&&عبدالعزيز الجار الله

&أوراق إيران أصبحت مكشوفة، وعلى الطاولة، ليس للسعودية ولا للعرب بل لجميع العالم، وبالأخص لدول وسط آسيا وشرق آسيا المواجهة القادمة: باكستان، أفغانستان، تركمنستان، أذربيجان، تركيا، ومن خلفهما طاجكستان وأوزبكستان وكازاخستان. وهو الصراع القادم بعد أن خسرت جميع حروبها ومراهناتها غرب الخليج العربي والمنطقة العربية، منذ عام 1979م بداية الثورة، وعام 1980 الحرب العراقية حتى عام 1988م نهاية الحرب، أي أكثر من (35) سنة وإيران تخسر الحرب تلو الأخرى، فقد خسرت حرب العراق، وخسرت في لبنان ضد الحكومة، وضد إسرائيل، وبقي حزب الله معزولاً، وخسرت سوريا الحليف من بداية ثورتها، كما خسرت اليمن التي استمرت (33) سنة طوال حكم المخلوع علي عبدالله صالح ومن بعده الانقلاب الحوثي، وخسروا البحرين عندما خططوا لانقلاب فاشل، وهم الآن يخسرون في العراق عبر الحكومات الفاشلة، واستبعاد السنة والطوائف الأخرى المكون العراقي من: الأكراد والتركمان والأرمن والأشور والمسيحيين الكلدانية والسريان. يضاف لها التركيبة السكانية العرقية من عرب وعجم وأصول أخرى. وهي تركيبة ديموغرافية معقدة في تكوينها، وهذه من أسباب فشل إيران للسيطرة على العراق.

&

إيران وصلت للجدار الأخير بعد صراعها مع السعودية منذ عام 1979م وتقصدها إيذاءها في مواسم الحج طوال هذه السنين بقصد إحراجها، ورغم ذلك فشلت. كانت إيران تتصرف باعتقاد منها أن السعودية لا ترغب في المواجهة خوفاً من القوة الإيرانية التي تدعيها، أو خشية من تحريك شيعة الداخل، وتفسيرات أخرى من قبيل «خوفاً من الرأي العالمي»، حتى واجهت إيران اختبارات صعبة وقاسية من السعودية، جاءت متتالية:

&أولاً: حرب عاصفة الحزم في اليمن على الحوثيين الانقلابين.&

ثانياً: إعدام الإرهابي نمر النمر مع مجموعة من الإرهابيين.&

ثالثاً: قطع العلاقات وطرد السفير الإيراني، ردًّا على حرق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد.&

في هذه المرحلة انكسر لوح الزجاج التاريخي والإسلامي الذي كان يربط بين البلدين رباط الجوار والثقافتين العربية والفارسية، كما أن لوح الفسيفساء الجداري قد انفرطت (أحجاره) المربعات الصغيرة بألوانها الصفراء العربية وألوانها الفيروزية الفارسية. فـ»التطمينات» التي تصدر من وزارة الخارجية الإيرانية لا تنفع ولا تُخفي أصوات المجالس الدينية التي تمسك بالحكم من الطرف الآخر. فلم يحتج بشدة ويهدد السعودية على إعدام الإرهابيين سوى إيران ومنظمتي القاعدة وداعش، وهذه عزلة إضافية لإيران في غرب الخليج وبلاد العرب.&

بلا شك، إن الساسة الإيرانيين قد أدركوا حجم العزلة من العرب والتطورات على دول جوارها في الشرق والشمال، وأن خسائرها بعد ربيع العرب 2010م كانت فادحة.