القاهرة

أبرز أخبار وموضوعات الصحف المصرية الصادرة أمس، الثلاثاء، كان اتهام لجنة الصحة بمجلس الشعب وزير الداخلية السابق اللواء منصور العيسوي بتعمد تعطيل نقل مبارك إلى مستشفى سجن طرة، وأنه صالح لنقله فورا، وإرسال ذلك إلى النيابة العامة لنقله الى المحكمة لإصدار قرار بنقله، واجتماع المشير طنطاوي مع السيناتور الأمريكي جون ماكين الذي أكد انه وعد بحل أزمة المنظمات المدنية الأمريكية، وعلى الرغم من نفي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ما نشر عن انه الرئيس التوافقي، فإن الصحف لم تكف عن التأكيد على وجود صفقة بين المجلس العسكري والإخوان والسلفيين للتقدم برئيس توافقي، وقد تأكد الأمر في الصفحة السابعة من 'المصري اليوم' - امس - من رسم دعاء العدل بعنوان - البحث عن رئيس - وكان عن ممثل للإخوان والسلفيين، يتوسط عريسا يمثل المجلس العسكري ورئيسا توافقيا يمثل العروسة، يكاد يموت من شدة الخجل ومأذون الإخوان والسلفيين يقول ضاحكاً: خير البر عاجله، السكوت علامة التوافق.
وأفردت الصحف مساحات واسعة لقيام وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بزيارة لمحافظة اسيوط وتفقده مواقع للشرطة وتصريحاته الحاسمة بأنه ستتم إحالة أي ضابط ملتح للتحقيق لأن هناك شروطا في المظهر لا بد من التقيد بها وأن اللحية،عادة وليست سنة. وتوسعت الصحف ايضا في نشر رد ممثل النيابة العامة المستشار مصطفى سليمان على ما قاله محامو مبارك وباقي المتهمين، وقال ان تورط مبارك في قتل المتظاهرين ثابت وان الشرطة تعمدت عدم تقديم معلومات عن الذين قتلوا المتظاهرين، وأنه لولا تسجيل مصور للضابط محمود الشناوي قناص العيون، لما أمكن التعرف عليه، وقال ان التحقيقات لمعرفة القتلة سوف تظل مفتوحة لمدة عشر سنوات للتوصل إليهم، ونفي سليمان كل ما قيل عن تورط حزب الله أو حماس أو عناصر خارجية أو حراس الجامعة الأمريكية في إطلاق النار على المتظاهرين، ومشاركة حماس جاءت في المساعدة على تهريب بعض سجنائها، كما صدر حكم بالسماح لرجلي الأعمال من الإخوان خيرت الشاطر وحسن مالك بالتعامل في البورصة.
وإلى شيء من أشياء عديدة عندنا:

نص ما جاء عن مبارك
في كتاب الدراسات الاجتماعية

ونبدأ بمبارك والأزمة التي تسبب فيها دون أن يكون صاحبها، وإنما لما جاء عنه في كتاب - الدراسات الاجتماعية، مصر، بيئاتنا وتاريخنا الحديث، للصف السادس الابتدائي.
وقد فوجئت بكبرى أحفادي وهي منار، غاضبة، وتساءلت مثلما تساءل خفيف الظل عبدالقادر محمد علي، وهكذا اضطرتني لقراءة الكتاب كله، وهو من مائة وخمسين صفحة بالصور، والأسئلة والتدريبات ونماذج الامتحانات، والجزء التاريخي جاء في باب شخصيات وأحداث من ص57 إلى ص120، وبدأ بمحمد علي باشا ثم أحمد عرابي والاحتلال البريطاني لمصر ومصطفى كامل، ومحمد فريد، ثم سعد زغلول وثورة 1919 وثورة 23 يوليو 1952، وأول رئيس جمهورية اللواء محمد نجيب ثم عبدالناصر، والسادات، ومبارك، وما جاء في الكتاب عنه نصه هو:
1- قاد القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر 1973، بمشاركة كافة الأسلحة البرية والبحرية والدفاع الجوي.
2- نائب لرئيس الجمهورية في الفترة من 1975 إلي 1981.
3- رئيس للجمهورية منذ أكتوبر 1981 إلى فبراير 2011.

