واشنطن

كتب كريستوفر ديكي مقالاً نشرته مجلة نيوزويك تحت عنوان laquo;أخبار جيدة للأشرارraquo;، أورد فيه قول الشاعر ألكسندر بوب من القرن الثامن عشر، إن laquo;معرفة القليل أمر خطيرraquo;. ثم يتساءل الكاتب عن مدى خطورة نشر موقع ويكيليكس الالكتروني لمئات الآلاف من الوثائق على العامة. فمن المحتم استغلال هذه الوثائق المكتوبة على عجل من الميدان في أفغانستان والعراق، من قبل بعض الناس لدعم قضاياهم. وبينما يؤيد الليبراليون أعداء الحرب والمعتدلون عملية التسريب، تبدو بعض المواد فيها جاهزة لاستغلال المتطرفين.
وتعمل حركة طالبان الآن جاهدة على التسريبات السابقة بغية الحد ممن تراهم مبلغين ومتعاونين، لكن الكنز الدفين وراء العراق هو إيران.
وقد اعتاد الصحافيون القول: laquo;انشر الحقيقة وأشعل الجحيمraquo;، من خلال وضع الحقائق من دون الالتفات إلى استخدام الآخرين لها. إلا أننا يجب ألا نكون ساذجين عند تطبيق هذه المقولة، خصوصاً عند الحديث عن الحياة والموت في أماكن مثل أفغانستان والعراق وإيران. فقراءة وثائق ويكيليكس عن دعم إيران للهجوم الأميركي على العراق، يجعلنا نتساءل عن حجم الاستفزاز اللازم لإقدام الولايات المتحدة على الانتقام. وتصور التقارير أيضاً دور إيران في العمل مع أعضاء حزب الله في لبنان لتدريب الفدائيين العراقيين، بجانب تزويدها للميليشيا العراقية بالأسلحة والتقنيات منخفضة المستوى لقتل الأميركيين داخل مركباتهم.
ويوضح الكاتب أن العراقيين حذوا حذو الإيرانيين وحزب الله المقربين في خصوصية وثائق ويكيليكس. ففي عام 2006، قام عراقي متدرب بإيران بالتخطيط لمهاجمة جنود أميركيين في نفق ببغداد، إلا أن الاستخبارات منعت ذلك. وبعد شهر، وقع حادث مماثل بكربلاء، والذي راح ضحيته جندي واختطاف أربعة آخرين ومقتلهم فيما بعد.
وإلقاء إيران العام الماضي القبض على ثلاثة رحالة أميركيين بتهمة الشرود عبر الحدود مع المناطق الجبلية الكردية شمال العراق، لكنهم كانوا على بعد ثلاثة أميال من ذلك، وربما داخل قرية عراقية عندما قام الإيرانيون أو عملاؤهم بالقبض عليهم. فقد عادت واحدة منهم وهي سارة شورد، بينما يبقى شين باور وجوش فتال في سجن طهران. وعدد الاعتداءات الإيرانية مذهل، حيث قامت الحروب عبر التاريخ لأسباب أقل من ذلك، وعلى الرغم من قدم كل ذلك، تقوم إيران الآن بتشغيل مفاعلها النووي. وإذا كانت الولايات المتحدة منشغلة الآن بسياستها الداخلية، فإن المواجهة العنيفة تتنامى يوما بعد يوم بمساعدة ويكيليكس للصقور في الولايات المتحدة.
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الرحالة كانوا بالمنطقة الجبلية بغية تسلق الصخور فقط، إلا أن التحليل الذي نشرته نيويورك تايمز يختتم بالقول ان laquo;عدم التنسيق من جانب الرحالة، خصوصاً بعد تحذيرهم، يعكس نية التحريض وخلق دعاية في ما يتعلق بالسياسات الدولية على إيرانraquo;.