طارق العامر

المضحكات المبكيات في محنتنا تلك الأصوات الكثيرة التي تخرج من قلب المنطقة لتنفي عن إيران مسؤلياتها عما حدث في البحرين، وتأكيدهم أن إيران دولة إسلامية شقيقة لا تريد إثارة الفتن ولا دخل لها فيما حدث في البحرين.. عفواً أيها المزايدون، إيران التي دبرت وشجعت ودعمت وتآمرت، ليست دولة شقيقة، ولن أقبل بهذا الوصف بعد اليوم، فكيف للشقيقة أن ترتضي التدخل في شؤوني الداخلية وشقيقي الأكبر موجود؟ أخبرني كيف؟
لقد استبدلني الله بخير من إيران، ذاك الذي هو من لحمي ودمي، شقيقي السعودي والكويتي والإماراتي والقطري والعماني، الذين يحموني ويذودون عني، ملالي إيران تناسوا أن شعوب دول مجلس التعاون، هم في الأصل واحد، ومصير واحد، وجسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، وانصهار تلك الشعوب ببعضها البعض، لم يأتِ عبر العلاقات التاريخية التى أرسى قواعدها قادة دول مجلس التعاون، بل جاءت نتيجة امتزاج الدم بشرف النسب، وهي صلة لم تبن بين يوم وليلة، فقد نشأت عبر الأعوام والعقود والقرون.. إذا إيران ليست دولة شقيقة، فارحمونا من تلك الشعارات الزائفة.
يبدو أن الحياة لم تكن جادة في كل دقائقها وثوانيها ولحظاتها بقدر اللحظة التى نعيشها الآن، ففي كل لحظة وساعة تتساقط حبيبات من الثلج تكشف المزيد من جبل الجليد، لكن ما اكتشفناه، ما هو إلا رأس جبل الجليد، وحقيقة الأمر أن الأطماع الفارسية لم تكن تستهدف البحرين فقط، بل دول الخليج العربية كافة، وها هي الكويت تعلن أمس الأول عن فصل آخر من فصول المخطط الإيراني، كان يستهدف احتلال بعض الجزر الكويتية في سياق التدخل البحري الإيراني تحت ستار حماية الشيعة في البحرين، إذا المشكلة أصبحت لا تهددني فقط بل باتت تهدد أشقائي أيضا.
عمائم الشيطان في إيران لا تخجل ولا تستحي ولا تعرف حمرة الخجل طريقها إلى وجنتيها، وهي عندما تستشيط غضبا من دخول قوات laquo;درع الجزيرةraquo; إلى البحرين، ذلك لأن هذا التدخل الحاسم والسريع أسقط تلك العمائم فكشف سوء عوراتها وأطماعها، وأجهض مخططاتها وأثار حفيضتها، وعرى رؤوس الفتنة الخبيثة التى أطلت بقرونها لتطعن الوطن فى ظهره.
وما تصريحات الملالي الفارسية والمبتذلة، إلا تعبير حقيقي عن الرأي الرسمي الإيراني العدواني والذي يسعي للنيل من أمن وسلامة دول الخليج العربي مجتمعة، وهم بذلك لا يتوانون عن إعلانه صراحة وبمنتهى الصفاقة، لذا فإن إيران تستحق منكم التأديب، والخيارات كثيرة أمام قادة التعاون للتعامل مع هذه الوقاحة، خاصة أن الخليج بات هو الرئة الاقتصادية الوحيدة لطهران، لذا فاقطفوا قراراً تاريخياً، قاطعوها واعزلوها حتى تخنقوها.
لقد أثبت بنو الفرس أن فعل الغدر والنذالة والخسة جزء من طبيعة متأصلة في آيات إيران، وهو ما جعلنا نتجرع كأس المرارة وهو نفسه الذي زرع في قلوبنا القهر والحسرة، ولولا ستر الله لأصبحنا نسبح فى برك من الدماء، لذا نناشد ونرجو ونتمنى على قادتنا بدول مجلس التعاون، نحن الشرفاء، سنة وشيعة، عرب الهولة والعجم، بلوش وتركمان، أن تؤدبوا إيران فحلوا الرباط بيننا وبين هذا الثعبان الفارسي لا نريد حسن جوار ولا خط طيران ولا تبادل وقود أو زيارات، ولا تمثيل دبلوماسي ولا حتى غاز، ومن يريدهم فليذهب ويعش معهم والطريق عبر البحر سالك وليرونا كيف يستطيعون العيش هناك.