مبارك اليوم في السعودية للقاء الملك عبدالله
القاهرة - محمد صلاح
استبقت القاهرة جولة خليجية يبدأها الرئيس حسني مبارك اليوم، وتشمل كلاً من المملكة العربية السعودية والبحرين، بتأكيد laquo;ضرورة توفر فرص النجاح للقمة العربيةraquo; المقررة في الأسبوع الأخير من آذار (مارس) المقبل في دمشق، وسط شعور مصري بأن ما بُذل حتى الآن من أطراف مختلفة، بينها الدولة المستضيفة للقمة، laquo;لم يصل بعد إلى الدرجة التي تكفل نجاح القمة وتسهل مهمة الزعماء العرب في بحث الملفات المعروضة عليهاraquo;. لكن القاهرة، وفقاً لمصادر مصرية مطلعة، ما زالت ترى laquo;أن الوقت ما زال متاحاً لتجاوز العقبات التي تحول دون تعقيد القمة وإفشالهاraquo;.
ويستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس حسني مبارك اليوم. وينتقل الرئيس المصري غدا الى المنامة حيث يجتمع مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ويلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة بعد غد الثلثاء.
وقالت مصادر مصرية إن القاهرة تسعى مع الزعماء العرب إلى تجاوز عقبات لتكفل تهيئة المناخ لقمة عربية ناجحة. وشددت على أن المشاورات مع الرياض laquo;مستمرةraquo;، وأن مواقف الدولتين laquo;متقاربة للغاية في التعامل مع الأزمات في الإقليم، خصوصاً المعضلة اللبنانيةraquo;، وأن الدولتين laquo;تسعيان إلى تأمين انتخاب رئيس لبنان في أقرب وقت ممكن إضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق ما تم الاتفاق عليه في المبادرة العربيةraquo;. وذكرت أن مصر والسعودية laquo;تعتبران أن القمة العربية يجب أن يسبقها جهد لتنقية الأجواء ونزع فتيل الأزمات وأن هذا الجهد لم يكن قائماً حتى الآن وأن ما تحقق غير كاف لإنجاح القمةraquo;، وأن على الدولة المضيفة للقمة، اي سورية، laquo;أن تبذل الجهد خصوصاً في هذا الإطار ليس فقط لأن لها حلفاء في لبنان، ولكن أيضاً من منطلق أنها تبغي استضافة القمة وإنجاحهاraquo;.
وأعلنت المصادر أن مصر والسعودية laquo;في قارب واحدraquo;، وأن القاهرة ترى أن الشهر الذي سيسبق القمة laquo;يمكن أن يتحقق فيه شيء لإزالة الصعوبات خصوصاً في الملف اللبناني المثير للقلق، اذ يُخشى من تآكل المؤسسات اللبنانية، واستمرار حال الشلل التي يعيشها هذا البلد العربيraquo;.
وبدا أن القاهرة والرياض تستغربان laquo;القدر الكبير من التعنت السوري وحجم المناورات التي جرت في الفترة الماضيةraquo;، رغم laquo;أن الديبلوماسيتين المصرية والسعودية ركزتا في الفترة الماضية على استخدام خطاب سياسي وإعلامي هادئ لا يستفز أي طرف يقوم على عبارات من نوعية: الطلب من دمشق الضغط على حلفائها في لبنانraquo;، أو laquo;الأمل في تعاون أكبر من جانب السوريينraquo;. لكن بدا الإحباط المصري - السعودي قائماً تجاه المواقف السورية والدور الإيراني بالإمساك بتلابيب بعض الملفات في المنطقة، وأبرزها الملفان اللبناني والفلسطيني.
ورأت مصادر عربية في العاصمة المصرية أن المسؤولين المصريين laquo;يحاولون قدر الإمكان إخفاء هذه المشاعر بالإحباطraquo;، علماً أن القاهرة laquo;ترى أن مثل هذه التصرفات لن ينتج عنها إلا مزيد من التوتر والتصعيد إلى درجة وضع بعض المناطق على حافة الحرب الأهلية كما حدث بين حماس وفتح ويخشى من حدوثه في لبنانraquo;.
وبحسب المصادر، تتطابق وجهتا النظر المصرية والسعودية في laquo;أن أطرافاً لبنانية مسؤولة بشكل مباشر هي الأخرى عن استمرار الأزمة وأن بعض الفرقاء اللبنانيين مرتبط بالموقف السوري - الإيراني في حين أن آخرين بين قوى المعارضة أيضاً لهم أجندات خاصة لا تصب في المصلحة الوطنيةraquo;.
وعن الأنباء عن عزم القاهرة خفض مستوى تمثيلها في القمة العربية إذا لم يتم إحراز تقدم في الأزمة اللبنانية، أكدت مصادر مصرية laquo;أن ذلك أمر يحدده الرئيس مبارك بنفسهraquo;، مشيرة إلى أن القاهرة والرياض تسعيان إلى البحث في المواقف المتعلقة بالقمة، علماً أن اجتماعاً وزارياً عربياً سينعقد في مقر الجامعة العربية يومي 5 و6 آذار المقبل.
التعليقات