صنعاء - صادق السلمي
قالت مصادر محلية في محافظة لحج، الواقعة جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء إن شخصاً قتل وجرح أربعة آخرون في مصادمات جديدة شهدتها أمس منطقة الحبيلين بمديرية ردفان بالمحافظة.
وكانت قد تواصلت لليوم الرابع على التوالي أحداث العنف في محافظتي الضالع ولحج، الواقعتين إلى الجنوب من العاصمة اليمنية صنعاء، وأسفرت عن سقوط قتيل وخمسة جرحى، في الوقت الذي تواصلت فيه عملية تبادل الاتهامات بين السلطة والمعارضة بشأن هذه الأحداث.
وكانت المواجهات قد تجددت في ردفان بمحافظة لحج بمصادمات عنيفة بين المحتجين على اعتقال القياديين في الحزب الاشتراكي في عدن والضالع أسفرت عن سقوط قتيل يدعى عبدالفتاح سيف عبدالله، وأربعة جرحى آخرين، هم: ياسين علي أحمد، وضاح عبدالله محمد، حسن ناصر الردفاني وعبود محمد يحيى.
وتجددت المواجهات بعد نزول المئات من الشباب إلى الشارع العام وهم يهتفون بشعارات انفصالية، وبعد تفريقهم بالقوة من قبل قوات الأمن اتجهوا إلى منصة الحبيلين، التي شهدت شراراة الأحداث في الجنوب قبل عدة أشهر.
وفي مدينة الضالع وقعت صدامات بين قوات الأمن المركزي والمحتجين الذين نزلوا إلى الشارع رغم تحذيرات الأمن من التظاهر، حيث مرت سيارة عسكرية وهي تتلو بياناً يناشد فيه المواطنين عدم التظاهر أو التجمع تحت أي سبب من الأسباب.
وقالت مصادر محلية في الضالع لـquot;الوطنquot; إن صدامات وقعت بين المحتجين وقوات الأمن التي فرقت التجمعات بالعصي والقنابل المسيلة للدموع، لكن سرعان ما عاد المئات من الشباب إلى الشارع مجدداً وهم يهتفون بالشعار الانفصالي، ودخلت معهم قوات الأمن في مواجهات ثانية، ما أسفر عن سقوط جريح.
وكانت قوات الأمن قد فرضت إغلاقاً كاملاً على مدينة الضالع لليوم الثاني على التوالي، ومنعت المواطنين من مغادرة المنطقة إلى أية منطقة أخرى، خاصة قعطبة شمالاً وعدن جنوباً.
وامتدت المواجهات إلى منطقة طور الباحة بمحافظة ردفان، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات الأخيرة، وذكرت مصادر محلية في المنطقة لـquot;الوطنquot; أن المحتجين الغاضبين أضرموا النار في بعض مباني المرافق الحكومية، وخاصة المجمع الحكومي ودمروا كل ما كان بداخله، بالإضافة إلى مقر حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في المنطقة، ومبنى الوحدة المحاسبية، لكنه لم تحدث إصابات، إذ إنه لم يكن هناك تواجد أمني في المنطقة.
وقد هرعت قوات الأمن إلى المنطقة بعد اندلاع أعمال العنف في محاولة للسيطرة على الموقف.
وعلم أن قوات الأمن اعتقلت يوم أمس عدداً من المواطنين في مدينة الضالع وصل عددهم إلى نحو 29 شخصاً في وقت أفرجت عن عدد من قادة المعارضة الذين اعتقلوا خلال اليومين الماضيين، وأبرزهم الدكتور ناصر الخبجي، النائب في البرلمان عن الحزب الاشتراكي، بالإضافة إلى رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين في لحج قاسم الداعري، إلا أنه لم يتم الإفراج عن القيادي المعارض عبدالحميد طالب.
وواصلت قوات الأمن محاصرتها لمنطقتي اثنين من القياديين المطلوبين للقوات الأمنية، وهما شلال علي شايع هادي وصلاح الشنفرة.
وقالت مصادر في الحزب الاشتراكي إن السلطات الأمنية نقلت المسؤول الأول عن الحزب الاشتراكي في عدن علي منصر والمحامي يحيى غالب إلى صنعاء بعد أن كانا اعتقلا في مداهمات على منزليهما فجر أول من أمس.
من جهة أخرى، واصل الطرفان في الأزمة تبادل الاتهامات بشأن الأحداث الأخيرة في الضالع ولحج، وألقت السلطة باللائمة على قياديين في الحزب الاشتراكي، وقالت في بيان صادر عن الداخلية اليمنية إنهم يقفون وراء تحريض المواطنين على العنف في المحافظتين.
وفي صنعاء نظمت المعارضة اعتصاماً رمزياً في مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني بحضور أمناء أحزاب المعارضة، حيث أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان أن الاعتقالات التي نفذتها السلطات أخيراً وطالت قادة اشتراكيين ونشطاء في الحركة الاحتجاجية الجنوبية quot; تعبير عن توجه جديد الهدف الأساسي منه ضرب المشروع السلمي الديموقراطيquot;.
وتضامن المجلس الوطني للمعارضة مع السلطة، ودان أعمال الشغب التي حدثت في محافظتي الضالع ولحج، حيث اعتبر المجلس الوطني للمعارضة في بيان له بهذا الشأن أن ما شهدته لحج والضالع quot;تعد سافر على النظام والقانون وخروج عن الثوابت الوطنيةquot;.
ودعا المجلس السلطات المحلية في محافظتي لحج والضالع إلى الاضطلاع بمسؤوليتها والتصدي لكل الأعمال التخريبية غير المسؤولة وتقديم كل من يخل بالأمن والاستقرار للعدالة مهما كانت المبررات المزعومة التي يدعونها.
وحمل المجلس الجهات التي تقف وراء ما أسماها quot; الأعمال التخريبية quot; المسؤولية الكاملة عن تلك الأحداث المؤسفة.
- آخر تحديث :
التعليقات