فضل مبارك في القضايا العربية

حرص الرئيس مبارك على اتباع سياسة خارجية تقوم على توطيد علاقات مصر مع دول العالم العربي والخارجي، ففي عام 1990 استعادت مصر عضويتها في جامعة الدول العربية، وعاد مقر الجامعة إلى القاهرة، كما حرص مبارك على تحقيق التضامن العربي.
ثانياً: المجال الاقتصادي:
أكد الرئيس حرصه على تطوير الاقتصاد فاهتم بما يلي:
- زيادة الصادرات وفتح أسواق خارجية.
- تطوير البنية الأساسية لوسائل النقل والمواصلات بمختلف أنواعها.
- التوسع في إنشاء الطرق والكباري والأنفاق.
- الاهتمام بالمدن الجديدة وتزويدها بالخدمات.
- تنمية المدن الجديدة مثل مدينة العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر.
- التوسع في إنشاء المدارس بمختلف مراحلها.
- إنشاء العديد من الجامعات الحكومية والخاصة.
- إنشاء مكتبة الإسكندرية وإعادة بناء دار الأوبرا المصرية.
ثالثاً: المجال الاجتماعي:
وقد حاول الرئيس مبارك تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي للوطن والمواطن في المجالات الآتية:
1- مواجهة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله.
2- التوسع في تقديم الخدمات الاجتماعية والرعاية الاجتماعية للمحتاجين.
3- زيادة دعم المعاشات ومعاش الضمان الاجتماعي.
4- زيادة الانفاق على دعم السلع والخدمات لمحدودي الدخل.
5- الاهتمام بالطرق والمواصلات وإنشاء الكباري مثل كوبري السلام.
6- إقامة بعض المشاريع لتنمية الانتاج الزراعي.
إلا أن هذه المحاولات لم تكن كافية لتلبية طموحات الوطن واحتياجات المواطنين مما أدى في النهاية إلى قيام الشعب بثورة ضد النظام الحاكم في يناير 2011.

علماء مصريون معاصرون حصلوا على نوبل

هذا ما ورد في الصفحات من 101 إلى 103، وبعدها أسئلة وتدريبات، ثم فصل عن علماء مصريين معاصرين حصلوا على نوبل ومنهم أحمد زويل ونجيب محفوظ، وأسئلة وتدريبات، وابتداء من صفحة 114 بدأ الكلام عن ثورة 25 يناير 2011، حتى صفحة 120، وجاء فيها ما نصه: 'ولدي التلميذ، ابنتي التلميذة من حقك أن تفخر بمصريتك وبانتمائك لهذا الوطن، فقد قام الشعب المصري بثورة من أهم الثورات الشعبية في التاريخ وهي ثورة 25 يناير 2011 التي بدأها الشباب وقام بها الشعب وحمتها القوات المسلحة، وكان للثورة أسباب عديدة منها:
أولاً: سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية والصحية.
ثانياً: انتشار الفساد في مرافق الدولة ومؤسساتها كافة على حساب الفقراء ومحدودي الدخل.
ثالثاً: تزوير الانتخابات وسيطرة الحزب الوطني الديمقراطي على أغلبية مقاعد مجلس الشعب وحدوث تزاوج بين السلطة ورجال الأعمال.
رابعاً: انشغال الدولة بمشروع التوريث.
ملامح الثورة من 25 يناير حتى 11 فبراير 2011.

مقدمات الثورة ومميزاتها

لم تكن ثورة 25 يناير وليدة هذا التاريخ ولكن سبقتها مئات الاحتجاجات الشعبية التي قامت بها جماعات متعددة من المصريين، كما كان للعديد من الكتاب والشخصيات السياسية والجامعية دور هام في نقد النظام، وتسليط الضوء على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السيئة.
أهداف الثورة: تركزت أهداف الثورة في عدد من الأهداف هي الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية وإقامة نظام ديمقراطي سليم.
مميزات الثورة:
تميزت الثورة بعدد من المظاهر الهامة أهمها:
- انها كانت ثورة سلمية بيضاء.
- استخدام الشباب للتكنولوجيا المتطورة في تنظيم الثورة الفيس بوك.
- تلاحم قوى الشعب المختلفة ومشاركة الملايين في محافظات مصر جميعها في أحداث الثورة، خاصة في القاهرة والسويس والإسكندرية.
- تشكيل لجان شعبية للدفاع عن المنازل والمؤسسات العامة والمتحف المصري وتأمين المتظاهرين.
- تلاحم الشعب مع الجيش وحماية الجيش للثورة.
عوامل أسهمت في نجاح الثورة:
أولاً: ارتفاع معدلات العنف من الشرطة وأمن الدولة ضد المتظاهرين، خاصة يوم 28 يناير، حيث دعا المتظاهرون لإسقاط النظام ورحيل محمد حسني مبارك.
ثانياً: استخدام الجمال والجياد في الهجوم على المتظاهرين بسيوف وهراوات مما زاد من إصرار الجماهير على المقاومة.
ثالثاً: سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
رابعاً: اطمئنان الجماهير إلى موقف القوات المسلحة المؤيد لمطالبهم.
أهم إنجازات الثورة:
- إسقاط رأس النظام السياسي المتمثل في الرئيس محمد حسني مبارك ومحاكمة عدد من أركان نظامه.
- حل مجلسي الشعب والشورى.
- الإفراج عن المعتقلين والمسجونين السياسيين.
- تشكيل الأحزاب بمجرد الإخطار.
- تأكيد وترسيخ الإحساس بالمواطنة والتأكيد على الوحدة الوطنية.
- استعادة الحرية والعزة والكرامة التي افتقدها الشعب عقودا عديدة.
- العمل على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة وشفافة.
استمرارية الثورة:
- ولا تزال الثورة مستمرة لتحقيق بقية أهدافها خاصة القضاء على الفساد واستعادة الأمن وتحقيق العدالة الاجتماعية وإقامة نظام ديمقراطي سليم وبناء دولة عصرية تأخذ مكانها اللائق بها بين الأمم والشعوب'.

