عبدالله مغرم


أمراء الحروب متربصون وعلى خط النار ينتظرون الفرصة على أحر من الجمر لإشعال فتيل الحروب والمجازر الأهلية، فحمامات الدماء لها نشوة في جوارحهم لا تضاهيها نشوة، ويقابلهم قله في العدد كبار في النفوس وهم صناع السلام، ومن غير المعقول أن نتحدث عن صناع السلام ولا يكون على هرم القائمة عبد الله بن عبد العزيز.
زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى بيروت هي الأولى لملك سعودي منذ 53 عاما، وهي امتداد طبيعي لقمة الطائف والتي أطفأت فتيل الحرب الأهلية، وهي تحقيق فعلي لقمة الكويت من النطاق الخطابي إلى نطاق الفعل، إنه رجل الحكمة والمهمات الصعبة عبد الله بن عبد العزيز.
زيارة الملك عبدالله إلى بيروت يرافقه الرئيس السوري على طائرة واحدة، هي دلالة ساطعة على الدور السعودي في إخماد نار الفتن قبل اندلاعها، وهي دعوة إلى نبذ العنف، تبقى الآن دور اللبنانيين أنفسهم في المحافظة على وحدتهم الوطنية وأن لا تستمر لبنان صفيحا ساخنا سريع الاشتعال ومسرحا لتوسيع نفوذ بعض القوى الإقليمية.
آن للبنان أن يدخل معتركا جديدا، معترك تنمية واستقرار، فلا يزال العالم العربي يحن إلى لبنان لتعود من جديد بوابة الغرب في الشرق، وسويسرا الشرق وباريس الشرق كما تسمى أحيانا، والقرار بيد اللبنانيين وحدهم دون سواهم!.