المباحثات مع طهران ليست لتقوية جهة على أخرى وسيطرة سعودية على الحدود مع العراق
الفيصل يؤكد سلمية العرض الروسي النووي وينفي نية السعودية الانضمام للناتو



الرياض- محمد الملفي، الوطن
أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن السعودية بحثت خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرياض العرض المقدم من موسكو المتعلق بالطاقة النووية، والذي قدمه خلال لقائه برجال أعمال سعوديين وروس في آخر أيام زيارته للسعودية.
وقال الأمير الفيصل خلال الإيجاز الصحافي الدوري الذي عقده أمس بمقر وزارة الخارجية في الرياض إن المباحثات بين السعودية وروسيا لم تشهد وجود عوائق، وبخاصة ما يتعلق منها بالطاقة النووية والجانب التسليحي.
ولفت إلى أن المباحثات التي تعلقت بالجانب التسليحي للسعودية جرت وفق ما تتطلبه الرياض من تسليح، ووفقا لما يتوفر لدى روسيا مما تحتاجه المملكة من تلك المعدات، غير أنه لم يحدد نوعية الأسلحة المعروضة والمطلوبة بين البلدين.
وقال إنه جرى خلال مباحثات المسؤولين السعوديين والروس، نقاشا موسعا، حول العرض الروسي النووي بمشاركة أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية، للاستفادة من الطاقة النووية في البرنامج الخليجي المشترك الذي أقرته قمة جابر الخليجية والتي عقدت في الرياض في ديسمبر الماضي.
وأبدى الأمير سعود الفيصل حرص السعودية بأن يشكل البرنامج النووي الخليجي المشترك، معيارا لاستخدام الطاقة النووية بالطرق التي تتماشى مع شروط وبروتوكولات عدم انتشار الأسلحة النووية، دون الدخول في مسألة التسليح.
وعبر الفيصل عن ارتياح السعودية لزيارة الرئيس الروسي للسعودية خلال الأيام الماضية، والنتائج الإيجابية التي تمخضت عنها انطلاقا من الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين الدولتين وأهمية تكثيف التعاون والعمل المشترك في خدمة العلاقات الثنائية وتطويرها في كافة المجالات، وخدمة القضايا الإقليمية والدولية والاقتصاد العالمي.
ورفض الأمير سعود الفيصل الخوض في تفاصيل اتفاق مكة الذي وقع بين الأطراف الفلسطينية، quot;وهو الاتفاق الذي توصل إليه الفرقاء الفلسطينيون بمحض إرادتهم، انطلاقاً من شعورهم بالمسؤوليةquot;.
وفي الوقت الذي أبدى فيه الفيصل أمله في أن يحظى اتفاق مكة بالدعم الدولي المطلوب بما يرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ويمهد الطريق لاستئناف عملية السلام، دعا في المقابل كل من له قوة في العالم إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني إنسانيا الذي واجه هذا الاتفاق بفرح عارم، حتى يشعروا بتحسن أوضاعهم وتحسن أحوالهم المعيشية.
واعتبر الفيصل أن الترحيب الشعبي الكبير الذي لقيه اتفاق مكة من الشعب الفلسطيني تأكيد على نهجه الذي يريد أن يسير عليه، وهو ما عده ضمانة حقيقية لمستقبل مدعوم بالتوافق الفلسطيني، مشيدا في الوقت ذاته بتوافق الأطراف الفلسطينية على وقف الاقتتال وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما عده مؤشرا إيجابيا.
وجدد الأمير سعود الفيصل استنكار السعودية الشديد لاستمرار الحفريات الإسرائيلية بجوار المسجد الأقصى، وهو ما اعتبره إمعانا في الاستفزاز بمشاعر المسلمين حول العالم.
وأكد الفيصل أن السعودية تقيم استحكامات كبيرة على الحدود السعودية العراقية لمنع العبور غير المشروع مضيفاً أن السعودية تبذل جهدها في هذا الإطار.
وفي تعليقه على موضوع المعتقلين السعوديين في السجون العراقية أكد الفيصل حرص السعودية على تسخير كافة إمكاناتها لاستعادة أي مواطن لها تم اعتقاله خارجها حتى تتم إعادتهم سالمين لأرض الوطن.
وتأتي تصريحات الفيصل حول موضوع المعتقلين السعوديين، بعد يوم من تصريحات وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، والتي لفت فيها إلى وجود مباحثات بين السعوديين والعراقيين للتنسيق الأمني وتبادل المطلوبين.
وقال الفيصل إنه عقد جلسة مباحثات مطولة مع نظيره العراقي تناولت تطورات الأوضاع على الساحة العراقية. وعبر عن أمل السعودية في أن تحقق الجهود المبذولة أهدافها لتوطيد الأمن في العراق، والقضاء على جميع مصادر العنف والإرهاب والميليشيات المسلحة دون تفرقة أو تمييز، وتحقيق المصالحة الوطنية بين كافة أبناء الشعب العراقي عبر مراجعة الدستور والتوزيع العادل للثروة.
وأعرب الفيصل عن تنديد السعودية بحادث التفجير الإجرامي الذي شهده لبنان أول من أمس خاصة وأن يوم أمس، quot;يمثل ذكرى أليمة لحادث الاغتيال الإجرامي لرئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، والذي أثبتت الأحداث فداحة الخسارة بفقدانه لبنانيا وعربياquot;.
وجدد الفيصل الدعوة لجميع القيادات اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية وانتهاج سبيل الحوار لحل الخلافات القائمة للحفاظ على أمن لبنان واستقراره ووحدته واستقلال قراره السياسي.
وفي موضوع المباحثات القائمة بين الرياض وطهران قال الفيصل إن تلك المباحثات لم تخرج ببيان محدد إلا أنه ذكر أن الإيرانيين لا يزالون يؤكدون أنهم ساعون لتأكيد الأمن والسلام في المنطقة.
وقال إن السعودية حينما تجري مباحثات مع طهران، فإنها تأخذ صورة حوار الجار للجار، فضلا عن الأهمية التي تمثلها إيران في المنطقة.
ونقل الإيرانيون للسعوديين، وفقا للفيصل، تضجرهم من كثرة الإساءة للدول الإسلامية وإثارة النعرات بين السنة والشيعة، وهو الأمر الذي قال الفيصل عنه إن بلاده تتحوط منه وتسعى دائما إلى تجنبه.
وأضاف الفيصل: quot;سعينا مع بعضنا البعض للنقاش حول ما هو ممكن عمله للاتفاق عليه على أرض الواقع ليس فقط لتجنبه بل للتأكيد على ألا يقعquot;.
وأكد وزير الخارجية أن السعودية لا تعمل على دعم حزب على آخر، لتقوية جهة على أخرى، وقال: quot;لذا نحن بحثنا ما يمكن عمله لصالح إيران، كما نعمل لكافة الطوائف في العالم الإسلاميquot;.
ونفى الفيصل أن تكون للسعودية أي نية للانضمام لحلف الناتو، على خلفية الزيارة التي قام بها مسؤول رفيع في الحلف إلى السعودية أخيرا. وقال الفيصل quot;إنه ليس هناك مجال للانضمامquot;.