بغداد


تطرح الفصائل الشيعية المسلحة نفسها بقوة على مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بصفتها laquo;اوراق ضغطraquo;.

وشهدت الاسابيع القليلة الماضية نشاطاً لافتاً لعناصر مليشيات تتهمها الولايات المتحدة بتلقي الدعم الايراني ومنها laquo;عصائب أهل الحقraquo; وraquo;كتائب حزب اللهraquo; وraquo;ألوية اليوم الموعودraquo; التابع لـraquo;جيش المهديraquo; الجناح العسكري للتيار الصدري.

ووفقا لبيانات هذه التنظيمات فانها بدأت تستعيد نفوذها في بعض مناطق وسط العراق وجنوبه بعد خروج القوات الاميركية المقاتلة نهاية الشهر الماضي. وأعلنت رفضها القاء السلاح فيما كشفت laquo;عصائب الحقraquo; عن عمليات في محافظات ذي قار وميسان والبصرة، واعلنت laquo;كتائب حزب اللهraquo; مسؤوليتها عن تفجيرات حصلت في النجف وبغداد.

ودعا نشاط هذه المليشيات قادة laquo;جيش المهديraquo; والتيار الصدري الى التحرك العلني على الارض لتحجيم نفوذ laquo;العصائبraquo; وraquo;الكتائبraquo; المدعومة من طهران ما بدا وكأنه على حساب مناطق نفوذ laquo;جيش المهديraquo; وفسرت باعتبارها محاولات للضغط على زعيم التيار مقتدى الصدر لتأييد ترشيح رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي الذي تدعمه طهران لتجديد ولايته.

وraquo;عصائب أهل الحقraquo; تشكيلات مسلحة تدعمها ايران يقودها الشيخ قيس الخزعلي وانشقت عن التيار الصدري بعد إعلان مقتدى الصدر إيقاف العمليات المسلحة في النجف عام 2004 التي دارت بين القوات الأميركية والتيار. واتهمها الصدر laquo;بتأجيج الطائفيةraquo; وأعلن البراءة منها.

أما laquo;كتائب حزب اللهraquo; فهي من منشقة عن التيار ايضاً وتتهمها اميركا بالارتباط بـ laquo;حزب اللهraquo; اللبناني فيما ترتبط laquo;الوية اليوم الموعودraquo; بشكل مباشر بمقتدى الصدر.

ولم يقف الدعم الايراني على حد زيادة دعم المليشيات المخالفة للصدر بل اعلنت مصادر تمكن laquo;عصاب أهل الحقraquo; من استمالة عدد كبير من انصار التيار الصدر في مناطق كانت مغلقة لجيش المهدي في laquo;مدينة الصدرraquo; ومناطق اخرى في بغداد والنجف وكربلاء.

وقال قيادي مقرب من مكتب الصدر في النجف لـraquo;الحياةraquo;: laquo;لا نريد التقليل من حجم الانشقاقات دخل التيار لكن الفصائل الاخرى تبقى اقل شعبية وتاثيراً داخل الاوساط الشيعية وان السيد مقتدى الصدر لا يزال يمده يده لكل من يرغب بالعودة الي صفوف التيارraquo;.

واعتبر القيادي ان كل ما يتعرض له التيار من محاولات تشتيت وتفرقة وتهميش سياسي هو من صنع laquo;قوات الاحتلالraquo;، مستبعداً وجود أي دور ايراني في الضغط على التيار او في الصراع بين الفصائل الشيعية.

واعلن امس ان الصدر استقبل الشيخ عبدالهادي الدراجي laquo;احد قادة عصائب اهل الحقraquo;، وان الاخير laquo;تعهد بالرجوع الى مركزية مكتب السيد الشهيد الصدر والالتزام التام بأوامر المكتب ونبذ كل المنشقين والخارجين عن مركزية المكتبraquo;.

وكان القيادي في التيار الصدري حسن العذاري اتهم الولايات المتحدة بمحاولة عزل التيار سياسياً وإبعاده عن تشكيل الحكومة، مشيراً الى ان laquo;غالبية السياسيين ابدوا موافقتهم المبدئية على مثل هكذا قرارات جائرة حتى ان بعضهم وصف ابناء التيار الصدري وابناء جيش الامام المهدي بانهم ميليشيات خارجة عن القانون وهم لا يعلمون انهم هم الخارجون عن القانون في دولة اللاقانونraquo;.

وهدد العذاري بشكل صريح بالقول: laquo;سنقطع كل يد أو لسان تحاول التطاول على سمعة جيش المهدي والمقاومة الشريفةraquo;.

من جهة ثانية اكد مقرب من الاوساط الحكومية ان التحركات العلنية الاخيرة لجيش المهدي يتم غض النظر عنها بسبب الثقل السياسي الكبير للتيار الصدري (40 مقعداً من اصل 70 من مقاعد الائتلاف الوطني) في محاولة لكسب التأييد لتجديد ولاية رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي وضمن صفقة تقضي باطلاق سراح معتقلي التيار ايضا.

وأكد المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـraquo;الحياةraquo; ان اطلاق معتقلي laquo;جيش المهدي يتم بالفعل منذ ما قبل الانتخابات وعلى شكل وجبات متقطعلة لمغازلة الكتلة الصدريةraquo; ولم يتسبعد دعم الصدر للمالكي اذا حصل على وعد ايراني بإضعاف الفصائل الشيعية المتصارعة معه.