الضجة لم تكن مبررة حول الكتاب

هذا هو النص الكامل لما جاء في الكتاب، وبالتالي فإن الضجة التي ثارت حوله لم يكن لها مبرر على الإطلاق، وسببها الأساسي أن أحدا لم يقرأ النص الكامل لما في الكتاب الذي شارك في وضعه ثمانية من أساتذة الجامعات والخبراء في الجغرافيا والمناهج والمواد التعليمية، وبينهم اثنان من أساتذة التاريخ، هما الدكتور إسماعيل زين الدين من كلية الآداب بجامعة القاهرة والدكتور أحمد ماهر عبدالله من جامعة بنها، وراجع الكتاب، واثنان من أساتذة التاريخ، هما الدكتور عادل حسن غنيم الأستاذ بكلية الآداب بجامعة عين شمس، ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وقد رأس اللجنة، وهو من المشهود لهم بالقدرة والايمان بالعروبة، والوحدة العربية، وكنت قد تعرفت عليه من سنوات، في جامعة عين شمس، لحضور مناقشة رسالة دكتوراة، كان صاحبها قد دعاني لحضورها، لأنه اعتمد فيها على كتاب لي من جزأين عنوانه - عروبة مصر من 1942- 1952، وفوجئت أثناء مناقشة الدكتور عادل الذي رأس لجنة المناقشة، يلوم صاحب الرسالة لأنه لم يقم بدعوة مؤلف كتاب عروبة مصر، فقال له، انه موجود، وفوجئت بالدكتور عادل يوجه تحية لي وإشادة، مما أحرجني، وبعد انتهاء المناقشة، طلب مني أن أتواصل معه.
وأما الثاني فهو الدكتور عاصم أحمد الدسوقي، عضو وأستاذ بكلية الآداب بجامعة حلوان، وهو ناصري، وكان من أشد مهاجمي مبارك ونظامه قبل سقوطه بسنوات.

جلست والنار بعينيها تتأمل في وطني المقلوب

أما الجديد، فهو أن صاحبنا الزجال والكاتب خفيف الظل المهندس ياسر قطامش جلس يوم السبت في الصفحة الثانية من 'أخبار اليوم' وأمسك بالعود ليغني لمبارك رغم أن صوته لا يصلح للغناء بالمرة، أغنية عبدالحليم حافظ وتأليف نزار قباني، قارئة الفنجان، وأخذ يغير ويبدل فيها وجعل عنوانها - مخلوع، مخلوع، مخلوع يا ولدي، وانطلق يقول:
جلست والنار بعينيها تتأمل في وطني المقلوب
قالت، بطريقك مولوتوف وفلول تضربكم بالطوب ياولدي اني لم أعرف موضوعا يشبه مووضوعك وشهدت كثيرا، لم أشهد مخلوعا يشبه مخلوعك
بحياتك قد كان رئيساً يا ولدي أعظم من نيرون
قد أشعل مصر وولعها بنظام غجري مجنون
ما أجمل أن تهوى رجلا قد حكم بلادك كالفرعون ويحب العند ويعشقه ويراه ألذ من البنبون'.

