الخارجية الإيرانية: مع تعزيز العلاقة ونتوقع من الكويت أن تتعاطى بحكمة ووعي مع الفتن
طهران - أحمد أمين
على نبرتين، سار التعاطي الايراني أمس مع قضية شبكة التجسس. من تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست أن من اولويات ايران تعزيز العلاقات مع الجيران، الى تهديد صحيفة laquo;جمهوري اسلاميraquo; بضرب الكويت.
وشنت الصحيفة الطهرانية الناطقة عن اليمين المعتدل الذي من ابرز رموزه الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، هجوما لاذعا على الكويت، متهمة اياها بلعب laquo;الدور الابرزraquo; في مشروع laquo;ايران فوبياraquo;.
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها laquo;ان بعض اجهزة الاعلام والقادة الكويتيين، بدأوا مرحلة جديدة من الحرب النفسية ضد ايران، ومن خلال احياء الماضي الاسود المليء بالنكبات الذي يرتبط جذوره بعهد بطل القادسية السيئ الحظ، يسعون الى التملق للاجانب واعداء الاسلامraquo;.
وعرضت laquo;جمهوري اسلاميraquo; الى التطورات الراهنة في العالم العربي، مؤكدة انه laquo;من الواضح ان جبهة اعداء الاسلام تمسك بخيوط جميع المحاولات الرامية الى اركاع الشعوب المسلمة، ومهمة القادة العرب فقط هي تنفيذ اوامر الاجانبraquo;، وتابعت laquo;ان دور الكويت في هذا الشأن هو الابرز، وقد تألق في الترويج لظاهرة التخويف من ايرانraquo;.
كما تحدثت الصحيفة عن laquo;الدعم الكويتي اللامحدودraquo; لنظام صدام حسين في حربه ضد ايران، معربة عن laquo;دهشتها من المواقف الاخيرة لدولة الكويتraquo;، في اشارة الى قضية شبكة التجسس الايرانية، مذكرة بموقف طهران المعارض لغزو الكويت وفتح ابوابها لاستقبال laquo;الكم العظيم من الضحايا الكويتيينraquo;.
واستطردت قائلة laquo;ان في السلوك الحالي لدولة الكويت مؤشر الى انها لا تستحق كل هذه المسامحة، وربما من الضروري ان تفهم عبر الاسلوب المناسب مقدار حجمها وحدودها، وافهامها انها تعيش في بيت العنكبوت وان بعثرة الخيوط التي تحيط بها تعد امرا يسيراraquo;.
وهددت الصحيفة بتوجيه ضربة لدولة الكويت، مؤكدة laquo;لقد ذاقت الكويت سابقا طعم (صواريخ) دودة القز الايرانية كما انها خبرت ضرباتنا الماحقة في اوج الحرب المفروضة علينا (الحرب العراقية - الايرانية 1980-1988) واليوم بالامكان تكرار تلك التجارب، لكننا نوصيها (الكويت) بعدم اختبار غضبنا لانها سوف لن تكون بمأمن من عواقبه السيئةraquo;.
ورأت الصحيفة في زيارات المسؤولين الاميركيين لدول المنطقة انها تأتي في سياق laquo;مخططات واشنطن الواسعة الرامية الى السيطرة على التحركات الجماهيرية لشعوب دول المنطقة، وان تحريك الكويت ضد ايران هو جزء من تلك المخططات، لكن على الكويت ومسؤوليها ادراك حقيقة ان عهد توارث السلطة قد ولى وحان وقت ان تختار الشعوب مصيرها، وفي هذا المضمار ليس فقط لن يكون في وسع اميركا فعل شيء، انما حتى سلطتها كقوة عظمى هي في حال الافولraquo;.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست رسم صورتين حددتا معالم الموقف الايراني الرسمي الجديد حيال شبكة التجسس في الكويت، الاولى التي اتجهت نحو التهدئة واعتبرت القضية عارية عن الصحة من الأساس، وتأتي في سياق laquo;اثارة الخلافات بين دول المنطقة ما يحقق المصالح الصهيونيةraquo;، وفقا لما قال مهمانبرست في مؤتمره الصحافي الاسبوعي امس، والذي شدد في الوقت نفسه على ان laquo;ايران تضع في اولويات سياساتها الخارجية تعزيز العلاقات مع جيرانها، الى جانب متابعة بحث التعاون والتفاهم مع دول المنطقة لضمان وتحقيق الامن والاستقرار والتنمية في هذه الدولraquo;.
اما الصورة الثانية التي رسم التهديد افقها العام، فقد توعدت الدول بالرد laquo;المناسب والحازم جدا في حال عملت ضد المصالح القومية الايرانية او وجهت الاتهامات لايران ورعاياهاraquo;. وقال مهمانبرست laquo;ما نتوقعه من الكويت هو ان تتعاطى بحكمة ووعي مع هذا النوع من الفتنraquo;.
ونوّه الى laquo;ان الكيان الصهيوني والاطراف الداعمة له تعتقد ان وجود دول مستقلة وقوية في المنطقة تتبع التعاون والتفاهم في ما بينها، يعني انه لن يكون لها بعد ذلك موضع قدم في هذه المنطقة، لذا فانها ولاجل الحؤول دون تحقق ذلك تبدأ باثارة القضايا المزيفة والانحرافية، وكل الامور التي من شأنها اثارة النزاعات بين الدول الاسلامية في المنطقة، وعلى هذه الدول ان تتحلى بالوعي والفطنة مقابل احابيل الكيان الصهيوني وحماته، والا تصبح اسيرة الفتنة التي تخطط لها هذه الاطرافraquo;.
التعليقات