سامي الزبيدي


في خبر بثته وكالة رويترز من عمان ولم يتسن التأكد من مصداقيته عبر مصادر حكومية واشنطن رفضت السماح للاردن باستغلال رواسب اليورانيوم في أراضيه لتصنيع وقود نووي الامر الذي عطل محادثات للتعاون النووي بين الجانبين وان واشنطن وعمان بعيدتان تماما عن التوصل الى أي اتفاق.

هذا يعني بصريح العبارة ان واشنطن اذعنت اخيرا لمطالب اسرائيلية بهذا الشأن ترى في البرنامج النووي الاردني خطرا استراتيجيا على اسرائيل وهو ادعاء تكذبه الوقائع باعتبار ان الاردن موقع على معاهدة عدم انتشار السلاح النووي على عكس اسرائيل التي لم توقع على المعاهدة الدولية وهي تمتلك ما يزيد عن 250 راسا نوويا تشكل تهديدا امنيا كارثيا على شعوب المنطقة.

الولايات المتحدة اعترضت العام الماضي وها هي تجدد اعتراضها على ان يقوم الاردن باستغلال فائض مخزونه من خام اليورانيوم لانتاج الوقود النووي وهي عملية ستخضع بالضرورة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاضافة الى ان الاردن في التصنيف السياسي الدولي يعد دولة معتدلة محبة للسلام وتشارك في قوات حفظ السلام الدولية ضمن اول عشر بلدان في العالم وهي بهذا السلوك السياسي في اطار العلاقات الدولية فان الاردن يكذب المقولات التي تروجها اسرائيل وتتبناها واشنطن حول مدى الامان في ايصال التكنولوجيا النووي للدول المعتدلة للاغراض السلمية.

تبني واشنطن لاكاذيب اسرائيل ينبى ان واشنطن لا تزال ترى شرقنا العربي بعين اسرائيل ولا تفرق بين معتدلين وغير المعتدلين اذا تعلق الامر بالعرب ، وعمى الالوان هذا الذي يصيب العين الاميركية من شأنه تدمير لغة الحوار مع العرب ويبقي صورة الاميركي على بشاعتها التي صنعتها سياسات رعناء لا تقيم وزنا لمن يؤمنون او على الاقل يحترمون القيم الاميركية في شرقنا.

الملف النووي الاردني لن يتوقف ولحسن الحظ ان الاميركان الان يشعرون اكثر من اي وقت مضى بان تأثيرهم في العالم الى تراجع ولم يعودوا قادرين على تحديد اجندات الدول الصديقة والحليفة سواء في اوروبا او في الشرق الاقصى ولا في الشرق الاوسط وهذه الحقيقة يعيها الاردن جيدا لذلك فقد وقع اتفاقيات للتعاون النووي مع ثمانية بلدان من بينها فرنسا والصين وروسيا لبناء برنامج نووي سلمي داعيك ان استيراد التكنولوجيا النووية لا تحتاج الى فيزا من سفارة الولايات المتحدة.

الاردن امام تحديات كبيرة في مجال الطاقة وبالتالي فان البرنامج النووي الاردني يعد احد الحلول القليلة المتاحة وبالتالي فالاردن لن يتنازل عن حقه في انتهاج الخيارات التي يرى انها تحقق مصالح شعبه.