الدوحة - عمر عبد اللطيف


laquo;الشعب أسقط النظام... مصر حرةraquo;. بسعادة واضحة على ملامحها راحت الدكتورة فايزة أحمد تردد هذه الكلمات، وهي تتبادل التهاني مع أبناء بلدها، تعبيرا عن سعادتها بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن الرئاسة.
الدكتور فايزة، التي كانت تتمنى لو أنها في ميدان التحرير لتشارك الشعب المصري فرحته، تعبر في حديثها لـ laquo;العربraquo; عن سعادتها العارمة لرحيل مبارك، مشيرة إلى أن مصر ستقف على قدميها، وستعود عزيزة قوية، وسيعود دورها القومي كما كان سابقا، فالجيش مع الشعب، والشعب يحب بعضه البعض. laquo;سنبني مصر من جديد لتصبح أفضل من السابق، أتمنى لو أنني في بلدي، ولكنني أيضا في بلدي الثاني. نحن العرب أسرة واحدة، وفرحون لما حدث في مصرraquo;.
مصر ستعود إلى دورها التاريخي
لم تكن الدكتورة فايزة الوحيدة التي رددت هذه الكلمات، مساء أمس الجمعة على كورنيش الدوحة. بل تقاطر مئات المصريين والمقيمون العرب أيضا إلى الكورنيش، وهم يرددون laquo;مصر حرة والحرامية برةraquo;. كما اكتظ كورنيش الدوحة بمئات السيارات التي أطلقت الأبواق، رافعة الأعلام المصرية واللافتات التي تعبر عن سعادتهم برحيل مبارك.
وفي حلقات للرقص على كورنيش الدوحة، ردد المجتمعون النشيد الوطني المصري، ورفعوا صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مرددين شعارات مثل laquo;عظيمة يا مصر والعظمة للهraquo; وraquo;تحيا مصرraquo;.
رامي الذي كان يعانق صديقه بحفاوة واضحة، توجه بالشكر إلى كل المصريين والشباب الذين حققوا هذا laquo;الإنجاز العظيمraquo;. قائلا إن النظام السابق كان لا بد أن يمشي منذ وقت طويل، لأن مصر يجب أن تسترجع دورها العربي والإقليمي التاريخي، ولكي laquo;يصبح العرب في القمة وليس الغربraquo;.
وراح محمد الشافعي يرقص وسط الشارع فرحا، وهو يحمل علما مصريا كبيرا، ثم يتوقف قليلا ليؤكد أنه لولا الشباب لم نصل إلى هذه اللحظة العظيمة في تاريخ مصر. معبرا عن ثقته في قدرة مصر على النهوض من جديد، لتصبح أقوى دولة في المنطقة من الناحية اقتصاديا وسياسيا. laquo;ألف مبروك لمصر ولشعبها العظيم، الذي سيقف على قدميه، ومبروك للعرب أيضا، وإن شاء الله وضع العرب جميعا سيكون الأفضلraquo;.

مصر دولة ديمقراطية بفضل ثورة الشباب

أما أحمد الذي كان يشارك أصدقاءه الاحتفالات، فلم يكن يتوقع أن ينجز شباب مصر هذا laquo;الإنجاز الكبير والتاريخيraquo; في فترة قصيرة جدا. متمنيا لو أنه كان موجودا معهم في مصر ليشاركهم أفراحهم.
ويبدي أحمد تفاؤله بالمرحلة القادمة في مصر. مشيرا إلى أن مصر ستشهد تغييرات جذرية من إدخال تعديلات دستورية وقانونية، إلى إجراء إصلاحات فورية وفي كافة المجالات للقضاء على الفساد، حتى يصل المصريون بالنهاية إلى دولة مدنية وديمقراطية.
في الجهة المقابلة رفع شادي جبر العلم المصري مرددا النشيد الوطني المصري. قبل أن يقول بفرحة عارمة: laquo;وأخيرا رحل ديكتاتور ثانٍ من الوطن العربيraquo;، مبديا تفاؤله بمستقبل مصر، التي قال إنها مليئة بالكفاءات، إلا أن laquo;النظام كان فاسدا، يعتقل الناس ويطرد الكفاءات خارج البلدraquo;.
ورغم ذلك سيبني الشعب المصري بلده من جديد، وسيري أتباع النظام السابق أن مصر ستكون أفضل بكثير جدا من الثلاثين سنة الماضية، laquo;لقد أخرنا النظام السابق مئة سنة إلى الوراء، بسبب مصالحه ومصالح أتباعهraquo;.

لا ديكتاتورية بعد اليوم في مصر

وبعد أن يوجه محمد خليفة التهاني للشعب المصري الذي صنع التغيير، يوضح في حديثه لـ laquo;العربraquo; أن مصر ستبقى حرة إلى يوم الدين، ما دام نظام مبارك قد رحل، ولن تكون في مصر ديكتاتورية بعد اليوم ولا حاكم ظالم، والناس كلها ستبني مصر بدون مبارك وحكومته، laquo;إن شاء الله المرحلة القادمة لكل المصريين من الشباب والشيوخ، الذين سيجعلون مصر من أفضل دول العالم في كافة النواحيraquo;.
أما معتز، فهو لا يستطيع أن يعبر عن فرحته كما يقول، laquo;نحن نشارك هؤلاء الناس فرحتنا، دخلت مصر في مرحلة جديدة بعد 30 سنة من حكم النظام السابق، وإن شاء الله الأيام القادمة ستكون أفضل للجميعraquo;.
بينما يؤكد أحمد غزالة أن ما أراده الشعب تحقق، وأن مصر قادمة على مرحلة ديمقراطية، وستبين لكل العالم دورها الحقيقي. مشيرا إلى أن الشعب المصري أوصل الرسالة laquo;لكل من سيحكم كما فعل مباركraquo;.

تونس حرة ...مصر حرة

التونسية ليلى عباسي، لم تخف فرحتها أيضا، وهي تتبادل التهاني مع أشقائها المصريين على كورنيش الدوحة. مرددة بصوت عالٍ laquo;تونس حرة ..مصر حرةraquo;، فالشعب التونسي والمصري تحررا من laquo;الطغاةraquo;. كما تشير في حديثها لـ laquo;العربraquo;.
عباسي المحرومة من زيارة بلدها تونس منذ 23 عاما، بسبب النظام السابق. تشير إلى أن العرب يمرون بمرحلة هامة جدا تفرح الجميع، laquo;أنا تونسية أفرح لمصر، الآن شممنا رائحة الحرية، الشعب كان في ظلم وقهر وقمع، لكننا الآن تحررناraquo;، مؤكدة أن الجميع سعيد بالحرية، التي توقعت أن يحصل الشعب عليها، لأن laquo;الأمل في الله والشباب الذي حقق هذه الإنجازات، الله يمده بالصحة والعافيةraquo;.