الثورات في العالم يختطفها الملتحون

وإلى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأها مع زميلنا بمجلة 'أكتوبر' محمود عبدالشكور، حيث اخترنا أربعا من بين أربع عشرة، هي:
ـ الثورات في العالم العربي يشعلها شباب حليق الرأس، وتديرها شخصيات تستخدم الصبغة وتركبها ذقون تفوز بالسلطة.
- لن أستغرب إذا عرض قريباً فيلم جديد بعنوان 'على من نطلق الخرطوش؟' للمنتج الجريء 'الطرف الثالث'.
- في كل مكان، يوجد فارق كبير وضخم وشاسع بين 'الشرطة والشوربة'، إلا في مباراة الأهلي والمصري ببورسعيد.
- العلاقة بين الحكام العرب وشعوبهم تحددها أربع أغنيات:
- 'جددت حكمك ليه؟' و'ياظالمني' و'وح اسيبك للزمن' و'للصبر حدود'.

أنتم تعبثون بمصير البلاد عبر المظاهرات

ومن 'جمهورية' الاثنين اخترنا معركتين من بين ثلاثة عشر لزميلنا السيد نعيم الذي ارتدى ملابس القذافي وقلده وهو يهاجم حركة السادس من أبريل قائلا: 'من أنتم؟! يا 6 أبريل حتى تتدخلون في شؤون الحكم وتطلبون من البرلمان 'المؤسسة الشرعية والتشريعية الرسمية' في مصر، الاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري وطرد السفير السوري، ما شأنكم أنتم وما مصدر القوة 'الوهمية' التي تتمتعون بها؟!
- 6 أبريل: توقفوا عن حماقاتكم وطول لسانكم وخروجكم عن الشرعية وإدعاء البطولات الزائفة والكاذبة، أنتم تعبثون بمصير البلاد عبر المظاهرات والدعوة للإضراب والعصيان المدني، ثم الأدهى والأمر أخيراً وأنتم تهددون المجلس العسكري انكم لن تقفوا مكتوفي الأيدي أمام اعتقال أعضاء متهمين في حركتكم غير المباركة على الإطلاق!'.

الشيخ محمد حسان ليس مؤهلا للسياسة

وثالث آخر معركة خاطفة ستكون لزميلنا مجدي شندي رئيس تحرير جريدة 'المشهد' الاسبوعية المستقلة التي تصدر كل أحد، إذ نظر بغيظ إلى الشيخ محمد حسان وقال عنه: 'محمد يسقط، دون أن يدري، لأنه ليس مؤهلا للسياسة، رفع يديه حتى ظهر بياض إبطيه في غرفة، وهو يدعو لمبارك وحاشيته الفاسدة، ثم أخذته النخوة الوطنية فطالب بجمع ملايين من الفقراء بدلا من المعونة المغموسة بالإملاءات، بدلا من أن يطالب بسد العجز من رد الأموال المنهوبة ووقف الفساد المستشري ومقاومة الدخول الفلكية للبعض، وهو منهم، لذلك كان طبيعيا أن تنفتح عليه أعشاش الدبابير'.

أصحاب رؤوس الأموال
الذين بدأوا يسيطرون على الإعلام

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه، حسبما يرى الواحد منهم، فمثلا اختار صديقنا والخبير الإعلامي الكبير السيد الغضبان أن تكون معركته يوم الخميس في 'الوفد' عند أصحاب رؤوس الأموال الذين بدأوا يسيطرون على الإعلام، بقوله والشك يملأ قلبه: 'النموذج الأكثر وضوحاً نراه في اقتحام مفاجىء للساحة الإعلامية قام به رجل الأعمال محمد أمين شريك رجل الأعمال المعروف منصور عامر، قام الرجل بإنشاء قناة CBC وأعلن في مؤتمر صحفي انه أنشأ 'وقفاً' رصد له ملايين الجنيهات وأنه سوف يستخدم ريع هذا الوقف لإطلاق قناته الفضائية. وبسرعة الصاروخ أنشئت القناة وتم التعاقد مع العديد من نجوم الصحافة والتليفزيون لتقديم برامج على شاشة قناته وكانت عقوده مع هؤلاء شديدة الإغراء بأرقامها الفلكية.
إلى هنا وشأن الرجل شأن رجال أعمال آخرين أطلقوا قنواتهم الفضائية، ولم تمض سوى بضعة شهور حتى كان الرجل قد اشترى 60 % من قنوات 'مودرن' الثلاث وتولى منصب العضو المنتدب بهذه القنوات وأصبح الرجل بنص العقد المسؤول الوحيد عن إدارة هذه القنوات، أما قناته الأصلية cbc فقد تمددت وأطلق قناتين تحت نفس المسمى أي أنه أصبح يملك الآن ست قنوات.
تفتحت شهية الرجل فقام بالتفاوض مع مالكي قناة النهار للاستحواذ على نسبة كبيرة من أسهمها، ولا أحد يعرف حدود تمدد الأستاذ محمد أمين على الساحة الإعلامية وإن كانت الأخبار تتحدث عن مفاوضات جارية بينه وبين مالكي بعض القنوات المتعثرة للاستحواذ عليها أو على النسبة الأكبر من أسهمها.
ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن الرجل يضخ مئات الملايين من الجنيهات في هذه القنوات 'كعمل خيري' يقصد به تقديم خدمة إعلامية تعبر عن اتجاهات الجماهير العريضة، ولا يمكن أيضاً أن نتصور أن الرجل يرى في شراء هذا الكم من القنوات استثمارا يدر أرباحا، فهذه القنوات جميعها تحقق خسائر فادحة يقوم الرجل بتعويض هذه الخسائر بضخ الملايين من الجنيهات كل شهر'.

