الشيخ عبد الحميد الزهي : هذا يدل على ضيق الأفق

القاهرة: خالد محمود


كشفت مصادر في العاصمة الإيرانية، طهران، أمس، عبر الهاتف لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; النقاب عن قيام جهاز المخابرات الإيرانية للمرة الأولى بمنع الشيخ عبد الحميد إسماعيل الزهي، المرجع الديني الأعلى للسنة في إيران، من التوجه إلى السعودية للمشاركة في المؤتمر الذي تقيمه اليوم laquo;رابطة العالم الإسلاميraquo; التي تتخذ من مكة المكرمة مقرا لها.
وقالت المصادر لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; إن عناصر من جهاز المخابرات الإيرانية استوقفت الشيخ الزهي الذي يشغل منصب إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان ورئيس جامعة دار العلوم في زاهدان، شرق إيران، لدى عودته إلى مطار طهران الدولي، قادما من مدينة إسطنبول التركية بعدما شارك في المؤتمر الأخير لـlaquo;الاتحاد العالمي لعلماء المسلمينraquo; هناك.

وأوضحت أن الشيخ الزهي كان يخطط لزيارة بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف، وعقد سلسلة من اللقاءات مع العلماء والشخصيات الإسلامية، إلا أنه تم منعه من السفر والمشاركة في المؤتمر عبر احتجاز جواز سفره ومصادرته.

وعلى الرغم من أن المحتجزين لجواز سفر الشيخ كانوا من عناصر الاستخبارات الإيرانية، فإن المذكرة التي تسلمها أشارت إلى حكم صادر من قبل المحكمة الخاصة برجال الدين في إيران.

وأبدى الشيخ إسماعيل الزهي استياءه من هذا الإجراء، وقال لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; في رسالة عبر البريد الإلكتروني من مكتبه بمدينة زاهدان في إقليم بلوشستان، جنوب شرقي إيران: laquo;أعتقد أنه لا يمكن أن يكون هناك سبب لذلك غير ضيق الأفق والنظر، وعدم تقدير المسؤولين علاقة أهل السنة في إيران بالعالم الإسلاميraquo;.

وأضاف: laquo;سبب المنع هو انتقاداتي لبعض السياسات التمييزية في المجالين القومي والمذهبي، رغم أنها كانت عن نصح وشفقة، وقد صرحت مرارا بأنني أعتقد النقد البناء والتدابير العملية ولا أعتقد التخريبraquo;. وتابع: laquo;أعتقد لو أن المسؤولين في إيران أصغوا إلى انتقاداتنا لتم حل قسط كبير من مشكلات المجتمع، وأعتقد أن ممانعة الانتقادات البناءة تولد الاستبداد والدكتاتوريةraquo;.

وقال الشيخ عبد الحميد لـlaquo;الشرق الأوسطraquo;: laquo;لكني أعتقد أن السبب الرئيسي لاحتجاز جواز السفر، هو أن بعض المسؤولين لا يتحملون مشاركة العلماء والمثقفين من أهل السنة من إيران في المؤتمرات التي تعقد خارج البلاد، والقضية تعود أصلا إلى الضغوط المفروضة على أهل السنة والتحديات التي وضعت أمامهم، وهذا يدل على ضيق الأفق والنظر، وعدم تحمل المسؤولين لعلاقة أهل السنة في إيران والعالم الإسلاميraquo;.

وأوضح الشيخ عبد الحميد أن المخابرات الإيرانية لم تعتقله وإنما اكتفت بسحب جواز سفره الخاص، لافتا إلى اعتزامه متابعة هذه القضية بكل الطرق المشروعة والقانونية، على حد تعبيره.

وأشار إلى أنه أبلغ الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي اعتذاره وعدم استطاعته المشاركة في المؤتمر من أجل هذه المشكلة.

ويعتبر الزهي أحد العلماء والشخصيات الدينية البارزة في العالم الإسلامي، ومكانته وشخصيته في المستويين الداخلي والخارجي معروفة، حيث اعتاد تلقي دعوات للمشاركة في المؤتمرات الإسلامية المحلية والعالمية.