علي حسين


&

&

في منتصف العام 2012 أعلن رئيس مجلس الوزراء آنذاك نوري المالكي أن قراره تسليم جزء من عائدات النفط مباشرة الى الشعب العراقي الصبور والمكافح قرار غير قابل للتراجع، لان ثروة البلاد ملك لكل العراقيين.
لم ينفذ القرار حتى الآن، لان الشعب اكتشف فيما بعد ان مجرد وجود هؤلاء المسؤولين على رأس السلطة، هو افضل ثروة حصل عليها العراقييون منذ عقود طويلة، و لا اريد ان اعيد عليكم ما صرح به ذات يوم المستشار الإعلامي السابق علي الموسوي، والذي افتقده هذه الايام، من ان مواطنا عراقيا قال له وبالحرف الواحد "1000 خلف الله على المالكي لان قبل يحكمنا".
طبعا تعرفون ما حصل بعد ذلك، لم تبق مليارات تصرف على مهرجانات المصالحة المستدامة، الحكومة تضيق صدراً بسبب انخفاض أسعار النفط، وليس بسبب نهب ثروات البلاد، ماذا تفهم عزيزي المواطن من ذلك؟ نفهم أنا وأنت أن الرفاهية التي وعدونا بها اصبحت من أحلام الماضي.
لماذا لم ندخل مرحلة الرفاهية الاجتماعية؟ التفسير جاهز ياعزيزي: لأن الامبريالية لا تريد مواطنا عراقياً مرفها، أما السبب الحقيقي الذي هو أكثر بساطة وأثراً لكن لا يريد أن يعترف به احد، فهو، لأنّ مسؤولين فاسدين وظّفوا موازنة وزاراتهم لمنافعهم الشخصية، ولأن ممارسة السرقة أصبحت أمراً طبيعياً.
لا احد يريد ان يسأل ماذا حدث، في ظل حكومات المحاصصة لأموال النفط، وماذا صرف منها على الشعب، وماذا صرف على الفساد؟ إذ بموجب معدل عام بسيط، ومتواضع، لا بد ان يكون العراق قد أفاد خلال ثماني سنوات فقط من حوالي 600 مليار دولار، اين ذهبت؟ لا احد يملك الجواب، لاننا منشغلون الان بمعركة وثائق ويكليكيس، فالعراقيون يطرحون سؤالا واحدا هل هذه الوثائق صحيحة؟ وهل ان النجيفي قبض اموالا من السعودية، وان خضير الخزاعي طلب طائرة خاصة من الرياض؟ ومشعان اراد ان يؤسس حزبا بأموال خليجية؟ وعشرات من القصص الطريفة والمؤلمة، ولكن هل من المعقول ان يطرح مثل هذا التساؤل؟ وهل ساستنا "حاشا لله" يدينون بالولاء لدول الجوار؟
ياسادة.. العراقي يحتاج ليكون ساذجا تماما وربما فاقدا للذاكرة لأقصى درجة ليصدق "الأسطوانة المشروخة" التي يرددها البعض عن الأمن وحماية الحدود وتدخل دول الجوار، فالناس تدرك جيدا أن بعض السياسيين ساهموا ويساهمون في تقديم العراق على طبق من فضة إلى دول العالم كافة.
هل وثيقة الخزاعي صحيحة؟ وهل النجيفي عميل سعودي؟ لا يهم سوف نعرف في المستقبل، فالآن نحن منقسمون، البعض منا يصفق لطهران والآخر يشد على يد اردوغان، ولهذا دعونا من خرافة توزيع الثروة على العراقيين.

&