فضيلة المعيني



انتهت انتخابات جمعية الصحافيين وقال الأعضاء كلمتهم واختاروا من يمثلونهم لمجلس إدارتها في دورتها الرابعة، ومنحوا أصواتهم لمن ارتأوا أنهم الأصلح، وطارت الطيور بأرزاقها، وخرج الجميع في نهاية الأمر يتصافحون ويباركون لبعضهم البعض لا يحمل أي منهم شيئا في نفسه للآخر.

وهكذا هم الصحافيون الذين دأبوا على النقاش، تختلف وتيرته وتزداد حدته أحيانا، تتعالى أصواتهم، ثم يهدأون وفي النهاية أخوة وأحباب.

لكن ما حدث على مدار الأسبوع الماضي على موقع لصحيفة إلكترونية ونشرها تقارير عن انتخابات جمعية الصحافيين وما أعقب ذلك من ردود وتعليقات بلغ حد التراشق بين فئة من الناس الذين ينتمون للوسط الصحافي والتجريح والولوج إلى مواضيع أخرى بلغت حد الإساءة وتصفية حسابات قديمة بين بعضهم.

دعا الناس ليتساءلوا عما يجري بين الصحافيين وأثار حفيظة الكثيرين من الصحافيين الذين ساءهم كثيرا ما ورد في تلك التقارير التي مع الأسف في مجملها كانت laquo;سماعيةraquo; فلان قال لفلان، وفلان أكد لعلان والكاتب ذكر على لسان فلان ما قاله لعلان.

صحافة أقل ما يمكن القول عنها إنها صحافة من laquo;منازلهمraquo; يتصل هذا ويقدم معلومات مغلوطة وغير صحيحة أو تكون مغرضة فيرفع صاحبه هاتفه ليسرد ما سمعه على مسامع الكاتب فيرص كلماتها في تقارير ثم يطلقها على الهواء وهي تفتقر لأبسط القواعد التي لا يجهلها اصغر صحافي في بداية مسيرته، فقط لتحقيق أكبر قدر من الردود والتعليقات التي لا ندري إن كانت هي الأخرى مفتعلة ومحبوكة أم حقيقة يكتبها الصحافيون لكنها في النهاية الأمر ليست أكثر من حوار الطرشان ومجهول يخاطب مجهولا آخر إلا بما كان في نفس كل منهما لا يعرفه الآخرون.

تقارير صحافية لا ننكر أنها حركت المياه الراكدة في انتخابات جمعية الصحافيين الجامدة وجد عليها جديد بدأ بحجم المشاركة من الأعضاء في الجمعية العمومة وتفاعلهم معها بشكل لم يسبق له مثيل، لكن في المقابل نالت كثيرا من الجسد الصحافي في الصحافة المحلية التي هي في النهاية مزيج من الصحافيين المواطنين وإخوانهم العرب فهكذا بدأت وهكذا هي حتى يومنا هذا بعيدا عن أي عنصرية أو محاولات لشق هذا الصف الذي كان على الدوام متينا، وهذا ليس بالأمر الجديد وحقيقة يعيها جيدا المنتمون للمهنة.

بل لا نبالغ إذا قلنا إن الصحافة الإماراتية تكاد تكون الصحافة الوحيدة التي تحتضن أكبر قدر من الصحافيين العرب وبالتالي لا مجال لإحداث أي شرخ في هذه العلاقة التي تحكم الزملاء في هذه المهنة، ولا نرضى الإساءة لهم بأي شكل وسنبقى كما كنا نحسن وفادتهم وستبقى أيدينا متشابكة في أيديهم، نعمل من أجل هذا الوطن.

وطن يرفض الانغلاق، أبواب الحرية فيه مشرعة لعرض الحقائق بعيدا عن أي زيف أو تحريف، بل نسعد بمن يهدي إلينا عيوبنا فتفتح أعيننا على ما غفلنا عنه، بعيدا عن التهويل والمبالغة وتقارير تعتمد على laquo;يتردد في الوسطraquo; وlaquo;نقلا عن مصادر مطلعةraquo; وlaquo;قال البعضraquo;، وlaquo;ذكر المراقبونraquo; و... و....، نشعر معها وكأنها تتحدث عن كائنات وهمية وأشخاص هلاميين لا وجود لهم سوى في تلك التقارير المزعومة.

نرى والناس بحاجة إلى التحاور والنقاش فيما يهمها من مواضيع إلى أهمية إنشاء صحف إلكترونية محلية تنقل أخبار المجتمع وما يشغل بال أهله وتستوعب تساؤلات الناس ومداخلاتهم في قضايا وشؤون تهمهم.

أجدد الدعوة إلى إنشاء صحيفة إلكترونية بتمويل حكومي أو غيره، والأمر ليس بمستحيل ولا يحتاج عناء كبيرا فكم من مواقع إلكترونية قائمة من الممكن بشيء من الدعم تحويل أفضلها إلى صحيفة إلكترونية، تعنى بالشأن المحلي ولا تهمل ما يدور خارجها.

لدينا مواقع الكترونية محلية عديدة يقوم عليها ويشرف على موادها شباب مواطنون مثقفون، مطلعون على شؤون داخلية وخارجية كثيرة، ليتنا نعهد إلى إحداها مسؤولية إنشاء تلك الصحيفة الإلكترونية فتعنى بما يتعلق بالدار في دور يكتمل مع ما تقدمه الصحف الورقية، وتكون الوسيلة التي تقطع على الآخرين فرصة اللعب بالبيضة والحجر وتمنع الاصطياد في المياه العكرة، وتقف في وجه من يحاول النيل من وحدة الصف على أرض الوحدة.

[email protected]