جاسر عبد العزيز الجاسر

التعالي على المشاعر الإنسانية والضرب بعرض الحائط القوانين والمواثيق الدولية التي تضبط العلاقة بين البشر، سمة من سمات الكيان الصهيوني الذي تمرد على جميع القيم والقوانين والأعراف الدولية مستغلاً الدعم السافر والمساندة غير المحدودة التي يحظى بها من قبل الدول الغربية عامة ومن أمريكا خاصة.

المعروف أن المعتقلين وبالذات الأسرى منهم الذين يصابون بأمراض لا أمل من الشفاء منها يتم الإفراج عنهم لإتاحة الفرصة لهم لأن يعيشوا ما تبقى من حياتهم مع أهلهم.

ويأتي في مقدمة هؤلاء الأسرى المرضى المصابون بمرض السرطان. هذا الاستثناء الإنساني لا يعرفه الكيان الصهيوني، فمن خلال خمسة وثلاثين أسيراً فلسطينياً مصابين بمرض السرطان، توفي يوم أمس الثلاثاء 2 أبريل - نيسان الأسير ميسرة أبو حمدية 64 عاما في قسم العناية المكثفة بإحدى المستشفيات الإسرائيلية بعد معاناة مع مرض السرطان في الحنجرة نتيجة الإهمال الطبي، ويرى العديد من المختصين أن جريمة ارتكبت بحق هذا الأسير بسبب الإهمال والتلكؤ في الإفراج عنه، والأسير ميسرة أبو حمدية من قادة حركة فتح بمدينة الخليل، وقد اعتقل في تاريخ 28-5-2002 ومحكوم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، وبعد إصابته بمرض السرطان بالحنجرة قرر له أن يتلقى العلاج الكيماوي بمستشفى سوروكا الإسرائيلي وقد شخصت حالته بالسيئة، وأن الإصابة بالسرطان جعلت حالته مزرية ومريعة، وكان يتلقى العلاج الكيماوي بعد صراعه مع المرض لأشهر طويلة تحت حراسة صهيونية مشددة من قبل ما لا يقل عن 30 سجاناً إسرائيلياً وهو مكبل بالأصفاد إلى السرير.

وكان نادي الأسير الفلسطيني قد حذر منذ أكثر من أسبوع من أن حالة الأسير ميسرة أبو حمدية حرجة جداً وأنه يقبع مقيداً بالسلاسل على أحد أسرة مستشفى سوروكا ومع هذا فرضت إدارة المستشفى تعتيماً حول حالته الصحية حتى إعلان وفاته.

ويعاني -بالإضافة إلى الأسير الراحل- خمسة وثلاثون أسيراً من حالات مرضية شخصت بالإصابة بمرض السرطان ومعظمها حالات ميؤوسة منها مما يفرض على إدارة السجون الإسرائيلية إطلاق سراحهم حتى يقضون ما تبقى من حياتهم مع أهليهم وأسرهم الأيام الباقية، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين لم يستجيبوا لكل المناشدات التي طالبتهم بالاستجابة إلى القيم الأخلاقية والضوابط التي تحتم عليهم الإسراع في الإفراج عن الأسرى المرضى.