التواتي: المعلومات الصحيحة دفعتهم لـquot;حملة مضادةquot;

الرياض: خالد العويجان

لأسباب غير معلومة، وتعد مؤشرا على quot;التغلغل الإيرانيquot; في سورية، استفز تقرير لـquot;الوطنquot; حول وجود عمليات زحف لـquot;الثوارquot; تقدر أعدادهم بـ30 ألفا صوب دمشق عبر بوابتها الجنوبية، وكالة فارس الإيرانية، التي ذكرت في تقرير لها أن ما نشرته quot;الوطنquot; ما هو إلا محاولة إعلامية لبث معنويات كاذبة في مسلحي سورية - على حد تعبيرها -، بغية quot;إخراج مسلحي المعارضة من حالة إحباط شديدة أصابتهم، نتيجة إحكام الجيش السوري النظامي القبضة عليهمquot;. ولم تكتف وكالة فارس، بالتعليق على التقرير، بل مضت في تضليلها، وذكرت quot;أن الجيش السوري يواصل تقدمه نحو مدينة quot;يبرودquot;، إثر نجاحات حققها خلال الأيام القليلة الماضيةquot;.
الخبير السياسي والاستراتيجي الدكتور علي التواتي، حلل الموقف الإيراني والرد على quot;الوطنquot;، بالقول: quot;لو لم تكن معلومات الصحيفة صحيحة، لما استفزت الإيرانيين عبر الوكالة شبه الرسمية، فما يحدث في الجنوب السوري من تحضيرات أمر واقع.
وأضاف أن الجبهة الجنوبية ndash; أي جبهة درعا ndash; تعد استراتيجية رئيسية. هم تأكدوا من صحة هذه الأنباء وأقدموا على هذه الحملة المضادة لتطمين مقاتليهم على الأرض لا أكثرquot;، لافتا إلى أن إيران تجاوزت مرحلة التغلغل إلى مستوى quot;إدارة سوريةquot;.


في إشارة لا تدع للشك مجالا على quot;التغلغلquot; الإيراني وبسط النفوذ والسيطرة على سورية، بل وإدارتها عمليات القتال إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، اتهمت وكالة أنباء فارس الإيرانية quot;شبه الرسميةquot;، صحيفة quot;الوطنquot; بالترويج لما قالت إنها quot;محاولات إعلاميةquot; لبث معنويات كاذبة وسط مسلحي سورية. وعوضا من أن يأتي الرد على المعلومات التي كشفت عنها الصحيفة من دمشق صاحبة الشأن، جاء من طهران.
وقالت الوكالة الإيرانية، ردا على تقرير نشرته quot;الوطنquot; الثلاثاء الماضي، عن عمليات زحف لمقاتلين يقدرون بثلاثين ألفا، يسعون لإحكام الطوق على العاصمة السورية دمشق من الناحية الجنوبية، إن ذلك يدخل في إطار ما عدّته quot;بث معنوياتquot; لا أكثر، في محاولة من الصحيفة لـquot;إخراج مسلحي المعارضة من حالة إحباط شديدة أصابتهم، نتيجة إحكام الجيش السوري النظامي القبضة عليهمquot;. حسبما قالت الوكالة. وكانت quot;الوطنquot;، ونقلا عن مصادرها الخاصة، قد كشفت الثلاثاء الماضي، عن زحف المقاتلين نحو دمشق، من الناحية الجنوبية، لإحكام الطوق على العاصمة التي تسيطر كتائب المعارضة على أطراف من ريفها. ولم تحدد المصادر موعدا لانطلاق عملية الزحف تلك، إلا أنها أكدت أن ذلك التخطيط يهدف إلى صد هجمات قوات النظام، وحزب الله اللبناني، الذي ينشغل حاليا بتشييع قتلاه في الحرب السورية، كان آخرهم 56 مقاتلا، ذهبوا ضحية مشاركة الحزب في الحرب الدائرة بسورية. ومضت الوكالة الإيرانية بالقول: quot;تأتي هذه المزاعم، في وقت تشير الأخبار والتقارير الواردة من سورية، إلى أن الجيش السوري يواصل تقدمه نحو مدينة quot;يبرودquot;، إثر نجاحات حققتها خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة بعد كمين محكم نصبه الجيش الأربعاء 26 فبراير، أسفر عن مقتل 175 مسلحا من quot;جبهة النصرةquot;، وquot;لواء الإسلامquot; خلال تنقلهم على محور طريق quot;النشابية - ميدعا - عدرا الصناعية - الضمير- بئر القصب ndash; الأردنquot; في ريف دمشق.
ويقول الخبير السياسي والاستراتيجي الدكتور علي التواتي، خلال حديث مع quot;الوطنquot;، حلل فيه الموقف الإيراني والرد على quot;الوطنquot;: quot;لو لم تكن معلومات الصحيفة صحيحة، لما استفزت الإيرانيين عبر الوكالة شبة الرسمية. صحيح أن ما يحدث في الجنوب السوري من تحضيرات أمر واقع. الجبهة الجنوبية ndash; أي جبهة درعا ndash; تعدّ استراتيجية رئيسة. هم تأكدوا من صحة هذه الأنباء وأقدموا على هذه الحملة المضادة لطمأنة مقاتليهم على الأرض لا أكثرquot;.
ويجد التواتي أن إيران تجاوزت مرحلة التغلغل في سورية، حتى بلغت إلى مستوى quot;إدارة سوريةquot;، وقال: quot;هناك غرفة عمليات إيرانية تُدير كل حركات التمرد في العالم العربي والإسلامي. الحوثيون تديرهم غرفة عمليات في طهران. وحزب الله في لبنان كذلك. والحرب في سورية تتبع لتلك الغرفة. بالتأكيد هم لمسوا تلك التحضيرات وعمدوا إلى طمأنة الحلفاء على الأرضquot;.
وعدّ الخبير السعودي أن ضباطا سوريين برتبة لواء يخضعون لإدارة الحرس الثوري الإيراني، التي تقوم بعمليات إعدام ميدانية تشهدها بين الفينة والأخرى مناطق سورية لمن يتم الشك في رغبته بالانشقاق عن قوات النظام، من منطلق أن الإدارة السورية لا تثق في بعض القادة والألوية. اللافت في الأمر، حسب تحليل التواتي، إشاراته إلى رفع رتم العمليات العسكرية في مناطق معينة، كحمص وإدلب والمنطقة الساحلية، تمهيدا لما قال إنه إعلان عن quot;كانتون علويquot; بدعم روسي، أو كدولة مستقلة تحتضن الطائفة العلوية. وقال: quot;الهجوم على حمص ويبرود من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني بغطاء إيراني، يأتي تمهيدا لإعلان دولة علوية بدعم روسي.