&هاشم عبده هاشم

•• عندما يلتقي ملوك وقادة العالم العربي بنظرائهم رؤساء دول أميركا الجنوبية في عاصمة العروبة والإسلام الرياض، بعد غدٍ الثلاثاء في قمتهم الرابعة.. فإن الكثير من الموضوعات والقضايا المهمة ستكون ماثلة أمامهم تمهيداً لاتخاذ قرارات هامة بشأنها تهم مواطني دول المجموعتين العربية والأميركية الجنوبية وتمس حياة شعوبهم بصورة مباشرة.

•• تلك هي المملكة العربية السعودية المهمومة بقضايا العالم وشؤون الإنسان في كل مكان..

•• وهذا يعني أن قضايا المنطقة وحدها لم تكن الشغل الشاغل بالنسبة لنا رغم خطورة بعضها وحاجته إلى المزيد من العمل والتخطيط والانتباه وإنما نحن مهمومون بما هو أكبر وأوسع من ذلك.. لأن درجة التشابك في الهموم والمصالح لم تعد تخص إقليماً بعينه في هذا العالم وإنما أصبحت القضايا أكثر عضوية وتأثيراً في كل دول العالم بحكم ترابط مصالحنا مع بعضنا البعض.

•• وتعتبر هذه القمة بمثابة أكبر دليل على أن هموم الإنسان تتجاوز الحدود الجغرافية.. وتؤثر في الجميع.. وإلا فما الذي يجمع بين دولنا العربية ودول أميركا اللاتينية لو أن المسألة مرهونة فقط بالمكان.. وليس بالمصالح..

•• ويكفي القول إن حجم التبادل التجاري بين الجانبين عند عقد أول قمة في البرازيل عام 2005م لم يتجاوز (6) مليارات دولار بينما ارتفع في العام الماضي 2014م إلى (30) مليار دولار نتيجة تزايد فرص الاستثمار بين دولنا بصورة ملحوظة بفعل الإنجازات التي تحققت نتيجة استمرار الحوار النشط بين الطرفين..

•• وبكل تأكيد.. فإن قمة الرياض التي تنعقد في ظروف دقيقة ومعقدة على كل المستويات.. سوف تسعى إلى الانطلاق بهذا التعاون بين المجموعتين إلى أعلى مستوياته.. سواء في الجانب الاقتصادي أو السياسي أو الأمني.. لأن لكلينا مصلحة حقيقية في ترابط مصالحنا أكثر فأكثر.. وبالذات بعد أن أثبتت دول أميركا الجنوبية أنها معنا.. وتتفاعل مع قضايانا وتحديداً مع قضية فلسطين.. وقضية مكافحة الإرهاب.. كما أنها قريبة جداً من نظرتنا للأوضاع السائدة في منطقتنا ولا سيما في سورية واليمن وليبيا..

••• كما أنها تشاركنا الاهتمام بأوضاع البترول وظروف الاقتصاد العالمي.. وسوف تمضي معنا من خلال هذه القمة إلى المدى الذي نريده للنهوض به وتجنيب العالم مغبة الركود وأزماته..

•• ليس هذا فحسب.. بل ان دول أميركا الجنوبية.. وانطلاقاً من الرياض سوف تصبح شريكاً فعالاً لدول المنطقة والعالم في التعاطي مع مختلف القضايا بعيداً عن العزلة التي فرضتها الجغرافيا عليها.. وجاء الوقت الذي تتحول فيه دولها وشعوبها إلى مخزون استراتيجي مهم تُستثمر طاقاته عبر هذا التعاون الوثيق بيننا وبينهم.

•• وسوف تكون القمة أيضاً بمثابة رسالة إلى الدول التي تراهن على أطراف أخرى للقيام بأدوار بارزة في المنطقة ليست مؤهلة لها في ظل وجود دولة قوية تقود منطقتنا إلى المزيد من القوة والتماسك لتأمين سلامتها والتصدي لكل المؤامرت بكل اقتدار.

***

• ضمير مستتر:

•• (استمرار قوة الدفع.. لإعادة الاستقرار إلى المنطقة بالتكامل مع الدول المحبة للسلام).