ضد الذين دعوا إلى العصيان المدني

والمعركة الثانية ستكون من نصيب زميلنا وصديقنا محسن حسنين رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر' وكانت ضد الذين دعوا إلى العصيان المدني بقوله عنهم: 'رفض الشعب العصيان المدني مستحضراً أمجاده وحضارة سبعة آلاف سنة، ومستلهماً مواقفه الوطنية على مدى التاريخ، والتي لم تكن أبداً ضد تقسيم وتصنيف أبناء الوطن الواحد.
لقد كشف الشعب بمعدنه الأصيل حقيقة المؤامرة التي لا تستهدف إسقاط النظام لكن إسقاط الدولة، وإسقاط هيبتها وإهدار قيم المواطنة، وتغييب الأمن والأمان، حتى تتشرذم مصر وتتحول من دولة قوية رائدة وقائدة إلى دولة تابعة لهذه الدولة أو تلك، صديقة كانت أم شقيقة!
إن الدرس البليغ الذي لقنه الشعب المصري العظيم للخونة والمندسين ودعاة التخريب سيذكره التاريخ، وسيظل محفوراً في ذاكرة الأمة التي تتعرض الآن لأبشع المؤامرات التي تستهدف تركيعها وتجويعها، ولكل الذين يسخرون من نظرية المؤامرة ومن حكاية وجود طرف ثالث 'في الداخل والخارج أو 'اللهو الخفي' كما يحلو للبعض أن يطلق عليه من باب السخرية، لكل هؤلاء أسألهم سؤالاً بسيطاً جداً، هل تعتقدون أن كل من يتظاهرون أو يعتصمون أو يشعلون النار هنا أو هناك، ملائكة'.

مرشد جماعة الإخوان يريد إقامة دولة الخلافة

وهل هذا سؤال؟ طبعاً، لا، لأن الملائكة مكانهم في السماء، أما الإنسان فهو مستخلف على الأرض، وخليفة وخلافة مشتقان من مستخلف، وقال عنهما زميلنا وصديقنا بـ'الأخبار' والمتحدث الرسمي باسم حزب التجمع اليساري نبيل زكي في 'الأهالي': 'مرشد جماعة الإخوان يريد إقامة دولة الخلافة، 'وعبدالمنعم الشحات' نائب رئيس الدعوة السلفية يعلن ان لعبة كرة القدم، لعبة غير شرعية ولا تدخل ضمن الألعاب الشرعية التي تقتصر على الرماية والمبارزة والفروسية!
والمدعون بالحق المدني يقولون أمام محكمة جنح بولاق أبو العلا أن رجل الأعمال نجيب ساويرس يسيء إلى الإسلام ويصفونه بأنه 'المجرم والهمجي' الذي 'يعيث في الأرض فسادا'.
والفنان الكبير 'عادل إمام' متهم 'بازدراء الدين الإسلامي في أعماله الفنية والسخرية من اللحية والجلباب، والنقاب! وهكذا تم اختصار الدين الإسلامي على يد أحد المحامين السلفيين إلى مجرد لحية وجلباب ونقاب!'.
وطالب عدد من نواب حزب النور السلفي في لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس الشعب بفرض رقابة على المحتوى الإعلامي قبل وبعد النشر.
ويتنافس حزبا 'النور' و'الجماعة الإسلامية' في الوقت الحاضر للاستيلاء على وزارة التعليم لانتاج جيل جديد من المتعصبين المتطرفين المناهضين لمبدأ المواطنة والدولة المدنية.
كل ذلك دفع بعض المعلقين في خارج مصر إلى التساؤل عما إذا كانت محاكم التفتيش قد بدأت في بلادنا، كما دفع عدة منظمات حقوقية دولية إلى التصريح بأن حقوق الإنسان في مصر تتراجع بسرعة ولكن ما تفسير هذا التراجع؟
هذه الإجابة هي: 'هناك تقارب كبير بين المجلس العسكري والإخوان، أليس معنى ذلك أن هناك من خطف ثورتنا وسرقها؟'.

