يوسف الكويليت
&
اعترف أحد قادة القاعدة بأن (ابن لادن) كان عضواً في جماعات الإخوان المسلمين، وقد خرج من عباءتهم جماعات التكفير والهجرة، التي هي امتداد للقاعدة، وحالياً نشهد أبناء جدداً، داعش والنصرة وبقية الجوقة الطويلة..
&
حرق الطيار الكساسبة، ثم قتل الأقباط الواحد والعشرين كشفا في صورة جديدة في الأردن ومصر، والبقية الصامتة في الدول العربية الأخرى، عن تأييد مطلق من قبل إخوان الداخل لداعش، ولم يعد الموضوع يقف على حدود الصمت أو التأييد للجرائم اللاأخلاقية، بل نشبت حروب إلكترونية بين السلفيين والإخوان في تهريب أشرطة فاضحة مع الفريقين مع أنهما وجهان لعملة واحدة، وليس المثير ما يخرج في المناسبات من كشف عورات، حين نظر البعض أنها توزيع أدوار وتستر على الفعل الأخطر، وأن اتفاقاً جرى بينهما من أجل التغطية على دورات عنف يديرانها بتحالف وتضامن..
&
في السنوات الماضية، كان مؤيدو القاعدة من الخلايا النائمة الرصيد الأساسي للتجنيد والدعم المادي والتجسس وممارسات غسيل الأموال وتهريبها، وحالياً أصبح التمييز بين الإخواني والداعشي، والقاعدي يصعب الفرز وتحديد نوعية سلوك ونوايا هذه العناصر وأفعالها، وقد أعطت الأحداث ووقائع الشهور الماضية وجود تحالف جمع الاضداد فيما يشبه وحدة التكتيكات والمصالح، حيث أصبحت إيران ممثلة بالدولة وحزب الله، وتركيا وأجهزة إعلامها، ثم فتح حدودها للقادمين للتجنيد من عدة فصائل إرهابية جزءاً من مخطط جديد تساهم فيه بعض الدول العربية والقوى الخارجية..
&
نحن أمام حالة تتكيف مع الواقع حين نرى الإرهابيين، رغم الفوارق بينهم، يجمعهم العداء المتواصل لكل مواطن لايدين بمذهبهم، أو خارجه عرضة للتصفية والحرق لأي سبب، ولا نعلم لماذا هذه التنظيمات بعقائدها ومذاهبها، تتجنب نظام الأسد وإيران أو إسرائيل عن أي ضربات، أو حتى ورودها في أدبيات يصنفونهم كأعداء، إلاّ في بعض الشعارات المستهلكة «الموت لأمريكا وإسرائيل» وهي نفس الأقوال التي عرفناها مع اليسار والقوميين والبعثيين، في حين كان الجميع يتربى في حضن استخبارات وسفارات الدول الأجنبية ويعيشون على دعمها وتأييدها..
&
لقد صنفت جماعات الإخوان من قبل دول عربية وإسلامية بإدراجها ضمن قوائم المنظمات الإرهابية، وهذا لم يأت اعتباطاً، وإنما من خلال رصد ومتابعة وتأكيد للأدوار التي قامت بها، فصار المتن أقوى من العنوان في إعادة تشكيل تلك التنظيمات وأسلوب عملها تبعاً للمتغيرات التي ظهرت حديثاً..
&
الدول العربية هي المستهدف الأول وعلينا ألا نعيش على الرؤى المشتتة والآراء المتنافرة فنحن في قلب المعركة يخوضها تحالف عالمي ضدنا، ونحن لم نتجاوز التفاهم قبل التنسيق أو التحالف المضاد لتلك الجماعات، ولعل العمل المنفرد والذي يفسر الأحداث وفقاً لآرائه لا يعطينا مفعولاً له مردود كبير في التعاون على مكافحة الإرهاب والدليل ان التحالف الدولي في ضرب داعش والمحاولات الأمريكية لقصف قواعد القاعدة، تعد جراحات صغيرة في ثقب إرهابي أسود، وعلينا فهم طبيعة الحرب والتعاطي معها بالاعتماد على الذات طالما نحن في الموقع الواحد من الاستهداف، وأظن أن عملاً عربياً يجمع الدول الخليجية ومصر والأردن، هو الأساس في مكوّن جديد قد يغير من المعادلات والأدوار.