام فإنها لم تهمل دمشق وتغيب وجهات نظرها.. الشيء نفسه يقال أيضاً عن تناولها لوجهات نظر الحكومة اللبنانية من جهة والمعارضة من جهة أخرى..

أين تقف قناة الجزيرة من كل ذلك؟..

إن سبب سقوط مكانتها في تنافسات الفضائيات هو أنها أوضحت عملياً مدى توغل مهمة التوظيف الإعلامي المقصود في برامجها.. هذا التوظيف استهدف المملكة فقط وأحياناً وبشكل طفيف يكون هناك استهداف للقاهرة، أما بقية الدول العربية فهي على صواب تام..

أعتقد أن من أدار المهمة الإعلامية لقناة الجزيرة أغفل عقل المتلقي العربي الذي لابد أن يتساءل: لماذا المملكة العربية السعودية؟.. وهل ادعاء نقد السياسة الأمريكية هو رماد يمكن أن تقبله العيون السليمة؟..

في ممارسة قناة الجزيرة لدورها الذي لم يعد يجد أي عناية أو أهمية أو متابعة لفتت انتباهي لموقع إلكتروني لا يهتم به أحد لكن لأنه حمل شتيمة ضد المملكة فقد تبرعت بالترجمة وعرض خبر من نص المقال الذي كتبه شخص اسمه ريموند جيه ليرسي وفيه يعنف المملكة وكيف تقبل الحكومة الأمريكية أن تستفيد السعودية من بترولها دون مقاسمة مع المستهلكين.. وكيف يباع البنزين بسعر رخيص في السعودية.. ولماذا تجني الحكومة بلايين دولارات يفترض ألا تكون لها وحدها؟.. ثم يضيف: لماذا تحتكر المملكة مخزوناً ببلايين البراميل دون أن تقاسمها الدول الصناعية في ذلك؟..

لا أعتقد أن قناة متدنية الوعي والمهارة يمكن أن تبحث عن بذاءة مثل هذه ومن موقع مغمور كي تفرح بها كمعلومة سيئة تروّجها بين الناس.. لكنها قناة الجزيرة..