فخ تحريض الاخوان على رئاسة حكومة

وهكذا أجبرنا نبيل على الاتجاه للإخوان وجريدة حزبهم 'الحرية والعدالة' التي صرخ في احدى صفحاتها الاستاذ الجامعي الدكتور صلاح عز يوم السبت محذرا إخوانه في الجماعة من الوقوع في فخ من يحرضونهم من أعدائهم على رئاسة حكومة، لأن في ذلك مقتلهم، ومما قاله: 'أن غوغاء الثورة هم نسخة طبق الأصل من فلول مبارك، وأنهم الخطر الأكبر على الثورة وعلى مصر، هم الذين حرضوا المجلس العسكري واستدرجوه من أجل إطالة المرحلة الانتقالية والوقوع في الخطأ، ولهذا لا تزال مصر بعد أكثر من عام على الثورة مغيبة عن قضاياها الإقليمية والدولية، وهم الذين شجعوا وحرضوا على ابتذال ميدان التحرير وتشويه سمعته عندما أطلقوا الغوغاء والبلطجية، بتوافق مع الفلول، على الشباب البريء غير المسيس لدفعه الى الاشتباك مع جنود الجيش لكي تتفاقم الأخطاء ويسقط الضحايا الأبرياء، هم الذين يوفرون الغطاء السياسي والمنبر الإعلامي لمن يسبون الجيش ويبصقون عليه ويرفعون الأحذية ويقذفون بالحجارة والمولوتوف'.

سلفي يهاجم رئيس مجلس الشعب

ويبدو أنهم سينجحون في استدراجهم إلى التسرع في تشكيل حكومة، أؤكد من الآن أنه سيحدث معها كما جرى مع حكومة حماس في غزة،
وعندما نرى د. محمود حسين يقول إن 'استعداد الإخوان لتشكيل حكومة يرد على من يشكك في قدراتهم. ندرك أن عملية الاستدراج بالاستفزاز أوشكت على النجاح'. وبصراحة لقد اكتشفت الآن فقط بعد سنوات طوال على قراءة ما يكتبه الدكتور صلاح على انه بدأ يتكلم ويكتب كسياسي داهية، وأما الدكتور محمود حسين فهو الأمين العام للجماعة، التي تعرض أعضاء حزبها في مجلس الشعب، ورئيس المجلس الدكتور سعد الكتاتني الى هجوم عنيف من أحد السلفيين وهو محمد قطب القصاص، وصفهم فيه بالشياطين لعدم سماحهم برفع الأذان اثناء الجلسات، عندما قام به صديقنا العضو والمحامي ونائب رئيس حزب الأصالة السلفي ممدوح إسماعيل، وقيام رئيس اللجنة الدينية بالمجلس الإخواني السيد عسكر بالفتوى بالجمع مقدما بين صلاتي الظهر والعصر، فقال قطب في جريدة 'الفتح' لسان حال جمعية الدعوة السلفية: 'الأذان شعيرة إسلامية وعلى قلة ألفاظه فهو مشتمل على مسائل العقيدة، لأنه بدأ بالأكبرية، كما قال القرطبي وفيه إثبات للتوحيد ونفي للشرك ثم إثبات لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن الأذان يطرد الشيطان.

إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان

ففي الحديث إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان، الذي يبدو أنه يسيطر في أحيان كثيرة على جلسات مجلس الشعب التي تمكث بالساعات في مقاطعات ونزاعات وعلو أصوات وتشنجات وانسحاب عضو وتهديد آخر باللائحة واحتيال بها لأخذ الكلمات حتى يستقر الأمر 'بعد وقت ليس بقليل' على موضوع، لذلك كان الأولى أن يصمت الجميع حين يستمعون لكلمات الحق بل ويرددون وراء المؤذن حتى إذا فرغ قال كل واحد منهم وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا 'فيغفر ذنبه' ويصلي على المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته 'حتى تحل له شفاعة الحبيب صلى الله عليه وسلم'، بل كان من المنتظر بدلا من إيقاف الأذان أن يحدث تنافس بين من يريد الأجر على ذلك، ولا ارى أي مانع في رفع الأذان في أي مكان لإعلام الناس بدخول الوقت. وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم 'إذا كنت في غنمك أو باديتك عملك أو سوقك أو مسجدك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة'. ولا أظن أن هناك كلام أفضل من هذا الكلام بل إنه من تعظيم شعائر الله التي هي من تقوى القلوب.
ولا يضر الإنسان أن يوصف بعد ذلك بأنه من مدرسة التدين السهل كما ذهب الى ذلك الأستاذ فهمي هويدي في مقاله العجيب 'الطفولة السياسية'، بل دعا هداني الله وإياه ألا نكتفي بقراءة الحدث من الزاوية الشرعية، ولا أدري كيف إذن نقرأه؟ وإلى من نرد الحكم لو اختلفنا؟ أم إنه فصل للدين عن السياسة؟ أما مسألة جمع الصلاة 'التي تناولها فضيلة الشيخ سيد عسكر حفظه الله وأباح الجمع مطلقا لغير عذر'، فأورد فضيلته قول العلامة القرضاوي حفظه الله في كتابه 'فتاوى معاصرة' إجابة على من يجمع بين صلاتين لحضور مناسبة حيث يقول: فإذا كان هناك حرج في بعض الأحيان من صلاة كل فرض في وقته فيمكن الجمع على ألا يتخذ الإنسان ذلك ديدنا وعادة ثم يقول إنما جواز ذلك في حالات الندرة'.
وهكذا يحاول صاحبنا قطب السلفي الايقاع بين مفتي الإخوان وبين الشيخ القرضاوي الذي ترك موضوع الجمع بين الصلاتين واتجه لمهاجمة شيخ الأزهر.

الأزهر وبوادر الخلاف مع الشيخ القرضاوي

وإلى الأزهر وشيخه والهجوم المفاجىء الذي تعرضا له يوم الأربعاء في 'الشروق' من الشيخ يوسف القرضاوي في الحديث الذي نشرته له وأجراه معه زملاؤنا عماد الدين حسين وسعد عبدالحفيظ وخالد موسى، ومما قاله فيه: '- موقف الأزهر قبل سقوط مبارك معروف، ولم أكن معه، وشيخ الأزهر كان له موقف من شباب الإخوان وطلب لهم المباحث التي قبضت عليهم وقلنا عفا الله عما سلف، وسنتجاوز هذا الأمر، ولا داعي لإثارة هذه الأمور الآن، وفي أول الثورة كان شيخ الأزهر متردداً وانتهى هذا التردد بعد أن ذهب مبارك أو أوشك على حسم موقفه ولا أريد أن أعلق على ما كان من شيخ الأزهر، وننتهي الآن الى وقوفه مع الثورة وهو ما وقفنا معه وزرناه في مجلسه وأيدناه وقلنا له نحن معك، وأخشى أن أقول شيئاً يظلمه.
وكان هناك اتفاقية بين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر بشأن تطوير الخطاب الديني والقضاء على فوضى الفتاوى، لم يتحقق منها شيء، لأن الأزهر يفتقد القدرة على الإشراف على أي شيء لديه بعد عالمي، وللأسف الشديد تجد في كثير من البلاد علماء افضل بكثير من علماء الأزهر'.
وفي حقيقة الأمر، فإننا نلمس هنا صراعا بين القرضاوي والتنظيم الذي يرأسه، وهو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وبين الأزهر، وأيهما الأجدر بالتحدث باسم المسلمين، والممثل لهم، والأزهر لا يريد ترك هذه المهمة لأي جهة أخرى، سواء السعودية أو الإخوان المسلمين أو السلفيين وجمعياتهم، وعلى رأسهم الجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة والتي تعتبر رئيسها العام امام أهل السنة، كما أنه يريد ان يطوي الدعاة السلفيين الذين ظهروا في المدة الأخيرة وبواسطة الفضائيات تحت جناحه، هذا صراع لا دخل لنا فيه.
وحكاية استدعاء شيخ الأزهر للمباحث لطلاب الإخوان، فإنه يشير إليها عندما كان رئيساً لجامعة الأزهر، وحدثت الواقعة التي تسميها ميليشيات الجماعة، عندما قام الطلاب بعرض مسرحي كما قالوا، وقال الأمن انه استعراض داخل الجامعة للميليشيا، لكن السؤال هو ولماذا لم يهاجم الشيخ القرضاوي من قبل شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي رغم انه لم يكن من دعاة مبارك ونظامه فقط، وانما من دعاة - والعياذ بالله - التطبيع مع إسرائيل، ومشارك فيه، هل لأنه ضمه الى عضوية مجمع البحوث الإسلامية؟ الله أعلم.

