&
معتقلة تروي مآسي التعذيب في سجون سوريا: حبس إنفرادي وإغراق واغتصاب
&

& أفرجت قوات النظام السوري عن الناشطة السورية «هنادي، ع» بعد أن اعتقلتها لمدة عامين ونصف العام، بتهمة معالجة المتظاهرين وتقديم الدعم الطبي لهم، فضلا عن تهم عديدة، كانت وراء ترك «هنادي» حبيسة وراء القضبان.


ولم تلبث أن خرجت من زنازين السلطات السورية، بعد أن تم عقد صفقة، أو ما سمي في حينها بمصالحة وطنية بين سلطات النظام وفصائل المعارضة في المنطقة الجنوبية، حتى همت بالمغادرة إلى خارج البلد هربا من الاستدعاءات المتكررة بعد إطلاق سراحها من قبل الأفرع الأمنية السورية.
حاولت «هنادي» الاتصال بالمنظمات الحقوقية في تركيا، واستطاعت الوصول إلى نشطاء في حقوق الإنسان، كما تشير، لكنها لم تتواصل بشكل رسمي مع جهات حقوقية أو دولية ، لتُفرغ ما في جعبتها من آلام التعذيب والانتهاكات التي جرت لها ولزميلاتها في المعتقلات.


تفتح «هنادي» سجلات التعذيب التي عاينتها في سجون النظام السوري لـ «القدس العربي» لتشير إلى أن السلطات السورية، اعتقلتها، من مكان ما في المنطقة الجنوبية من سوريا، رافضة في الوقت ذاته الكشف عنه، مشيرة إلى أنها تعرضت للتعذيب، وحالات الإغراق بالماء في فصل الشتاء، والحبس الانفرادي.
وتنفي «هنادي» تعرضها للاغتصاب من قبل القوات الحكومية في تلك الزنازين، لكنها في الوقت نفسه تشير إلى لقائها بعدد ممن تعرضوا لتك الحالات، مشيرة إلى أن حالات الاغتصاب غالبا ما تتم في مراكز الشبيحة، في منطقة الست زينب في دمشق، أثناء الفترة الأولى للاعتقال.
وهي تشـير إلى أن الجميع تعرض للاغتصاب اللفظي من قبل قوات النظام، كما أن البعض تعرض للاغتصاب الجسدي، الذي تصفه بـ»اغتصاب الإهانة وكسر الإرادة»، وليس «اغتصاب من أجل التلذذ الجنسي».
وبحسب «هنادي» فإنها «تنقلت بين عدد من الأفرع الأمنية السوري التابعة للاستخبارات العسكرية في البلاد ابتداء من الفرع 227 وهو ما يُسمى بفرع المنطقة، وصولا للفرع 291 وهو الفرع الإداري، حيث يتم التحقيق وتجميع الأضابير، ومن ثم الفرع 215 وهو يعتبر الفرع المخول بالاعتقال الأولي وجلب المطلوبين، وصولا لسجن عدرا، ومن ثم 248 وهو تابع للاستخبارات العسكرية، وأخيرا فرع فلسطين قبل أن يطلق سراحي من فرع فلسطين»، على حد قولها.


وتأمل «هنادي» حاليا الحصول على فرصة عمل في تركيا، كي تسد عوز الحياة، وترتق الجراح التي أكلت من جسدها في «أقبية الاستخبارات السورية».