الشلل يعم مرافق الحياة في القطاع والجامعة العربية تطلب انعقاد مجلس الامن

غزة، نيويورك، الناصرة، القاهرة - فتحي صبّاح

بدا قطاع غزة امس كمنطقة تستعد للحرب بعد ان نفد معظم مخزون الوقود وانقطع التيار الكهربائي معظم ساعات النهار والليل. واقبل المواطنون على تخزين الطعام في وقت اغلق معظم المخابز والمصانع ابوابه، وسط تحذيرات من ان تدفق المياه على المنازل سيتوقف اليوم في غياب الوقود. وفيما بادرت الجامعة العربية الى اعلان قطاع غزة laquo;منطقة منكوبةraquo;، داعية مجلس الامن الى الانعقاد واجراء تحقيق دولي، اعلنت حكومة laquo;حماسraquo; ان لها laquo;مطلبا واحدا هو فتح معبر رفح وفك الحصارraquo;. من جانبها، وجهت الحكومة الاسرائيلية رسالة الى laquo;الغزيينraquo; خيّرتهم فيها بين اسقاط laquo;حماسraquo; او السير على الاقدام والتكيف على العيش من دون بنزين. لكن مع تعاظم الضغوط العربية والدولية، سمحت اسرائيل مساء امس بادخال كمية من الوقود والادوية الى قطاع غزة.

وفي نيويورك، تقدمت الجامعة العربية بطلب انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة. واجتمعت المجموعة العربية التي ترأسها الشهر الجاري المملكة العربية السعودية، امس للتنسيق وتقرر أن يتوجه وفد عن المجموعة للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووفد آخر للقاء رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري سفير ليبيا جاد الله عزوز الطلحي. وكان مجلس الجامعة العربية عقد اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة امس اعتبر خلاله قطاع غزة laquo;منطقة منكوبةraquo;، وقرر مطالبة مجلس الأمن بالانعقاد وإجراء تحقيق دولي في الجرائم الإسرائيلية.

ونقلت الناطقة باسم الأمين العام عن رئيسة laquo;وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيينraquo; (اونروا) كارين أبو زيد قولها إن الوكالة لن تتمكن من المضي بتسليم المواد الغذائية في قطاع غزة بدءاً من يوم غد. وحذرت في حديث الى إذاعة الأمم المتحدة الوضع في غزة، من نفاد الوقود والأكياس البلاستيكية لتسليم المواد الغذائية laquo;في غضون يومينraquo;، وقالت إن laquo;اونرواraquo; ساعدت المستشفيات بما لديها من وقود laquo;لأن كل شيء في غزة يعمل عبر المولدات الكهربائية الآنraquo;. وأضافت laquo;أن الجو بارد جداً، وليس لدينا وقود، والمجاري تمتلئ والوضع كارثي حقاً هناraquo;. وأكدت أن لدى laquo;اونرواraquo; ما يكفي من الغذاء في المستودعات، انما ما تعطل هو وسائل توزيع المواد الغذائية. ومع ارتفاع اصوات عديدة للتنديد بحصار قطاع غزة، افادت الاذاعة الاسرائيلية ان وزير الدفاع ايهود باراك قرر السماح مجددا بتزويد قطاع غزة بالوقود لاتاحة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة التي توفر 30 في المئة من حاجات القطاع، في حين اشار التلفزيون الاسرائيلي الى ان باراك سمح ايضا بعبور الادوية الى مستشفيات قطاع غزة.

وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت وصف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بأنها أزمة laquo;مفتعلةraquo; تقف وراءها laquo;حماسraquo; بهدف استدرار عطف دولي. وحمّل الحركة المسؤولية عن معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، كما دعا صراحة laquo;الغزيينraquo; إلى التحرك من اجل إسقاط الحركة، مضيفا أن رسالة اسرائيل إلى سكان القطاع هي ان السلطة التي انتخبوها لتحكمهم هي المسؤولة عن أوضاعهم الصعبة، وraquo;عليه ليس في وسعهم التنصل من مسؤوليتهم عن معاناتهم وعليهم التحرك لإسقاط حماس عن الحكمraquo;.

من جانبه، قال رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية: laquo;لنا مطلب واحد هو فتح معبر رفح وفك الحصار، فشعبنا لا يحتاج الى الكلمات المنمقةraquo;، مضيفا: laquo;على أمتنا، وتحديداً الجامعة العربية، اتخاذ خطوات فاعلة وآليات لتطبيق القرار السابق بكسر الحصارraquo;. واعتصم عشرات النواب وآلاف المواطنين وعشرات المرضى عند معبر رفح الحدودي مع مصر للمطالبة بكسر الحصار، من دون ان يحاول اي من المعتصمين اقتحام المعبر غداة تهديد لجان المقاومة الشعبية بفتحه بالقوة ان لم تفتحه مصر سلماً.