خالد البسام

اقترح الكاتب والروائي الاسباني المعروف laquo;خوان جويتيسولوraquo; في ندوة قبل ايام في القاهرة ان تكون المسلسلات الرمضانية العربية المقبلة عن الثورات العربية!
في البداية توقعت ان الرجل يسخر من تلك المسلسلات الا ان الكاتب كان جادا جدا حينما اقترح رسم سيناريوهات لمسلسلات موسم رمضان المقبل التي جعل بعض شخصياتها السيدات حرم بعض الرؤساء المخلوعين وهن تتهمن أزواجهن بعدم الكفاءة .
وذهب الخيال وربما الابداع كثيرا بالكاتب laquo;جويتيسولوraquo; الى انه تمنى ان يكون اكثر شبابا وخياله اكثر خصوبة ليكتب عن اللحظات الاخيرة في حياة الديكتاتوريين ، وما الذي يتقافز ويتبادر في اذهانهم في هذه الاونة، وكذلك الحوار الداخلي المليء بالمتناقضات والصيحات والاستقبالات. واضاف: اود ان اعرف كيف يتذكر الرئيس السابق في تونس بن على اللحظات الاولى التي جمعته بزوجته التي كانت مصففة للشعر في احد الكوافيرات.
شخصيا لا اظن ان عباقرة المسلسلات العرب وخاصة الرمضانية قد يصلون يوما الى هذا الخيال والابداع . فالغالبية العظمي من المسلسلات العربية هى من نوع laquo; هشك بشكraquo; اى قليلة الفائدة والمتعة معا، ولا تفعل للمشاهد المسكين شيئا سوى تسليته في الشهر الفضيل.
لكن خارج المسلسلات الرمضانية، التي هى مثل الهم على القلب، اليس من المفروض ان يتغير الفن والثقافة عندنا مع هذه الثورات العربية في بعض البلدان على الاقل؟ اليس هذا السؤال جدير بالطرح والاثارة .
للوهلة الاولي تبدو الاجابة على هذا السؤال الهام بسيطة ولا تحتاج الى تحليلات كبيرة. فالجواب هو ان تلك الثورات تحتاج فعلا الى تغيير كبير وخطير في مفاهيم وادوات الثقافة والفن ، بل وفي نسف كل القيم والانتاج الموجود حاليا.
فكل الثورات في الدنيا تقوم على تغيير مكونات المجتمع والسياسة والاقتصاد والثقافة والفن كذلك. فليست الثورات هى مجرد عقد اجتماعي جديد وخلع حكام ديكتاتورين وانظمة فاسدة وتأسيس ديمقراطية حديثة واقامة دستور جديد، بل هى ايضا هدم لثقافة بالية كانت تخدم الحكام والفاسدين اصلا.
هل يعقل مثلا ان تقوم كل تلك الثورات وتقدم كل تلك التضحيات بينما يستمر الناس مثلا في الذهاب الى مسرحيات مبتذلة، ويشاهدون مسلسلات تافهة؟
لكن متى سيأتي اليوم الذي تتغير فيه الثقافة والفن؟
هذا سؤال للذين صنعوا الثورات !