اختطاف مؤسسة الأزهر
لوضعها في كف شيخ الأزهر

ما لنا نحن ومعارك المشايخ، حيث تعرض شيخ الأزهر الى هجوم آخر في جريدة 'عقيدتي'، من الدكتور عبدالقادر محمد حسن قال فيه عن إصدار المجلس العسكري مرسوما بقانون للأزهر: 'لماذا لم يسرع كل من المجلس العسكري ومجلس الوزراء بإقرار قانون الحد الأقصى للأجور الذي يعد أهم مطالب الثورة لكل فئات الشعب المصري فإنه يظل مستغربا لحد الصدمة أن يصدر المجلس العسكري تشريعا لا مبرر للاستعجال فيه يوم الخميس 19 يناير مع يقينه بأن سلطة التشريع سيتم انتزاعها منه يوم السبت 21 يناير أي بعد يومين فقط والغضب لا يتعلق فقط بالصدمة من المؤامرة المشبوهة في إجراءات التمرير، وإنما يتعلق أيضا بالكوارث التي يحملها هذا المرسوم ومنها عصفه بالمبادىء القانونية المتعارف عليها، فالسلطة المطلقة هي مفسدة مطلقة، وقد تم اختطاف مؤسسة الأزهر لوضعها في كف شيخ الأزهر الطيب عضو لجنة سياسات جمال مبارك، وعضو الحزب الوطني الفاسد'.

عندما استقبل شيخ الأزهر مرشح الرئاسة أحمد شفيق

ونظل في 'عقيدتي'، التي نشرت في صفحتها الثالثة يوم الثلاثاء قبل الماضي تحقيقا لزميلنا حسام وهب الله عن الضجة التي ثارت عندما استقبل شيخ الأزهر في منزله بقرية القرنة بأسوان المرشح المحتمل للرئاسة أحمد شفيق وهو من رجال مبارك وكان رئيسا للوزراء اثناء موقعة الجمل، فقال عن ظروفها: 'قيام المسؤولين عن الحملة الانتخابية لشفيق بالاتصال برجالهم في الأقصر منذ أواخر ديسمبر الماضي لتحديد موعد مناسب يقوم فيه شفيق بإجراء جولة انتخابية في المحافظة يعقبها لقاء جماهيري. وتم الاتفاق على ان يكون الاسبوع الثاني من فبراير هو موعد تلك الجولة.

الامام تصرف كصعيدي
ابن بلد وليس باسم الازهر

يوم الخميس الماضي وقبل ساعات قليلة من وصول شفيق الى الأقصر حرص مؤيدوه على نشر كميات كبيرة من اللافتات التي تدعو لتأييده كرئيس قادم لمصر. وأجرى القائمون على أمر الحملة اتصالات بالدكتور محمد الطيب شقيق الإمام الأكبر من أجل أن تستقبل عائلة الطيب المرشح المحتمل في ساحتها بالقرنة على اعتبار أن هذا الأمر متعارف عليه في كل محافظات وقرى الصعيد وهي أن يقوم المرشح في المجالس النيابية بزيارة العائلات الكبرى للحصول على تأييدها ولكن هذا لا يعني بحال من الأحوال ان العائلة التي تستقبل ذلك المرشح مؤيدة له ولكن تعارف أهل الصعيد على عدم رفض دعوة أي شخص يريد زيارتهم في منازلهم.
وبالفعل وافق الدكتور أحمد الطيب على استقبال شفيق في ساحة الطيب في الوقت الذي كان فيه الإمام الأكبر يقضي إجازة لمدة أسبوع في منزله القريب من الساحة وكان من الصعب أن يتراجع عن استقبال شفيق بعد أن رحب به الشقيق الأكبر وبالتالي تم اللقاء الذي استغله شفيق طالباً من شيخ الأزهر الدعاء له.
ولم يكن الإمام الأكبر يتخيل أن الأحداث ستأخذ هذا المنحنى، فالرجل كان في إجازة رسمية وفوجىء مثل غيره بوجود مرشح لرئاسة الجمهورية في بلده ولم يمنحه صك موافقة وتأييد الأزهر حتى يثور المرشحون الباقون بهذا الشكل، وأقسم الدكتور أحمد الطيب أن اللقاء جاء بالصدفة البحتة نظرا لتوجه الرجل - يقصد شفيق - للصلاة في ساحة والدي الدكتور الطيب فهل أقول له لا تصل هنا من فضلك.. بالطبع من الصعب أن يحدث هذا وهكذا استقبلته كضيف جاء لزيارتنا ليس أكثر وساحة الدكتور الطيب مفتوحة للجميع سواء المرشحون لرئاسة الجمهورية أو غيرهم'.